دائما ما تنظر امريكا الى سلبيات وايجابيات الحرب في العراق من حيث مصالحها الخاصة. وعدم اعتراف امريكا بأن الحرب على العراق يتعارض مع قواعد العلاقات الدولية لن يساعدها على الشعور بالذنب اتجاه ما فعلته في العراق ولن تضمن عدم تكرار الاحداث التاريخية مرة اخرى.
اعترف وزير الخارجية الامريكي جون كيري بأن الحرب التي شنتها أمريكا على العراق خطأ فادحا، وأن سياسة التدخل الامريكي لا تزال تغيم على العراق.
يعتبر الانسحاب من العراق بين أولويات ادارة اوباما في سياستها الخارجية. وإن جون كيري بأن الحرب على العراق " خطا فادحا" ليس بأمر غريب في ظل الظهور المفاجئ للمسلحين المتطرفين في العراق وزيادة خطر الانفصال.
الحرب في العراق هو من إنتاج أمريكي ل"التفوق الأيديولوجي" و"المصلحة الامنية المطلقة". والعمل العسكري من جانب واحد لتخريب اجهزة الدولة السيادية يخالف قواعد الاساسية للعلاقات الدولية. والمجتمع الدولي متفق اساسا على هذا.
لم تتطرق أمريكا للمشاكل الحقيقية في اعترافها بان الحرب على العراق خطأ فادحا،وإنما لايجابيات وسلبيات الحرب في ما يخص مصالحها الذاتية.
إن اعتراف كيري بأن حرب امريكا على الحراق خطأ فادح يكشف عن غير قصد أنها عاجزة على مواجهة المشاكل التي خلفها التدخل في العراق حتى اليوم. وقد استنكر بعض المحللين الاستراتيجيين الامريكيين الحرب على العراق، معتبرينها السبب في تضييع فرصة جيدة بعد نهاية الحرب الباردة.وعلى الرغم من أن ادارة اوباما كانت واقعية من اي وقت مضى في التعامل مع قضية شبه جزيرة القرم وغيرها من القضايا الاخرى، والاخذ بعين الاعتبار التنسيق مع القوى الكبرى، إلا أنها لم تتراجع عن الشعور بالهيمنة والسيطرة في الشؤون الدولية. كما لم يكن عمل واشنطن وفقا للمعايير الدولية الدقيقة.
قال دين آتشيسون في تعريف المفهوم الصحيح للسياسة الخارجية الامريكية التي تعتمد عليها الدبلوماسية الامريكية على مدى عقود ماضية :"تعتبر امريكا نفسها قاطرة الانسان وأن باقي العالم عبارة عن سيارات تجرهم."كما بررت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة العمل العسكري التي قامت به امريكا من جانب واحد:"إذا كنا مضطرين لاستخدام القوة، فذلك لاننا امريكا. نحن أمة التي لا غنى عنها. و نحن من الاعلى نرى كل ما هو بعيد ." وبناءا على هذه العقلية، فإن وسائل الاعلام الامريكية المحلية غير راضية على حفاظ ادارة اوباما على 35 ألف جندي في الشرق الاوسط، وانتقدت هذا الانسحاب المفرط والعودة الى الانعزالية.
ومن جانبه، نشر روبرت كاغان ممثل المحافظين الامريكين الجدد مؤخرا مقالة طويلة بعنوان: " االقوى العظمى لن تتقاعد:بماذا تدين امريكا للعالم "، ويذكر الامريكيين بضرورة التخلص من الشعور بالتعب، وإعادة دورها المهم كـ" قوى كبرى الوحيدة لانقاذ العالم". ويعود السبب وراء " التعب" الامريكي في الوقت الحالي الى عدم ندم مؤيد الحرب على العراق سابقا. كما أن المثابرة على دور"القيادة" والابتعاد عن التعاون في ظل التغيرات السريعة في القوى العظمى، وتحت خلفية تعديل عميق لقواعد الشؤون الدولية سوف يزيدها تعبا وارهاقا.
لقد تراجعت امريكا واعترفت عن فشلها في حرب فيتنام، لكنها لم تتراجع عن غطرستها والتدخل العسكري. وإن اعتراف امريكا بأن الحرب في العراق خطأ فادح سوى الخطوة الاولى، والاهم من ذلك هو العثور على السبب الجذري للخطأ والاعتراف بالخطأ من الناحية الاخلاقية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn