القاهرة 6 أغسطس 2014 / رأى محللون سياسيون أن فرص نجاح مصر في تنفيذ مبادرتها وتحويل الهدنة المؤقتة إلى هدنة دائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة كبيرة.
وأكدوا أن المؤشرات الأولية تؤكد نجاح الجهود المصرية في التوصل إلى هدنة طويلة المدى، وتنفيذ المبادرة المصرية حول الأوضاع في قطاع غزة.
وقال اللواء سيد الجابري الخبير الاستراتيجي، إن مصر أكدت أنها تحترم تعهداتها، ووضعت المصلحة العربية فوق كل شئ، وعملت على القيام بواجباتها والتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المحورية الأولى منذ اللحظة الأولى لوقوع الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضاف الجابري لوكالة أنباء (شينخوا) إنه منذ اليوم الثاني لبدء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة أعلنت مصر تمسكها الكامل والمطلق بضرورة تنفيذ قرار 242 الصادر من مجلس الأمن والقاضي باقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو العام 1967.
وأعرب عن توقعه بنجاح المبادرة المصرية وتحويل الهدنة المؤقتة إلى هدنة دائمة، وعزا ذلك إلى أن المقاومة الفلسطينية أبلت بلاء حسنا، وتغير أدائها على الأرض بشكل مذهل، واربكت إسرائيل وكبدتها خسائر غير متوقعة، مما دفع إسرائيل لإعلان الانسحاب من جانب واحد دون تحقيق أيا من أهداف عملية "الجرف الصامد"، حسب قوله.
كما عزا ذلك إلى فشل إسرائيل الذريع عسكريا سيدفعها ويجبرها على التوصل لحل سياسي، يحفظ لها ماء وجهها، واعتقد أنه مثلما كتبت انتفاضة الاقصى نهاية رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون، فإن عملية "الجرف الصامد" ستضع نهاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولفت إلى أن إسرائيل ستحاول تحقيق نصر سياسي يغطي على فشلها العسكري، بتقديم طلبات تعجيزية لاظهار تعنت الجانب الفلسطيني واستهلاك الوقت.
وبحسب مصادر بالمفاوضات فإن الجانب الفلسطيني طلب خلال لقائه الأول بالوسطاء المصريين، نزع سلاح المقاومة، وتولي السلطة الفلسطينية بالكامل السيطرة على قطاع غزة.
ونوه الجابري بأن الدبلوماسية المصرية وما تتمتع به من صبر وكفاءة تفاوضية ستتمكن من انجاح المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وستتوصل إلى نتائج مهمة جدا خاصة مع وجود توافق فلسطيني كامل بين كل الفصائل، وادراكهم أن عملية "الجرف الصامد" جاءت ردا على اتفاق التوافق بين فتح وحماس وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وبدأ الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني بالقاهرة أمس (الثلاثاء) مفاوضات غير مباشرة بوساطة مصرية، حول تنفيذ المبادرة المصرية ومطالب الجانبين.
ووصل مساء اليوم إلى القاهرة وفد التفاوض الإسرائيلي في زيارة للقاهرة هي الثانية خلال 48 ساعة، كان الوفد قد قام بزيارة القاهرة بالأمس والتقى بالمسئولين المصريين، حيث ابلغهم بمطالب الجانب الاسرائيلي، واطلع على مطالب الجانب الفلسطيني، قبل ان يعود إلى تل أبيب لعرضها على الحكومة الإسرائيلية.
وأكد الدكتور طارق فهمي الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن "جميع المؤشرات ايجابية وتؤكد أننا طريقنا لاجراء هدنة طويلة المدى، ووضع المبادرة المصرية موضع التنفيذ على أرض الواقع".
وأوضح فهمي ل(شينخوا) أن سبب استمرار المبادرة المصرية حية، وايدها المجتمع الدولي ودعمها على عكس جهود بعض الدول الإقليمية، يرجع إلى كونها مبادرة متوازنة ولا تتحيز لاي طرف.
وأعرب عن اعتقاده بأن الـ 48 ساعة المقبلة، يمكن أن يتبلور خلالها شيئ ما بخصوص الهدنة، على أقل تقدير تمديد الهدنة.
وبحسب التليفزيون المصري، فقد أعلنت إسرائيل مساء اليوم، استعدادها لمد الهدنة الحالية بقطاع غزة، بنفس شروطها الحالية، وبدون حد زمني، فيما لم يرد بعد اي موقف أو رد فعل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو تمديد وقف اطلاق النار.
فيما يرى السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري، أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني استنفذا كل وسائل الحرب، واستنفذا طاقتهما بالكامل في المواجهة العسكرية، ولم يعد لديهما خيار أخر سوى التفاوض، والشماعة التي يعلقان عليها قرارهما بالتوقف.
وقال خلاف لوكالة أنباء (شينخوا) إنه إذا ما حصل الفلسطينيون على اي مطلب من المطالب الخمسة المرفوعة، فسيكون بمثابة انجاز وأمر مفيد لهم.
وأعرب عن توقعه بأن يتم تمديد وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الطرفين لم يعودا قادرين على استمرار الحرب، وأن كل منهما استنفذا أغراضه وقوته فيها.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ السابع من شهر يوليو الماضي عملية عسكرية أطلق عليها اسم (الجرف الصامد) ردا على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل ولتدمير الأنفاق الممتدة من القطاع إلى الأراضي الإسرائيلية.
وأسفرت العملية التي تخللها توغل بري للجيش الإسرائيلي في المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة عن مقتل أكثر من 1875 فلسطينيا وجرح 9567 آخرين، فيما قتل خلالها، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية 64 جنديا إسرائيليا إضافة إلى 4 مدنيين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn