غزة 6 أغسطس 2014 / استمر اليوم (الأربعاء) ولليوم الثاني اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 72 ساعة دعت إليه مصر الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل أول أمس الاثنين.
وبدأت الحياة في قطاع غزة تعود تدريجيا إلى طبيعتها وسط قلق لدى بعض السكان وتفاؤل لدى آخرين بشأن المفاوضات غير المباشرة الجارية في العاصمة المصرية القاهرة بين وفدي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن المسئولين المصريين التقوا خلال الليلة الماضية بأعضاء الوفد الإسرائيلي للمفاوضات حول تثبيت وقف اطلاق النار في قطاع غزة، وسينقلون الموقف الاسرائيلي إلى الوفد الفلسطيني خلال هذا اليوم. كما سيلتقي الجانب المصري اليوم، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، بمبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير ومبعوث الامم المتحدة إلى المنطقة روبرت سيري. وفي واشنطن أعلنت وزارة الخارجية الامركية، أن المبعوث الأميركي الخاص فرانك لاونستين سيصل إلى القاهرة مساء اليوم للمشاركة في المباحثات غير المباشرة حول وقف اطلاق النار. وعلى الصعيد الميداني قالت الإذاعة الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي قرر نشر مجموعات خاصة للتدخل السريع على امتداد حدود غزة إلى حين التوصل إلى اتفاق بتثبيت التهدئة.وأضافت الإذاعة، أن هذا الإجراء اتخذ ليتسنى لتلك القوات التحرك سريعا في حال اقتضت الظروف التوغل الميداني في القطاع أو عند اكتشاف نفق "هجومي إرهابي" جديد.
من جانبها قالت عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان لها، إنها "تتعامل مع المرحلة الحالية كمرحلة مؤقته"، مشيرة إلى أن "سلوك العدو هو الذي يحدد سير المعركة ومآلاتها". وأضافت كتائب القسام، أن توجهاتها في الأيام القادمة "مرهونة بتحقيق تطلعات شعبنا التي لا مجال لتجاوزها"، مشددة على أن "فصول المعركة مستمرة ولن تنتهي حتى يذعن الاحتلال لكافة حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة".
وقدم الوفد الفلسطيني الموحد الذي يضم منظمة التحرير الفلسطينية وحركتا حماس والجهاد الإسلامي لمسئولين من جهاز المخابرات المصرية الورقة الفلسطينية لمطالب التهدئة الدائمة. وذكر مصدر فلسطيني مقرب من الوفد الفلسطيني الموحد لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن الورقة المتفق عليها فلسطينيا تتضمن وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الفوري من قطاع غزة، وإنهاء الحصار على القطاع وفتح المعابر وتأمين دخول الأفراد والبضائع. كما تتضمن الورقة الفلسطينية، حرية العمل والصيد في المياه الإقليمية إلى حدود 12 ميلا بحريا، وإنهاء المنطقة العازلة التي تفرضها إسرائيل على قطاع غزة، والتزام إسرائيل بتنفيذ صفقة (شاليط) والإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا أخيرا. وتتضمن الورقة كذلك، بحسب المصدر، ضرورة تنفيذ إسرائيل الصفقة الرابعة للإفراج عن الأسرى التي تمت مع السلطة الفلسطينية، ووقف "اعتداءات المستوطنين التي أعقبت أحداث 11 يونيو الماضي (بعد إعلان إسرائيل عن خطف ثلاثة مستوطنين بالضفة قالت بعد ذلك إنهم قتلوا) في الضفة الغربية. وكما تتضمن الورقة الفلسطينية الاتفاق على إعادة الأعمار وتأمين المساعدات العاجلة عبر حكومة الوفاق الفلسطينية وكذلك أن تكون إعادة الاعمار من خلال مؤتمر دولي للمانحين تنفذه ذات الحكومة. وفي هذه الأثناء استمر الفلسطينيون اليوم بنفقد منازلهم المدمرة ودفن القتلى وتقديم التعازي، فيما استمرت طواقم الدفاع المدني والأسعاف بالبحث تحت أنقاض المنازل المدمرة عن جثث لم يجر انتشالها بعد.
وقال رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصليب الدولي جاك دي مايو الذي زار قطاع غزة يوم أمس (الثلاثاء)، إن سكان القطاع ما زالوا مصابين بصدمة ويأملون في عدم انهيار وقف اطلاق النار. وأضاف دي مايو، بحسب ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية اليوم بعد زيارته للقطاع، أن المستشفيات في غزة مكتظة بالجرحى، وأن الصليب الاحمر يجري اتصالات مع إسرائيل وحركة حماس وجهات أخرى، في مسعى لاحتواء الأزمة الانسانية في القطاع.وأشار دي مايو، إلى إنه لا يمكن في هذه المرحلة تقدير حجم الاضرار الهائلة التي لحقت بالبنى التحتية والمباني والطرق في القطاع. وفي هذا الإطار نشرت وزارة الإعلام الفلسطينية اليوم إحصائية لخسائر قطاع غزة خلال الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في الثامن من الشهر الماضي تحت عنوان (الجرف الصامد). وقالت الوزارة في إحصائيتها التي استندت إلى مراكز حقوقية دولية ومصادر حكومية فلسطينية، إن عدد القتلى الفلسطينيين بلغ 1875 قتيلا من بينهم 426 طفلا، و79 مسنا، و255 سيدة وفتاة، فيما بلغ عدد الجرحى بلغ 9563 جريحا، من بينهم: 2877 طفلا، و1972 سيدة وفتاة. وفيما يتعلق بالخسائر الاقتصادية وتلك التي لحقت بالبنية التحتية في غزة قالت الوزارة، إن إجمالي عدد المنازل التي استهدفت بلغ 10604 منازل، منها 1724 منزلا دمرت بشكل كلي، و8880 بشكل جزئي. وأضافت أنه تم إلحاق أضرار في 10 مراكز رعاية أولية صحية، وإغلاق 34 مركزا صحيا، وإلحاق أضرار في 13 مستشفى بسبب قصفها من قبل القوات الاسرائيلية. وتابعت أنه جرى استهداف 188 مدرسة في قطاع غزة وإلحاق أضرار فيها، كما تم استهداف 6 جامعات فلسطينية بغزة بسبب القصف الاسرائيلي. وأشارت الوزارة إلى أن إجمالي الخسائر الاقتصادية في قطاع غزة بلغ بشكل مبدئي 2.4 مليار دولار أمريكي، بينها خسائر مباشرة بقيمة 1.960 مليون دولار، وخسائر غير مباشرة بقيمة 440 مليون دولار. وشن الجيش الإسرائيلي في الثامن من الشهر الماضي عملية عسكرية أطلق عليها اسم (الجرف الصامد) ردا على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل ولتدمير الأنفاق الممتدة من القطاع إلى الأراضي الإسرائيلية .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn