تقرير إخباري: مصر تقيم "جسرا جويا" لنقل مواطنيها من ليبيا وتتخذ"إجراءات سريعة" لتأمين حدودها الغربية

القاهرة 2 أغسطس 2014 / قررت السلطات المصرية إقامة "جسر جوي" لنقل مواطنيها العاملين فى ليبيا، التى تشهد تدهورا فى الوضع الأمني على خلفية الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة، كما اتخذت "إجراءات سريعة" لتأمين حدودها الغربية مع طرابلس، لمنع دخول أى متطرفين أو أسلحة الى أراضيها.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء ايطاليا اليوم (السبت)، إن " مصر تتابع ما يجرى فى ليبيا بشكل دقيق، وتعمل حساباتها فى إطار الإمكانيات المتاحة لمواجهة (انعكاسات) هذه الأوضاع على الأراضي المصرية". وأضاف " إن القوات المسلحة المصرية تقوم بدورها لحماية الحدود واتخذت إجراءات لتأمين حدود مصر تحسبا لأعمال التهريب سواء الأسلحة أو أشياء أخرى"، مشيرا إلى أنه "يتم تفعيل هذه الإجراءات بصفة مستمرة ويومية والتعامل مع أية عناصر تحاول اختراق الحدود المصرية". وتابع " تم اتخاذ إجراءات سريعة لتأمين حدودنا الغربية مع ليبيا، ووضع قوات في أماكن لا يوجد بها قوات لأنه على الجانب الآخر لا توجد قوات ليبية لتأمين الجزء الخاص بها من حدودها". من جهته، صرح رئيس الوزراء إبراهيم محلب بأن الرئيس السيسي أعطى توجيهاته للحكومة بسرعة إعادة المصريين العاملين في ليبيا، الذين وصلوا إلى الحدود التونسية - الليبية هربا من القتال الدائر في ليبيا.

وأوضح محلب في تصريحات للصحفيين، أن الحكومة تسخر كل إمكانياتها لسرعة إعادة المصريين العاملين في ليبيا بدون تحميلهم أية أعباء مالية، مشيرا إلى أن شركة (مصر للطيران) أقامت جسرا جويا لسرعة نقلهم إلى أرض الوطن. بدوره، قال الطيار سامح الحفني رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران أنه تقرر أن تقوم الشركة بتسيير سبع رحلات الى مطار جربا بتونس لنقل المصريين العاملين فى ليبيا الذين وصلوا الى الحدود الليبية التونسية. وأشار إلى أن الشركة تحرص على استخدام الطرازات العريضة من الطائرات لاستيعاب أكبر قدر ممكن من الركاب، ولفت إلى أنه تتواجد بصفة دائمة طائرة على أرض مطار جربا انتظاراً لوصول الركاب العابرين للحدود. وكشف عن أنه تم الإتفاق مع الجانب التونسى على نقل ألفى مصرى من العاملين فى ليبيا فى المتوسط يوميا ابتداء من غد (الأحد)، فى إطار الجسر الجوى الذى تنظمه وزارة الطيران مع وزارة الخارجية للاسراع فى إعادة المصريين الهاربين من الأوضاع فى ليبيا. وأكد أن وزارة الطيران المصرية على استعداد لإستيعاب أكثر من هذا العدد فى حالة الحاجة لذلك، منوها بأن شركة مصر للطيران لا تتوانى لحظة واحدة عن القيام بدورها الوطني تجاه مواطنيها بالخارج، وأنها على أتم استعداد أن تضاعف عدد رحلاتها، وأن تقوم بتشغيل أكبر قدر ممكن من الرحلات لاعادتهم إلى أرض الوطن بسلام. فى غضون ذلك، قررت وزارة القوي العاملة المصرية حصر العمالة العائدة من ليبيا، من خلال استمارة توزع مجانا لهذا الغرض، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية حفاظا على حقوق هذه العمالة.

وذكرت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) أن وزيرة القوي العاملة الدكتورة ناهد عشري كلفت الإدارة المختصة بالوزارة بحصر وتسجيل بيانات العمالة العائدة من ليبيا وخسائرها بسبب الأحداث الأخيرة، للمطالبة بالتعويضات الخاصة بهم عندما تتاح الظروف بذلك، في إطار الحفاظ على حقوق وكرامة العامل المصري. وقالت عشري إن "الوزارة أعدت استمارة حصر للعمالة المصرية العائدة من ليبيا للعام الحالي 2014 توزع مجانا في مكاتب القوي العاملة بالمحافظات، وتصرف للعامل المتضرر فور إبراز جواز السفر للتأكد من الخروج من ليبيا بعد الأحداث الأخيرة"، مشيرة إلى أنه يمكن للعامل الحصول على الاستمارة من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة. وأوضحت أن الاستمارة تشتمل على بيانات كاملة عن العامل وصاحب العمل، وتاريخ دخول العامل لليبيا، ومهنته واسم المنشأة، ونوع الضرر الذي أصابه من ممتلكات أو فقدان للدخل والحسابات المصرفية، مع تحديد قيمة الضرر، مشيرة إلي أن القصد من هذه الاستمارة حصر الخسائر التي أصابت المصريين العاملين في ليبيا. وأشارت إلى أنه سبق للوزارة أن قامت بتسجيل 170 ألف عامل مصري عادوا من ليبيا بعد أحداث 17 فبراير 2011، تمهيدا للمطالبة بتعويضاتهم، كما تم تسجيل 180 حالة وفيات للمطالبة بتعويضات الوفاة لأسرهم المستحقين لهذه التعويضات عندما تستقر الأوضاع هناك.