تعليق: اللامسئولية واللامبالات سبب تصاعد وتيرة الاضطرابات في ليبيا

تحولت منطقة المطار الرئيسي في العاصمة الليبية طرابلس منذ تسعة ايام إلى ساحة قتال بين الميليشيات المتصارعة، وتضرر 90 في المئة من مباني المطار والطائرات الرابضة هناك ، بما في ذلك العديد من المرافق الهامة وبرج مراقبة الحركة الجوية. وقد مضى 3 سنوات على الاطاحة بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي ودخول البلاد في حرب اهلية.

وفقا للاحصاءات الصادرة عن لجنة الشؤون الداخلية في الجمعية الوطنية الليبية،بلغ عدد ضحايا الاضطرابات المستمرة في ليبيا خلال العام الماضي والمواجهات العنيفة بين قوات الامن والمتظاهرين 643 شخصا على الاقل.ونشرت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقريرمؤخرا، أن حالة حقوق الانسان الحالية في ليبيا اسوأ مقارنة مع حقبة القذافي، ولا يمكن حماية حقوق المواطنين ومنع البلاد من الانزلاق في الفوضى في ظل انعدام سيادة القانون. وقد أصبح الوضع الامني المضطرب في ليبيا مدعاة للقلق.

تقع مسئولية اللااستقرار المتصاعد في ليبيا على عاتق الدول الاوروبية التي تدخلت في الشئون الداخلية في ليبيا وشن ضربات عسكرية من جانب واحد.

وعلقت صحيفة "الشرق الاوسط " على موقعها الالكتروني مؤخرا، أن الوضع السياسي المضطرب الذي تشهده منطقة غرب آسيا وشمال افريقيا لم يبني الديمقراطية الحديثة ولم يحقق الاستقرار في النظام الاجتماعي ولم يوفر فرض عمل للشباب. حيث أن أمريكا لا تنظر الى وضع التنمية في الشرق الاوسط وإنما الى تنفيذ اعمى للنموذج الغربي وكسر التوازن السياسي والاستراتيجي في المنطقة، لكن في في خضم تزايد الفوضى التي سببها التدخل،تراجعت وتركت المنطقة تتحول الى وكر للارهابيين.

ومن جانبه، قال يحي باحث بمركز البحوث السياسية بصحيفة الاهرام المصرية، أن التدخل الخارجي القوي في الشؤون الداخلية لليبيا هو السبب الرئيسي في تدهور الوضع في البلاد.حيث اثار التدخل من جانب واحد في ليبيا موجة عنيفة مناهضة لامريكا في الدول العربية. وفهمت الشعوب العربية جيدا الغرض الحقيقي وراء تدخل الدول الاوروبية وامريكا في الشؤون الداخلية في الشرق الاوسط،وأن ما تسميه بـ " الدبلوماسية الشعبية" السبب الرئيسي وراء انتشار القلاقل في الشرق الاوسط.مضيفا أن ليبيا لم تنل حقها من الاهتمام حتى اليوم، كما لم تفي العديد من الدول الغربية بالوعود. وليس المطلوب من ليبيا عدم النسيان فحسب بل تذكير جميع بلدان الشرق الاوسط بان نهاية التدخل العسكري الخارجي غالبا ما لا تكون جيدة.

وقال تانغ جيه تشاومدير معهد دراسات غرب اسيا وافريقيا التابع لاكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، أن الاضطرابات وحالة الفوضى التي تعيشها ليبيا اليوم خطأ الى حد كبير من الغرب . وادى اطلاق الغرب الحرب على ليبيا في تلك السنة الى حالة من عدم الاستقرار في البلاد. وإن الاطاحة بنظام القذافي والانسحاب الغربي المتسرع، وعدم اعارة الاهتمام لبناء البلاد بعد الحرب، هي محاولة للدعوة الى طرح ما يسمى بالديمقراطية جانبا، والانشغال في تقسيم " الكعكة الاقتصادية".