تعليق: اللامسئولية واللامبالات سبب تصاعد وتيرة الاضطرابات في ليبيا (2)

قد يؤدي خروج الوضع في ليبيا نطاق السيطرةاساسا الى تحويل البلاد الى نموذج عراقي جديد ، بالرغم من أن الغرب يؤكد أن الهدف من ارسال قواته الى ليبيا هو الحفاظ على الانسانية ، ولكن اللامسؤوليه سوف يؤدي الى مواجهة نداء الحكومة الليبية العاجل الى المجتمع الدولي للمساعدة، وغض البصر أو مجرد مشغولة في عملية الاجلاء.

هناك عوامل عديدة وراء سياسة عدم تحمل المسؤولية واللامبالات التي تتعامل بها الدول الغربية مع ليبيا: انتشار الاضطرابات في جميع دول الشرق الاوسط تقريباوصعوبة اهتمام الدول الغربية بجميعها في وقت واحد، وموقع ليبيا على جانب الشرق الاسط التي تراه اقل استراتيجية من ايران وفلسطين وروسيا والعراق، مما جعل حل الازمة النووية الايرانية من اولويات القصوى عند الدول الغربية، لذا، لا يمكن إلا أن تنسى شؤون ليبيا.

فيالواقع،ليست ليبيا الدولة الوحيدة المنسية ولكن الشرق الاوسط باكمله. حيث تواجه منطقة الشرق الاوسط اظطرابات على نحو المتزايد، واصرار ادارة اوباما على الاستراتيجية شرقا، والانسحاب من منطقة الشرق الاوسط.ومن المنظور الاكثر عمقا، فإن موقف الدول العربية التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط يعكس حقيقتين واتجاهات هامة: أولا، اعتراف الغرب بحدود قوته.حيث أن الغرب وبالرغم من أنه انخرط في التغيير الديمقراطي في الشرق الاوسط، لكن الواقع يثبت أنه لم يحقق لا ديمقراطية ولا سلام، وأنما جلب المزيد من العنف والقتل.ثانيا، يعكس تراجع قدرة سيطرة الدول الغربية على منطقة الشرق الاوسط.