غزة 17 يوليو 2014 / بدأ سريان وقف إطلاق نار مؤقت بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل, بطلب من الأمم المتحدة, يلزمهما بالامتناع عن أي هجمات بينهما اليوم (الخميس) لمدة خمس ساعات تبدأ من العاشرة صباحا وحتى الثالثة عصرا.
وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة الفصائل الفلسطينية لقاءات مع المسؤولين المصريين في القاهرة سعيا للتوصل إلى تهدئة دائمة مع إسرائيل.
وقال روبرت سيري المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه "إن وقف إطلاق النار هو "وقفة إنسانية" لصالح السكان في غزة."
وأكد على أهمية احترام وقف إطلاق النار دائم, ومعالجة القضايا الأساسية في قطاع غزة في أقرب وقت , مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تقف جنبا إلى جنب مع الجهات الفاعلة الدولية الأخرى, وستستمر في دعم الجهود المبذولة في هذا الصدد.
وقبيل بدء سريان التهدئة، استمر إطلاق النار بين الجانبين واستمر إطلاق الصواريخ والقذائف على إسرائيل، لكنها لم تتسبب بإصابات او أضرار.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة (حماس) إطلاق أربعة صواريخ على مدينة تل أبيب وهي من نوع (أم 75) كما أطلقت خمسة صواريخ أخرى من نوع (جراد) على مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل.
في المقابل، أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على أنحاء مختلفة في قطاع غزة مما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى.
وأعلن أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أن ضربة صاروخية إسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين بينهم امرأة وأصابت أربعة بجراح في مدينة رفح جنوب قطاع غزة قبيل وقت قصير من سريان موعد التهدئة.
وأضاف القدرة أن مدفعية إسرائيلية متمركزة في معبر صوفا اطلقت عدة قذائف على منزل عائلة الحسينات شرقي رفح جنوب قطاع غزة مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الفور.
كما قتل شاب آخر في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة ليرفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 230 شخصا وإصابة 1600 آخرين.
وأكد متحدث عسكري إسرائيلي أن إسرائيل سترد في حال إطلاق النار من قطاع غزة خلال فترة التهدئة, داعيا قادة حركة حماس استغلال وقف إطلاق النار للخروج من مخابئهم ليشاهدوا بأم أعينهم مدى الخراب الذي لحق بقطاع غزة".
وأرسل الجيش رسائل مسجلة لسكان بلدة بيت لاهيا وحي الشجاعية و حي الزيتون جنوب شرق غزة, والذين طلِب منهم إخلاء منازلهم في السابق وعدم العودة إليها بعد الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم.
من جهته، أشار الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في بيان إلي وجود توافق بين الفصائل المسلحة لقبول عرض الأمم المتحدة لهدوء ميداني لمدة 5 ساعات .
في المقابل، دعا مصدر أمني فلسطيني المواطنين والمقاتلين لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر, وعدم الاستهتار خلال فترة الهدنة خشية من "مكر" الجيش الاسرائيلي".
وطالب المصدر المواطنين بعدم الاقتراب من الأماكن والمواقع العسكرية التي تعرضت للقصف خشية وجود أجسام متفجرة, حيث ستعمل الأجهزة المختصة على تأمين كافة هذه المواقع.
وقال إن الفصائل الفلسطينية استجابت لطلب موفد الأمم المتحدة, لتمكين سكان القطاع من التزود بالمواد الضرورية والوصول إلى المستشفيات وتصليح البنى التحتية.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية في غزة ستعمل على تسهيل حركة المواطنين وتنقلهم لقضاء حوائجهم وتلبية احتياجاتهم.
ومن المقرر أن تفتح البنوك العاملة في قطاع غز أبوابها أمام موظفي السلطة الفلسطينية لاستلام رواتبهم المودعة في حساباتهم البنكية منذ الأسبوع الماضي، لكنهم لم يتمكنوا من صرفها بسبب خلافات مع حماس والهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة.
في هذه الأثناء تكثفت المساعي لوقف اطلاق النار في قطاع غزة.
والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الأربعاء في القاهرة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وسيلتقي وزير الخارجية المصري سامح شكري, على أن يجتمع في وقت لاحق اليوم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
كما وصل نائب الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة إلى القاهرة بدعوة من مصر لمناقشة المقترحات المقدمة حول التهدئة, كما قال مصدر في الحركة في غزة.
والتقى عباس في مقر إقامته في القاهرة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق, الذي التقى أيضا بمسؤولين مصريين وسلمهم رد الحركة على المبادرة المصرية للتهدئة في غزة و"التعديلات" التي تطالب بها, وفق ما صرح به السفير الفلسطيني في القاهرة جمال الشوبكي.
وقال الشوبكي في اتصال هاتفي مع (شينخوا) إن المشاورات والاتصالات مع أطراف فلسطينية وعربية ودولية مستمرة من أجل التوصل إلى إتفاق وقف إطلاق النار وفق ما أعلنته القيادة المصرية.
وتابع أن الفصائل الفلسطينية لديها مخاوف وخشية من عدم التزام إسرائيل بالمبادرة المصرية, خصوصا أن هناك إتفاقا جرى عام 2012 ولم تلتزم إسرائيل به وهي تريد بذلك ضمانات تلزم إسرائيل بالبنود.
وأكد الشوبكي وجود اتصالات مستمرة من أجل تثبيت التهدئة ولكن هناك استفسارات وإيضاحات لدى الفصائل بحاجة لمزيد من الجهد, مشيرا إلى أن الوقت مهم لان هناك خشية من أن أي تأخير قد يدفع ثمنه الآلاف من الفلسطينيين من قتل ودمار.
وقال إن القيادة الفلسطينية تعمل أولا لحقن دماء الشعب الفلسطيني ووقف العدوان, مشيرا إلى أن المبادرة المصرية تحمل بنودا مثل فتح المعابر ورفع الحصار.
وأضاف أن القيادة الفلسطينية تدعو إلي وقف العدوان وأخذ اللجنة الرباعية الدولية دورها في المباحثات والتراجع عن جميع الإجراءات التي تمت بعد مقتل ثلاثة مستوطنين في الخليل الشهر الماضي بما في ذلك الإفراج عن جميع الأسرى الذين اعتقلوا وخصوصا الأسرى المحررين في صفقة شاليط.
وكانت حركة حماس أعلنت رفضها للمبادرة المصرية وقالت أنها تحتاج إلى تعديل ولا تلبي شروط الفصائل المسلحة الفلسطينية.
وقال أسامة حمدان أحد قادة حماس البارزين في لبنان في تصريح عبر قناة الأقصى الفضائية الخميس أن "المطلوب وقف هذا العدوان طويل المدى على قطاع غزة وأن يعطي الشعب الفلسطيني الفرصة للعيش بحرية وكرامة وبدون تضييق وحصار في الضفة وغزة ".
وتابع:" نريد أن تصبح يد الاحتلال مقيدة فلا تتمكن من الاعتداء على الشعب الفلسطيني".
وأعلن حمدان أن :"هناك بوادر لدعم الشعب الفلسطيني سياسيا من قبل تركيا وقطر وهناك اتصالات مع أطراف أوروبية تجري اتصالات مع إسرائيل، مضيفا " نحن نرحب بكل جهد يبذل ويحقق ما نطلبه، ولكننا لن نخضع لضغوط تؤدي إلى فرض موقف لا نقبل."
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn