غزة 17 يوليو 2014 / خيم الحزن والذهول في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة لدى وصول سيارات الإسعاف وهي تحمل جثثا لأربعة أطفال قتلوا في استهداف إسرائيلي وهم يلهون على رمال البحر البيضاء التي اختلطت بدمائهم وأشلائهم .
وما أن وصلت سيارات الاسعاف وأخذ المسعفون ينزلون جثامين الأطفال الأربعة وآخرون جرحى حتى وصل ذووهم وهم يصرخون في مشهد يندى له الجبين، فالبكاء والعويل وسط ذهول الحاضرين في المشفى كان سيد المشهد.
وكان تسعه أطفال من عائلة بكر ويعمل أباءهم في صيد الأسماك يلهون على الشاطئ، عندما سقطت قذيفة إسرائيلية قربهم ففر بعضهم وأصابتهم بعض الشظايا متسببة لهم بجروح، فيما بقي أربعة منهم لتصيبهم بشكل مباشر بل وتبعتها قذيفة ثانية وثالثة، على ما روى محمد بكر (عشر سنوات) وهو على سرير العلاج لوكالة أنباء ((شينخوا)).
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الحادثة التي وقعت قبل غروب شمس أمس الأربعاء بساعتين.
"كسروا ظهري وقتلوا أولادي" كان يردد والد ثلاثة من الضحايا، بينما كان كثيرون في المستشفى يحاولون مواساته في الفاجعة التي ألمت به.
وبدلا من أن يستمتع الطفل الجريح محمد بكر بالإجازة الصيفية رسخت في ذاكرته "المجزرة" التي ارتكبت بحق شقيقه واثنين من أبناء عمه ومزقت أجسادهم فورا.
ويقول محمد "بعد قليل من نزولنا الشاطئ للعب كرة القدم سقطت قذيفة من البحر فصرخ أخي وأنا هربت نحو مقهى قريب والأخرون سقطوا وفروا ..".
ويضيف وسط ذهول من حوله "بعد دقيقة سقطت قذيفة أخرى ثم أخرى ورأيت أولاد عمي أجسادهم ممزقة على الأرض وفقدت الوعي بعد ذلك".
وقتل 28 فلسطينيا بينهم أطفال عائلة بكر في اليوم العاشر من عملية (الجرف الصامد) التي شنتها إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة ردا على إطلاق صواريخ تجاه أراضيها.
وقتلى عائلة بكر هم محمد 10 أعوام وأبناء عمه اسماعيل وزكريا ومحمد وأعمارهم 9 و10 و12 عاما.
وشارك عاملون وفلسطينيون شاهدوا الحادث من شرفات منازلهم المطلة على مرفأ غزة في إسعاف ونقل الضحايا وبعضهم كان يرتدي ملابس البيت وقد تلطخت بالدماء.
والتقط مصورون صحفيون يقيمون في فندق قرب المرفأ صورا للضحايا وهم يلعبون وأخرى وهم مضرجون بدمائهم وبعضهم قال، إن الزوارق الاسرائيلية في البحر أطلقت عدة قذائف تجاه مجموعة من الأطفال كانوا يلهون على الشاطئ.
واتهم المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الطبيب أشرف القدرة إسرائيل "بارتكاب 16 مجزرة بحق عائلات في قطاع غزة أدت إلى مقتل 75 فردا معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين".
وأضاف القدرة أن عدد القتلى الفلسطينيين منذ يوم الاثنين قبل الماضي وصل إلى 224، فيما وصل عدد الجرحى إلى 1675.
وأظهرت مقاطع بثها نشطاء فلسطينيون على شبكات التواصل الاجتماعي أشلاء جثث الأطفال الأربعة وهي ملقاة على رمال البحر، فيما صور آخرون أم ثلاثة منهم وهي تحاول الوصول إلى جثث أبنائها وآخرون يحاولون مساعدتها على الوقوف على أرجلها التي لم تستطع حملها لهول ما أصابها.
واعتصر الحزن والألم قلوب المشيعين وهم يوارون جثث الأطفال الثرى بعد أن أدوى الصلاة على أرواحهم البريئة في مسجد غرب مدينة غزة.
وبرغم العنف المتواصل ودوي الانفجارات والقنابل سار المئات في جنازة أطفال بكر الذين حملوا على الأكتاف وهم يرقدون في محفات ولفت أجسادهم الصغيرة برايات حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال حسن عم الضحايا "ليس لهم أي دخل في السياسة .. لماذا يقتل الأطفال .. هذه إبادة ..".
وأضاف حسن وهو جالس عند أحد القبور الأطفال الأربعة "بلا سبب ارتكبت إسرائيل مجزرة .. كانوا يلعبون على الشاطئ فقط.. هل اللعب أصبح إرهابا يستحق القتل!!!" .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn