بكين 9 يوليو 2014 / قبل 40 عاما مضت في قصر ضيافة دياويوتاي الرسمي، بدأ هنري كيسنجر الذي كان وقتذاك مستشارا للأمن القومي الأمريكي زيارة سرية للصين، مستهلا علاقة ذات مضمون تخطت خيال الجميع فى ذلك الوقت .
وبعد عقود، يستقبل المكان الهادئ نفسه مسؤولين من بكين وواشنطن جاءوا لحضور الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الصيني - الامريكي، وهو مكان مناسب كى يزيل كلا الجانبين الأشواك في علاقاتهما وان يضعا مخططا عمليا للفصل الجديد. وتأتي الاجتماعات وسط جلبة وشكوك متزايدة خيمت على كلا الجانبين والمراقبين الأجانب.
وقد أخفت واشنطن شكوكها بالتأكيد بشأن طبيعة التطور السلمي للصين، بينما تابعت بكين بقلق سياسة واشنطن الخاصة ب"إعادة التوازن نحو آسيا"، وتركيزها الملح على التحالف العسكري مع حلفائها الاقليميين. وكان التعاون الصيني - الامريكي الذى يحقق تقدما من ناحية أخرى قد شهد تباطؤا مؤخرا، فقد لفقت الولايات المتحدة بعض تهم التجسس الالكتروني ضد خمسة من ضباط الجيش الصيني في مايو الماضي، وهو ماردت عليه بكين برفض واحتجاج قوي. الا انه من المستحسن ان يتذكر كلا الجانبين أن عوامل تشتيت الانتباه هذه -الناشئة من نقص الثقة الاستراتيجية وإدراك الأهداف الاستراتيجية بين الجانبين- غير مسبوقة مثلها مثل هدف إقامة نموذج جديد للعلاقات بين الدول الكبرى.
وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ صباح اليوم فإنه لا توجد" خبرة جاهزة" تتعلم البلدان منها تطوير هذا النموذج. ومن ثم فإن من الضرورى لكلا البلدين أن يبدى حصافة فى تكوين تقدير دقيق للأهداف الجوهرية للبلد الآخر ، وإلا فقد تقع كوارث من الصعب تحملها. ورغم ذلك فإن مايبعث على الرضى الآن ان كلا الجانبين ادرك اهمية وضع الصورة الكلية في الاعتبار عن طريق هذا الحوار ،وهو ما سيضيف محتوى جوهريا للنموذج الجديد للعلاقات بين الدول الكبرى. وينبغي تذكير واشنطن وبكين بأن مصالحهما المشتركة وإمكاناتهما المربحة للجانبين، في مجالات تتراوح من انبعاثات الكربون إلى تغير المناخ ومن سعر الفائدة الى اتفاقيات الاستثمار، ومن الأمن الالكتروني الى التبادل الثقافي، ومن شرق آسيا إلى جنوب السودان، لم تستغل كلها حتى الآن.
وإن أي تقدم في تلك القضايا سيكون منفعة ضخمة للعالم، بمعني ان هذا الحوار سيكون اكثر حسما من نطاق الحديث الفارغ لبعض تعريفات الدخلاء. وكان الرئيس الأمريكى أوباما قد قال ،محاكيا مبادرات شي فى الثقة والاحترام والمنافع المتبادلة، ان العلاقات الثنائية تتحدد عبر التعاون والسيطرة البناءة على الخلافات. وكما قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري، فإن النموذج الجديد للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين لا تحدده الكلمات وانما الافعال. فينبغي على واشنطن الوفاء بالتزامها باحترام مصالح الصين الجوهرية والابتعاد عن أية محاولة لاحتوائها.
ومن الناحية الأخرى ، ينبغي على بكين أن تبلغ الجانب الآخر بهدفها الاستراتيجي على نحو أكثر فاعلية. ومع ادراك كلا البلدين الجوائز التى تتحقق لكل منهما من نجاح البلد الآخر، فإن عليهما ابداء الحكمة في تجنب اى سوء تقدير للأهداف الاستراتيجية لبعضهما بعضا ، وهو الطريق الوحيد لكسر التنافس القديم بين القوتين الصاعدة والقائمة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn