يقود رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بلاده منحدرا عبر طريق محفوف بالمخاطر حيث تستعد حكومته للموافقة اليوم (الثلاثاء) على ما يسمي بعملية "إعادة تفسير" الدستور التي تفرغ الميثاق السلمي لليابان من محتواه.
إن المراجعة الوشيكة للتخلي عن المادة الـ9 من الدستور الياباني والتي تقضى بنبذ الحرب ستغير الحظر المفروض على ممارسة حق الدفاع الذاتي الجماعي وستمهد الطريق أمام القوات اليابانية للقتال في الخارج دفاعا عن "دول تربطها باليابان علاقات وثيقة".
وإن هذا التغيير لا يمثل فقط تحولا جذريا عن الوضعة الأمنية لطوكيو فيما بعد الحرب، وإنما يعد أيضا بمثابة خيانة صارخة للميل إلى السلم المنصوص عليه في الدستور الياباني.
كما أن عامة الجماهير اليابانية منتبهة ويقظة، إذ تظهر استطلاعات الرأي الواحدة تلو الأخرى أن معظم اليابانيين يعارضون محاولة آبي تفريغ الدستور من محتواه. وأقيمت في أرجاء البلاد مظاهرات ضد محاولة العبث بالمبادئ الدستورية الأساسية لدرجة أن رجلا في طوكيو أشعل النار في نفسه احتجاجا على ذلك.
ولكن الرأى العام لم يلحق الخزى بآبي جراء برنامجه الفاوستي. واختار آبي أن يصم أذنيه عن أصوات الناس ولجأ إلى خدعة غادرة: فبدلا من تعديل الدستور بشكل شامل وهي عملية عريضة النطاق من غير المرجح أن يكتب لها النجاح، اختار إعادة تفسيره بقرار منفرد لحكومته.
وبغض النظر عن الطريقة التي يصقل بها آبي الأمر، فإنه يداعب شبح الحرب بوقاحة رخيصة ولكن ليس على حسابه فقط وإنما على حساب الأمة اليابانية بأسرها. ومع وجود تعريف مبهم لحدود استخدام القوة بغرض الدفاع الذاتي الجماعي، قد يتسبب بعض الساسة ذوى الأفق الضيق في جر اليابان إلى حروب لا تستحق.
ولا تقف العواقب المحتملة لخدعة لآبي عند حافة المياه، إذ أن أسلوبه المخادع يشكل أيضا خطرا على الأمن الإقليمي وخاصة في ضوء رفضه لمواجهة الاعتداءات التي شنتها اليابان على مدار التاريخ.
وعلى الخلفية الأعرض ، فقد إنزلقت آسيا بالفعل في توترات هائجة في أعقاب إعلان الولايات المتحدة عن إستراتيجية "محور آسيا" وذلك من بين تحديات وأوجه عدم يقين أخرى.
ومع السعى إلى إحداث تغيير في الدستور، تضيف إدارة آبي -- صانعة المشكلات في الشؤون الإقليمية -- صعوبات أكثر ضررا إلى المهمة الشاقة بالفعل والمتمثلة في حماية السلام والاستقرار الإقليميين.
وتقول الأسطورة الألمانية أن الملائكة أنقذوا روح فاوست من مفستوفيليس. ولهذا، فإنه في ضوء الهواجس الخطيرة التي تستخوذ على تفكير آبي، فقد حان الوقت لكي يعيد الشعب الياباني والمجتمع الدولي آبي إلى رشده ويوقفه عن مواصلة تلويث الروح الوطنية لليابان وتقويض الأمن الإقليمي..
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn