بكين 24 يونيو 2014 (شينخوا) حث افتتاحية، نشرت على الموقع الإلكتروني لصحيفة ((نيويورك تايمز))، حثت اليابان على عدم إعادة صياغة ماضيها من خلال إصدار تقرير حول عبيدات الجنس إبان الحرب العالمية الثانية.
وذكرت الافتتاحية أن "السيد (رئيس الوزراء شينزو) آبي اقترف ظلما تجاه من سقطن ضحية لهذه الجريمة".
ففي يوم الجمعة الماضي، قدمت الحكومة اليابانية تقريرا حول مراجعة بيان كونو لعام 1993، المتعلق بـ "نساء المتعة" اللاتي أجبرهن الجيش الياباني على أن يصبحن عبيدات جنس إبان الحرب العالمية الثانية، إلى البرلمان وسط مخاوف من أن يثير ذلك شكوكا حول الاعتذار الذي قُدم للضحايا ومعترف به عالميا.
وذكرت الافتتاحية أنه "بالنسبة للكوريين الجنوبيين يظهر التقرير -- من خلال كشفه للمشاورات التي دارت بين الحكومتين عندما كان يجرى إعداد بيان 1993 -- يظهر أن اليابان لم تكن صادقة قط بشأن الاعتذار".
فقد أعدت لجنة خبراء، انتقتهم الحكومة اليابانية، هذا التقرير منذ أن ذكرت إدارة آبي في فبراير الماضي أنها ستشكل فريقا لإعادة فحص الخلفية التي أحاطت بخروج البيان الذي قدمه كبير أمناء الحكومة آنذاك يوهي كونو.
وقالت اللجنة إن اليابان وكوريا الجنوبية نسقتا حول مسألة صياغة هذا الاعتذار الهام، وإنه بطلب من سول، أدرجت طوكيو في البيان كلمة الإكراه المتعلقة بتجنيد "نساء المتعة"، على ما أفادت وكالة أنباء ((كيودو)).
ونقل ((كيودو)) عن اللجنة قولها إن الحكومة اليابانية في ذلك الوقت لم تتأكد مما إذا كانت الكوريات الجنوبيات اللاتي أجريت معهن مقابلات قلن الحقيقة، وتم إعداد مشروع بيان حتى قبل أن تنهى طوكيو جميع المقابلات.
بيد أن هناك مخاوف من أن تثير النتيجة شكوكا داخل المجتمع الياباني ولا سيما اليمينيين حول مدى موثوقية الاعتذار الرسمي المقدم للضحايا عبيدات الجنس في زمن الحرب.
وأضافت أن "القوميين اليابانيين يستخدمون دون شك التقرير لدفع الحكومة على التراجع عن الاعتذار".
وذكرت "لقد حان الوقت لكى يوضح آبي لبلاده والعالم أن (المنكرين) على خطأ. وأن رغبته المستمرة في أن يلعب دور سياسي (قومي) تتعارض مع قدرة اليابان على القيام بدورها الرائد في المنطقة".
ففي بيان عام 1993، اعترف كونو بأن الحكومة اليابانية وجيشها الإمبريالي تورطا في تجنيد ما يتراوح بين 200 ألف و 400 ألف من النساء وإجبارهن على أن يخدمن في بيوت الدعارة العسكرية.
ويقول المؤرخون إن نساء من شبه الجزيرة الكورية والصين واندونيسيا والفلبين اضطررن إلى أن يصبحن عبيدات جنس للقوات اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية.
ورغم أن الحكومة اليابانية قالت إنها لا تعتزم تعديل بيان كونو، إلا أن التقرير أثار مخاوف شديدة بين جيرانها.
فقد انتقدت كوريا الجنوبية يوم الجمعة التقرير وأعربت عن "بالغ أسفها" إزاء تحرك الحكومة اليابانية.
وذكرت وزارة الخارجية الكورية أن التقرير "عمل متناقض وعديم الجدوى" اتخذته إدارة آبي، مضيفة ان المراجعة تشوه حقائق القضية وتقوض مصداقية البيان.
كما حثت الصين اليابان على التعامل على النحو الملائم مع قضية عبيدات الجنس في زمن الحرب من خلال إتخاذ إجراءات ملموسة وموقف مسؤول، والحفاظ على تعهدها الوارد في بيان كونو أمام المجتمع الدولي.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ في مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين بأن "ما يسمى بالمراجعة فضح معارضة اليابان لمواجهة التاريخ ومحاولات التقليل من مدى عدوانية جرائم الحرب."
وذكرت الصحيفة أن "ثمة اهتمام متزايد من قبل المجتمع الدولي بالعنف الجنسي في الصراع المسلح، وتطالب الحكومات ومجموعات حقوق الإنسان بمحاكمة مرتكبي هذا العنف ورعاية ضحاياه".
واختتم الافتتاحية قائلة "إن اليابان باعتبارها دولة ديمقراطية وثالث أكبر اقتصاد في العالم لا يمكن أن يراها العالم وهي تحاول إعادة صياغة ماضيها".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn