تعليق: فكر شينزو آبي المعادي للصين يتجلى في قمة مجموعة السبع

   بكين 5 يونيو 2014 / على رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ان يشعر بخيبة الأمل الآن.

   فقد نأت قمة مجموعة السبع بحكمة عن أخذ موقف موال لليابان إزاء قضية بحر الصين الجنوبي، موجهة صفعة للإعلام والمسئولين اليابانيين الذين حاولوا تصدير أجندة مناوئة للصين قبل القمة.

   واكتفى بيان صدر عقب اليوم الأول من القمة التي تستمر ليومين في بروكسل بأن مجموعة السبع ترفض" آية محاولات أحادية من جانب أي طرف لتأكيد مطالبه البحرية من خلال استخدام التخويف أو الإكراه أو القوة".

   ولم يذكر البيان أي دولة محددة كما لم يذكر الصين.

   وربما يعتقد المسئولون اليابانيون بما فيهم آبي بأن هذا يعد بمثابة إنذار مبطن للصين، بيد أن هذا البيان الموزون يمكن أن يخدم أيضا لتذكير اليابان التي ترنو باتجاه اليمين.

   وبالنظر إلى السياسات الخارجية لصقور الإدارة اليابانية وموقفهم غير النادم إزاء التاريخ، فمن الوهم الاعتقاد بأن مجموعة السبع التي تتكون من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان سوف تأخذ موقفا موحدا مناهضا للصين.

   فالكثير من أعضاء مجموعة السبع، وخاصة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، تربطهم بالصين علاقات ثنائية مهمة، ما يجعل من المستحيل لهذه الدول أن تنجر لرغبات اليابان.

وبالنظر إلى نفوذ مجموعة السبع الواهن ومواجهتها الحالية مع روسيا إزاء الأزمة الأوكرانية ، فمن غير المرجح أن تصنع تصريحات المجموعة حول قضايا بحر الصين الجنوبي والشرقي مثل هذا الفارق.

   إن القضية الأهم في مجموعة السبع ما زالت هي الأزمة الأوكرانية.وإذا عول آبي على القادة الغربيين الأخرين لتشكيل تحالف مناوئ للصين في الاجتماع ، فمن المحتم أن يكون مصيره خيبة الأمل.

   ومن الحماقة أن يقرر قادة غربيون يتسمون بالحكمة احتواء الصين بشكل مشترك لأنهم يعرفون جيدا إن ارتكاب هذا الخطأ سيضر بمصالحهم الوطنية لا غير.

   فضلا عن ذلك، إن الصين لم تفجر التوترات في بحر الصين الشرقي. وتدهور النزاع الصيني-الياباني حول جزر دياويو بشكل درامي بعدما تحركت اليابان لتغيير الوضع القائم بـ"تأميم" بعض الجزر.

   بالنسبة للصين، هذه الخطوة ليست مقبولة تماما لأنها لا تخون فقط اتفاقية مكتوبة بين البلدين لتنحية القضية للأجيال المستقبلية لحلها،وإنما ترتقي لمستوى خطة أحادية وحقيقية لانتزاع الجزر من الصين.

   إذا كانت مجموعة السبع تريد أن تفعل الخير لآسيا، فلا بد أن تأخذ حذرها إزاء الطموحات القومية اليابانية وتعمل لكبح مغامراتها السياسية المحفوفة بالمخاطر.