الجزائر 3 يونيو 2014 / حمل وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة اليوم (الثلاثاء) مسؤولية ازدياد قوة الجماعات الإرهابية وانتشار إيديولوجيتها إلى موجة الربيع العربي التي اجتاحت عدة دول عربية منذ 2011.
وقال لعمامرة، في كلمة ألقاها نيابة عنه المدير العام لقسم أمريكا في الخارجية الجزائرية حسن بوخالفة خلال أعمال المنتدى الإستراتيجي لشمال إفريقيا المنعقد بالعاصمة الجزائر بمشاركة خبراء دوليين من 6 دول عربية+ الولايات المتحدة الأمريكية، "إن ما اتفق على تسميته الربيع العربي مكن الجماعات الإرهابية المحلية من زيادة نفوذها الإيديولوجي وقوتها المادية مما زاد من حدة التحديات التي تفرض نفسها".
وأوضح في المنتدى الذي حمل عنوان (التهديدات العابرة للأوطان في منطقة شمال إفريقيا) أن "التهديدات الإرهابية أصبحت أكثر تعقيدا وعابرة للأوطان لاسيما في شمال إفريقيا وفي منطقة الساحل مع كل تفرعاتها المرتبطة بالجريمة المنظمة".
واعتبر لعمامرة أن "الجبهة غير المستقرة المرتبطة بالوضع الليبي كانت لها انعكاسات إقليمية متوقعة كانت الجزائر حذرت منها".
وأشار إلى أن "منطقة انعدام الأمن توسعت إلى مجموع شمال إفريقيا والساحل وغرب إفريقيا حيث تتطور النشاطات الإجرامية والإرهابية".
وقال إن "النتائج المباشرة للحرب في ليبيا تجلت من خلال التدفق الهائل للأسلحة نحو شمال إفريقيا و الساحل".
واعتبر لعمامرة أنه مع "غياب البدائل الاقتصادية لاسيما لفائدة الشباب أصبحت منطقة إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء تمثل سلسلة من المناطق التي ينعدم فيها القانون والتي تسود فيها كل أنواع الإتجار غير المشروع".
ولاحظ أنه "في سياق اقتصادي مزري لا يمكن مواجهة التحديات المفروضة على دول جنوب الصحراء من دون الدعم المناسب من طرف المجتمع الدولي".
وشدد لعمامرة على "الضرورة الملحة لتضافر جهود كل الشركاء للتصدي لتصاعد الشبكات الإرهابية".
وأكد أن "تنسيق الأعمال وتبادل المعلومات ينبغي أن يطبعا العمل اليومي لكل الفاعلين الوطنيين والإقليميين والدوليين".
واعتبر أن "إعادة تموقع شبكات القاعدة في إفريقيا وتوسع نشاطات بوكو حرام إلى غاية إفريقيا الوسطى تستوقفنا بخصوص هشاشة الدول الواقعة جنوب الصحراء وحول ضرورة التقييم الفعلي للتهديد والتكفل الأنسب والمستمر باحتياجات دول المنطقة وسكانها".
كما اعتبر أن "الحرب ضد الإرهاب والجرائم المتصلة به ينبغي أن تكون مستمرة ومنسقة لأن الجماعات الإرهابية تتوفر على دعائم تسمح لها بالتكيف مع كل مستجدات الأوضاع".
وأكد لعمامرة أن "الجزائر تشجع كل الأطراف المعنية سواء تعلق الأمر بمالي أو ليبيا أو غيرهما لتفضيل الحوار الشامل الذي ينبذ الرعب ..ويندرج ضمن هدف انتقال سياسي هادئ يفضي إلى التكفل الفعلي والفعال بالمشاكل السياسية والأمنية والإقتصادية للبلدان المعنية والإحتياجات الإجتماعية والتربوية لسكانها المحرومين".
يذكر أن المنتدى الذي تشارك فيه الجزائر وتونس ومصر والمغرب وليبيا وموريتانيا والولايات المتحدة الأمريكية وهو الرابع من نوعه بعد لقاءات بانكوك وعمان وروما يتناول بالدراسة القضايا الخاصة بالأمن القومي لكل منطقة لتقديم تحليل معمق للعوامل التي تساهم في تشكيل الوضع الأمني في الصحراء.
وتجرى أعمال المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام في شكل مجموعات تتناول دراسة مواضيع تتعلق بالعوامل السياسية والإقتصادية المسببة للتهديدات العابرة للأوطان خاصة في شمال إفريقيا وانعكاسات (الربيع العربي) والتدخل العسكري في ليبيا.
كما سيتم مناقشة دور الشبكات غير الشرعية وبعض الحركات ذات النزعة الراديكالية في تدهور الوضع في شمال إفريقيا وسبل مكافحتها فضلا عن دراسة دور التعاون الإقليمي والدولي في الحفاظ على أمن الحدود.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn