القاهرة 3 يونيو 2014 / يعد المشير عبد الفتاح السيسي، الذي أعلنت اللجنة العليا للانتخابات اليوم (الثلاثاء) فوزه بالرئاسة المصرية، بعد حصوله على 96.91 فى المئة من أصوات المقترعين، ثامن رئيس للبلاد، والخامس من خلفية عسكرية.
وفى دلالة على شعبيته الكاسحة، حصل السيسي على أصوات 23 مليونا، و780 ألفا، و104 ناخبين من إجمالي 25 مليونا، و578 ألفا، و190 ناخبا صوتوا فى الإنتخابات، فيما حصل منافسه حمدين صباحي على 757 ألفا، و511 صوتا، بنسبة 3.09 فى المئة من الأصوات.
وبهذا الفوز يدخل السيسي قائمة رؤساء مصر، وهم بالترتيب محمد نجيب، الذى حكم خلال الفترة من 18 يونيو 1953 حتي 25 فبراير 1954، وجمال عبد الناصر، الذى تولى الحكم فى الفترة من 25 فبراير 1954 إلى 28 سبتمبر 1970، ومحمد أنور السادات، الذي حكم ابتداء من 28 سبتمبر 1970 حتى اغتيل فى السادس من أكتوبر 1981.
وشملت القائمة أيضا صوفي أبو طالب، الذى تولى لفترة انتقالية دامت أياما من 6 أكتوبر 1981 حتى 14 أكتوبر 1981، وحسني مبارك أكثر الرؤساء مكوثا فى الحكم بدءا من 14 أكتوبر 1981 وحتى 11 فبراير 2011 .
وضمت كذلك محمد مرسي الذى حكم فى 30 يونيو 2012 حتى عزله فى 3 يوليو 2013، واخيرا الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي بدأ حكمه فى الرابع من يوليو 2013.
وترجع شعبية السيسي إلى دوره البارز فى الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، الذي ينتمى لجماعة (الإخوان المسلمين)، والذي عمل خلال رئاسته للبلاد على تمكين جماعته من مؤسسات الدولة، فى خطوة رفضتها القوى الثورية والسياسية التى دعت الشعب للتظاهر ضده.
بدأ السيسى، وهو من مواليد 19 نوفمبر 1954، حياته العسكرية عقب تخرجه من الكلية الحربية فى الأول من أبريل 1977، حاصلا على بكالوريوس فى العلوم العسكرية.
وفى عام 1987 حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، ثم ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992، فزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية فى عام 2006.
وشغل السيسى مناصب عدة، أظهرت كفاءته، استهلها برئاسة فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، ثم قائدا لكتيبة مشاة ميكانيكي، فملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية، ثم قائدا للفرقة الثانية مشاه، فرئيسا لأركان المنطقة الشمالية العسكرية.
وواصل السيسي صعوده المهني، حيث عين قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية، ثم مديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، في الفترة التى شهدت أحداث ثورة 25 يناير 2011.
وفى 12 أغسطس 2012، أصدر الرئيس السابق محمد مرسى قرارا بترقية اللواء السيسى إلى رتبة فريق اول، وتعيينه وزيرا للدفاع، ليصبح الوزير الرابع والأربعين فى تاريخ وزراء الحربية بمصر، وقد اعتبره آنذاك حزب (الحرية والعدالة) ، الذراع السياسية لجماعة (الاخوان المسلمين) وزير دفاع "بنكهة الثورة ".
غير أن العلاقات بين الرئيس السابق محمد مرسي والجيش سرعان ما تدهورت، بسبب الأزمة السياسية الطاحنة التى كانت تمر بها البلاد، إثر الخلافات بين الاخوان المسلمين من جانب، والقوى السياسية والثورية من جانب اخر، على خلفية الاعلان الدستوري الذى أصدره مرسي وحصل بموجبه على صلاحيات مطلقة، رفضتها القوى الثورية.
وعقب احتدام الخلافات بين مرسي والقوى الثورية، ونزول الملايين فى الشوارع مطالبة بإسقاط النظام، منحت القوات المسلحة في الأول من يوليو 2013 مهلة يومين للقوى السياسية للوصول الى حل للأزمة التى كادت تعصف بالبلاد، سبقها انذار مدته أسبوع دون جدوى.
وفى الثالث من يوليو 2013، وفى ظل اشتداد الصراع السياسي، أعلن السيسي عقب اجتماع مع زعماء القوى السياسية والثورية والدينية خارطة طريق، بموجبها تم عزل مرسي، على أن يتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور إدارة شئون البلاد.
ونصت خريطة الطريق على الاستفتاء على دستور جديد، واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة، فى خطوة لم تعترف بها جماعة (الاخوان المسلمين) التى تعتبر ما حدث انقلابا، ولا مرسي الذي يقبع حاليا فى السجن، ويعتبر نفسه الرئيس الشرعي.
واعتبر مراقبون أن نزول الملايين فى الشارع استجابة للسيسي، حين طلب تفويضا منهم لمحاربة الارهاب، أو نزولهم بكثافة خلال الاستفتاء على الدستور فى يناير الماضي دلالة على شعبية السيسي.
وترك السيسى فى السادس والعشرين من مارس الماضى منصبه كوزير للدفاع، وأعلن اعتزامه الترشح فى الانتخابات الرئاسية استجابة للمطالب الشعبية، لينتهى الأمر بفوزه باكتساح فى الانتخابات.
وقبل ان يترك الخدمة العسكرية، أصدر الرئيس المؤقت عدلى منصور قرارا فى 27 يناير الماضي بترقية الفريق اول السيسي إلى رتبة المشير، وهى الرتبة الأعلى فى القوات المسلحة المصرية.
وحصل السيسى طوال فترة خدمته العسكرية على عدد من الميداليات والأنواط العسكرية، أهمها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة فى عام 1998، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية فى 2005، ونوط الخدمة الممتازة فى 2007، وميدالية 25 يناير 2012، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي فى 2012.
وولد السيسى في حى "الجمالية" الشعبى، وهو من أشد المعجبين بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وينظر إليه الكثير من المصريين على أنه الوحيد القادر على إخراج مصر من أزمتها الراهنة، لاسيما أنه يحظى بدعم مؤسسات الدولة، وغالبية دول الخليج العربي، فيما يعتبره الإخوان المسلمين قائدا للانقلاب.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn