يعدّ وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي المرشح الأوفر حظا للفوز بانتخابات الرئاسة في مصر بسبب شعبية لدى مصريين الذي يرون فيه الرجل الذي أنقذ البلاد، بالرغم من أن هذا النهج اثار الكثير من الجدل في المجتمع الدولي.ويعود السبب الحقيقي وراء ذلك:ـ أولا، انتصار القوى العلمانية على القوى الدينية في لعبة العلمانية والسلطة الدينية ما بعد حقبة مبارك.ثانيا، انتظار الشعب المصري بفارغ الصبر الرجل القوي القادر على تحقيق الاستقرار في مصر. وحسب المشهد السياسي الحالي في مصر فإن الجيش القوة الوحيدة القادرة على لعب هذا الدور. ومن هذا المنظور، فإن الشع بالمصري لا يدعم السيسي وأنما يدعم ممثل قوى الاستقرار. كما أن الشعب المصري لا يعرف من هو السيسي ولكنه واثق جدا من قوة الجيش المصري.
ليس هناك شك في وصول السيسي الى سدة الحكم،لكن ما لا يعرف هو ما إذا كان الرئيس المقبل قادرا على قيادة مصر للخروج من الأزمة، وتحقيق الاستقرار في وقت قصير ، اعادة بناء ثقة المستثمرين واستعادة النمو الاقتصادي للبلاد.
إن اتخاذ الجيش اجراءات صارمة لحل العقدة المستعصية للاضطرابات في مصر، واعتقال اعضاء جماعة الاخوان المسلمين الذي دفع بمؤيديه الى معارضة العملية السياسية الحالية، خلق قلقا كبيرا بين الشعب المصري حول قدرة مصر الخروج من الوضع الحالي في الاطار السياسي وعلى المدى القصير.وفي الوقت نفسه،فإن انهاء الانقسامات الاجتماعية في مصر بحاجة الى وقت طويل ، كما سوف يؤثر كثيرا على الانتقال السياسي في مصر مستقبلا.
يواجه السيسي وضع اقتصادي قاتم جدا: ارتفاع معدل التضخم والبطالة، والعجز في الميزانية يمثل 12% من إجمالى الميزانية. فبعد الاطاحة بمحمد مرسي، تلقت مصر المليارات من الدولارات من المملكة العربية السعودية والامارات والكويت بهدف المساعدة على استقرار العملة، التخفيف من مشكلة نقص الطاقة، إلا أن دورها في تحسين الاقتصاد كان مؤقتا. ويتعين على السيسي من اجل انعاش الاقتصاد المصري تنفيذ اجراء اصلاحات اقتصادية حقيقية، استكمال الاصلاح الاقتصادي، وتجنب اتخاذ السياسات القمعية وبالتالي تشجيع تشكيل عملية اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي شاملة.لكنه الآن، لا تزال مصر تعتمد على الدعم المالي الخليجي لانقاذ الاقتصاد المصري، وتامل دول الخليج ايضا استمرار مصر في مكافحتها لجماعة الاخوان المسلمين ومنعهم من استخدام فروعها وخلق متاعب سياسية في تلك البلدان. ومن جانب آخر، فإن جماعة الاخوان المسلمين لم تمت رغم الضربة القوية التي تلقتها.مما يعني أن عوامل عدم الاستقرار وعدم اليقين فى التعافي السياسي والاقتصادي في مصر لا تزال قائمة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn