تقرير إحصائي: ثلث الأسر الفلسطينية تعاني من انعدام الأمن الغذائي

رام الله 3 يونيو 2014 / أكد تقرير إحصائي اليوم (الثلاثاء) أن ثلث الأسر الفلسطينية بما نسبته 33 في المائة من الفلسطينيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وذكر التقرير المشترك للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ووكالات الأمم المتحدة ممثلة ببرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أنه وفقا للمسح السنوي للأمن الغذائي في الأراضي الفلسطينية للعام 2013 فإن 1.6 مليون فلسطيني يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وأوضح التقرير، الذي تلقت إلى وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن مستوى انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة بنسبة 57 في المائة وصل إلى ما يقارب 3 أضعاف المستوى في الضفة الغربية بنسبة 19 في المائة.

وأشار إلى أنه على الرغم من التحسن الذي شهده معدل انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين في الضفة الغربية بانخفاضه من 23 في المائة عام 2012 إلى 20 في المائة عام 2013، إلا أن هذه المعدلات ما تزال أعلى بين اللاجئين بنسبة 20 في المائة مقارنة مع غير اللاجئين بنسبة 19 في المائة.

وأضاف التقرير، أنه على عكس الضفة الغربية، فإن اللاجئين في قطاع غزة يتمتعون بمستوى أمن غذائي أفضل بنسبة 54 في المائة، مقارنة مع غير اللاجئين بنسبة 63 في المائة، مرجحا أن يكون سبب ذلك المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات.

وأشار إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي في عامي 2012 و 2013 بالمقارنة مع التحسن الذي طرأ عليه في الفترة 2009 و2011 حيث سجل حينها انخفاضا عن الأعوام التي سبقتها ب27 في المائة.

ولفت التقرير إلى أن أهم ما يؤثر في ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي في الأراضي الفلسطينية هو معدلات الفقر المرتفعة الناجمة عن البطالة، والذي يرجع جزئيا إلى القيود الاسرائيلية المفروضة على الوصول والتنقل والحركة، فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والصدمات الاقتصادية التي يتعرض لها الاقتصاد الفلسطيني.

وذكر أنه على الرغم من توفر المواد الغذائية في الأسواق الفلسطينية بكميات كافية إلا أن أسعارها مرتفعة، مما يسبب إلى الافتقار في التنوع الغذائي وانخفاض القيمة الغذائية للنظام الغذائي للأسر، مشيرا إلى أن نتائج المسح أظهرت أن غالبية الأسر الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة تنفق أكثر من نصف دخلهم على الغذاء.

وأشار التقرير إلى أن ما فاقم الحالة الاقتصادية عام 2013 هو تقليص تجارة الانفاق غير الرسمية مع مصر قبل إغلاقها في يوليو الماضي، مما يعني أن المنتجات المنخفضة التكلفة القادمة من مصر عبر الأنفاق قد استبدلت بالمنتجات الأكثر تكلفة والتي تعبر قطاع غزة عن طريق اسرائيل عبر المعابر الرئيسة.

وتابع أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن القيود المفروضة من قبل إسرائيل على استيراد مواد البناء إلى غزة شكلت ضغطا على العمالة، حيث بلغ معدل البطالة فيها 40.8 بالمائة في الربع الأول من عام 2014 بما يعادل 180 ألفا و200 فلسطيني وهي الاعلى خلال الخمسة سنوات الأخيرة.

وأوضح التقرير أن استمرار ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي في الأراضي الفلسطينية يتزامن مع الانخفاض المستمر في تمويل برامج الأمم المتحدة مثل الغذاء، والزراعة، والمال مقابل العمل، والتي ركزت على تقديم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها.

وأضاف أن ذلك أدى بالفعل إلى الحد من تقديم المساعدات لهذه الفئة وقد يؤدي إلى المزيد من انخفاض تلك المساعدات المقدمة في منتصف عام 2014.

واعتبر التقرير أنه يمكن تحسين الأمن الغذائي في الأراضي الفلسطينية بشكل مستدام، بالتصدي للأسباب الجذرية لهذه الأزمة، مثل الحصار المستمر على قطاع غزة، والقيود المفروضة على التنقل والحركة في الضفة الغربية.

يذكر أن الأمن الغذائي يتحقق عندما يتمتع البشر كافة في جميع الأوقات بفرص الحصول من الناحيتين المادية والاقتصادية على أغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي حاجاتهم الغذائية وتناسب أذواقهم الغذائية كي يعيشوا حياة توفر لهم النشاط والصحة.