الدوحة أول يونيو 2014 /دعا وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية اليوم ( الأحد ) جميع المكونات السياسية الليبية إلى الحوار ونبذ العنف وتغليب مصلحة ليبيا والشعب الليبي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده العطية اليوم مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير - الذي يزور الدوحة حاليا- حيث تطرق الوزيران إلى الأوضاع في ليبيا، وطالب العطية المجتمع الدولي بدعم الاستقرار في هذا البلد الذي يشهد أزمة سياسية خطيرة.
وتتصارع في ليبيا على السلطة حكومتا رئيس الوزراء المؤقت عبد الله الثني ورئيس الوزراء الجديد المنتخب أحمد معيتيق، وكلاهما يدعي الشرعية. وكان البرلمان قد أعلن تعيين معيتيق، وهو رجل أعمال، رئيسا للوزراء قبل ثلاثة أسابيع، ليصبح ثالث رئيس للوزراء في شهرين بعد اقتراع اتسم بالفوضى، وذلك بدعم من الإسلاميين والمستقلين في البرلمان المنقسم على نفسه، غير أن الثني رفض تسليم السلطة مبديا شكوكا بشأن شرعية انتخاب معيتيق.
وتناول العطية وشتاينماير في المؤتمر الصحفي تطورات الأوضاع في مصر، حيث أعرب وزير الخارجية القطري في معرض رده على سؤال بشأن الانتخابات الرئاسية الأخيرة هناك عن أمله في أن تكون هذه الانتخابات وظروفها عاملا مشجعا، لكنه رأى أن الطريق الوحيد للوصول إلى الاستقرار وتحقيق التفاهم الأهلي هو من خلال الحوار مع الجميع في مصر. من جانبه، تطرق وزير الخارجية الألماني إلى ما يعترض مصر من صعوبات اقتصادية وغيرها، حيث قال إن مصر لا تزال تعاني من مشكلات،مؤكدا انه على القيادة الجديدة إذا أرادت النجاح أن تمضي قدما في معالجة مشاكل الاقتصاد.
وردا على سؤال حول دور قطر في إطلاق سراح الجندي الأمريكي باو روبرت بردجال في أفغانستان مقابل إطلاق خمسة من قادة حركة طالبان المحتجزين في معتقل جوانتانامو، أوضح العطية أن وساطة بلاده في هذا الشأن تكللت بالنجاح. وقال إنه "عندما يتعلق الأمر بمسألة إنسانية فإن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر لا يتأخر، وهذا فعلا ما حدث بالنسبة للرقيب بردجال والخمسة المحتجزين في جوانتانامو". وأضاف ان أمير قطر كان قد وجه الجهات المختصة في بلاده بالبدء في هذه الوساطة الإنسانية والتي أسفرت عن عملية التبادل بعد مفاوضات طويلة، معتبرا أن الثقة التي تتمتع بها دولة قطر على المستوى الدولي سهلت من مهمة التعامل مع الطرفين في هذه المسألة.
وكان الرقيب بردجال الذي فُقد نهاية يونيو العام الماضي هو أول جندي أمريكي تأسره حركة طالبان منذ بداية الحرب في أفغانستان عام 2001. وحول علاقة بلاده مع ألمانيا، قال العطية إن قطر هي أكبر مستثمر عربي في تلك الدولة الأوروبية بجملة استثمارات تبلغ 18 مليار يورو، مشيرا إلى أن المحادثات التي جرت بينه وبين نظيره الألماني تناولت بالبحث فتح المزيد من آفاق التعاون المشترك لخدمة مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
من جهته وصف شتاينماير قطر بأنها دولة "ديناميكية" يشهد اقتصادها نموا متصاعدا، فضلا عن كونها مركزا للكثير من الشركات الألمانية ذات الخبرات الواسعة والتي يعمل بعضها في البلاد منذ أكثر من 20 سنة. وقال " يرافقني في زيارتي لدولة قطر وفد اقتصادي يهمه كثيرا ما يحدث فيها من تطور اقتصادي واستثماري في وقت حقق فيه التبادل التجاري بين البلدين نسبة نمو تبلغ 7 بالمائة خلال العام الماضي".
وفي الشأن السوري، أعرب الوزير الألماني عن قلق بلاده وقطر جراء الأحداث المأساوية التي يشهدها هذا البلد وخشيتهما من أن يمتد الصراع إلى دول الجوار، مشددا على ضرورة تقديم الدعم لدول الجوار التي تتحمل أعباء اللاجئين السوريين. ورأى أن حل مشكلة اللاجئين السوريين يكمن في حل الأزمة السورية سياسيا، مشيرا إلى أنه بعد استقالة السيد الاخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا يتعين على من يخلفه في منصبه بذل المزيد من الجهد في هذه المهمة الصعبة على حد قوله.
وتوقع وزير خارجية ألمانيا عقد اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا بعد الانتخابات التي قررها نظام الرئيس السوري بشار الأسد وذلك للبحث في إيجاد حل سياسي للأزمة. وكان شتاينماير قد التقى في وقت سابق اليوم أمير قطر، وبحث معه العلاقات الثنائية وسبل دعمها إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وأعلن وزير الخارجية الألماني في المؤتمر الصحفي أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية خلال شهر سبتمبر المقبل.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn