تقرير اخباري: الاستثمارات الأجنبية والسوق الصينية.. فوائد متبادلة (2)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2023:01:30.16:24

مع بداية العام الجديد، كثفت الشركات ذات التمويل الأجنبي انتشارها في السوق الصينية. في هويتشو على سبيل المثال، دخلت شركة "أمكور" الانتاج بكامل طاقتها خلال يناير الجاري. وهي شركة لتعبئة السلع الاستهلاكية ومقرها في زيورخ بسويسرا. وستصل قيمة الإنتاج السنوي للمرحلة الأولى من مصنعها بهويتشو 800 مليون يوان.

 وفي سوتشو، تتقدّم عمليات إنشاء مشروع الابتكار العلمي والتكنولوجي الصيني الهولندي، بخطى سريعة في "مدينة سوتشو للسكك الحديدية عالية السرعة الجديدة". حيث من المتوقع أن يتحوّل هذا المشروع إلى منصة للتبادلات والتعاون بين الصين وهولندا في مجال التكنولوجيا الإلكترونية الضوئية والطب الحيوي وقطع غيار السيارات المتطورة وغيرها من المجالات. ومن المنتظر أن يتم تشغيله رسميا خلال العام الحالي.

تعد الشركات ذات التمويل الأجنبي كيانات سوقية مهمة في الصين. ولذلك تبذل الصين جهودا حثيثة لتعزيز جاذبيتها للاستثمار الأجنبي، في إطار سياسة عامة تهدف لتوسيع انفتاحها عالي المستوى. معتمدة على مزايا سوقها الضخمة، وجذب عناصر الموارد العالمية، وخلق بيئة أعمال عالية الجودة وقانونية ومنفتحة على الأسواق العالمية.

من جانبها، تقدّم التنمية الصينية المزيد من الفرص للأسواق العالمية والشركات الأجنبية. وعلى الرغم من البيئة الخارجية المعقدة التي ميّزت السنوات الأخيرة، إلا أن الصين قد نجحت في الحفاظ على جاذبية عالية لرأس المال الأجنبي. وفي عام 2022، بلغ الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي في الصين 1232.68 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 6.3٪ على أساس سنوي.

وشهد الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي في صناعات التكنولوجيا الفائقة خلال عام 2022 نموا بنسبة 28.3٪، وهو ما يمثل 36.1٪ من الإجمالي الوطني، مسجلا زيادة بـ 7.1 نقاط مئوية مقارنة بعام 2021. مما عكس التقدّم الملحوظ في عملية التحول الصناعي في الصين. حيث شكلت الصين أساسا صناعيا ونظاما للابتكار يتناسب مع تطور صناعة التكنولوجيا الفائقة العالمية.

 في هذا الصدد، يقول لين منغ، مدير معهد بحوث سلسلة التوريد الحديثة التابع لمعهد أبحاث وزارة التجارة، إن الشركات الأجنبية تأمل في تحقيق النمو، جنبا إلى جنب مع الشركات الصينية والاستفادة من فوائد التحول الاقتصادي الصيني.

ومثلت كوريا الجنوبية وألمانيا والمملكة المتحدة أهم مصادر الاستثمارات الأجنبية في الصين خلال 2022، بزيادة قدرها 64.2٪ و 52.9٪ و 40.7٪. وزادت استثمارات الاتحاد الأوروبي والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" وآسيان في الصين بنسبة 92.2٪ و 17.2٪ و 8.2٪ على التوالي.

في هذ السياق، أجرى المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية مؤخرا، دراسة شملت أكثر من 160 شركة ذات تمويل أجنبي وجمعيات أعمال أجنبية. وأظهرت الدراسة أن 99.4٪ من الشركات ذات التمويل الأجنبي التي شملتها الدراسة بدت أكثر ثقة في آفاق التنمية الاقتصادية للصين في عام 2023. وتعتقد هذه الشركات أن اقتصاد الصين يتمتع بدرجة عالية من المرونة ويتمتع بمزايا تنافسية شاملة من حيث إمكانات السوق والنظام الصناعي والبنية التحتية وبيئة الأعمال.

وشرعت الصين منذ عام 2022، في تطبيق نسخة جديدة من القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي، مما وفر المزيد من التسهيلت للشركات الأجنبية للوصول إلى السوق الصينية، في مجالات التمويل والسيارات. وأصدرت "دليل الصناعات المشجعة للاستثمار الأجنبي (2022)"، الذي طرح المزيد من الحوافز للمستثمرين الأجانب، وقدم السياسات الخاصة، التي تستهدف جذب الاستثمار في الصناعة التحويلية. حيث تضمّن 15 تدبيراً لتعزيز التنمية عالية الجودة واستخدام رأس المال الأجنبي، وضمان استقرار نمو الشركات الأجنبية المستثمرة في الصين. وتوسيع الانفتاح وتخفيف حواجز الدخول، وتحسين بيئة الأعمال.

وفي عام 2023، من المنتظر أن تتخذ الصين تدابير جديدة لتحسين جودة استخدام رأس المال الأجنبي. وسيسمح رفع الصين لسقف انفتاحها لمزيد من المستثمرين الأجانب بالانتفاع من فوائد التنمية الصينية. كما ستلعب الاستثمارات الأجنبية دورا نشطا في تعزيز التنمية الصينية.