دافوس، سويسرا 19 يناير 2023 (شينخوا) في مواجهة الاقتصاد العالمي المتقلب، والتضخم المرتفع لعقود من الزمان والصراع الجيوسياسي، أصبحت آفاق النمو الاقتصادي الصيني موضوعا ساخنا هنا في الاجتماع السنوي الجاري لمنتدى الاقتصاد العالمي.
وبعنوان "التعاون في عالم مجزأ"، قال العديد من الحاضرين إنهم يعتقدون أن الاستمثال الصيني في استجابة البلاد لجائحة كوفيد-19 سيؤدي إلى تحقيق نمو أكثر قوة وازدهارًا وسيساهم في انتعاش الاقتصاد العالمي.
-- المحرك الرئيسي
قبيل الاجتماع السنوي لمنتدى الاقتصاد العالمي، قالت سعدية زهيدي، المديرة الإدارية لمنتدى الاقتصاد العالمي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاستمثال الصيني في استجابة البلاد لجائحة كوفيد-19 "سيكون بمثابة دفعة كبيرة للنمو العالمي وسيدفع زخم التفاؤل إلى المسار المتوسط إلى الطويل المدى للاقتصاد العالمي. وهذا بالفعل أمر حاسم."
ومع تحسن الوضع الوبائي بشكل عام وعودة الحياة والعمل إلى طبيعتهما، ستنطلق الحيوية الاقتصادية والاجتماعية للصين بالكامل، ما يضخ مزيدًا من الثقة والقوة في الاقتصاد العالمي.
ومن جانبه، قال هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الاستمثال الصيني في استجابة البلاد لجائحة كوفيد-19 "يعني الكثير للاقتصاد العالمي والطاقة. وبالطبع، للتجارة بين الصين وبقية العالم. وهذا له تأثير كبير".
وفي الوقت نفسه، قالت لورا ماي لونغ، رئيسة مجلس إدارة هونغ كونغ للتبادلات والتخليص، إن تعديل الإجراءات "بالتأكيد حدث كبير، وسيكون محركًا رئيسيًا للنمو".
وأضافت أن قطاعي التصنيع والاستهلاك الصينيين يشهدان نموا، ويحتاج إليهما العالم.
ومن جهتها، قالت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي " هناك أمل كبير في أن إعادة فتح الصين سيكون له تأثيرا أفضل على النمو العالمي في 2023".
-- آفاق متفائلة
على الرغم من الضغوط التي شهدها الاقتصاد الصيني، بما يشمل عودة فاشيات كوفيد-19 والبيئة الخارجية المعقدة، إلا أنه سجل نموا ثابتا في 2022 مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3 بالمائة على أساس سنوي، مسجلا رقما قياسيا يبلغ 121.0207 تريليون يوان (حوالي 17.95 تريليون دولار أمريكي)، وفقا للبيانات الصادرة عن المصلحة الوطنية للإحصاء يوم الثلاثاء.
وفي الوقت نفسه، لا تزال التجارة الخارجية للصين قوة دافعة للنمو الاقتصادي، مع تجاوز تجارة السلع حاجز الـ40 تريليون يوان لأول مرة، حسبما أفادت الإدارة العامة للجمارك في الصين يوم الجمعة.
ونظرًا للأداء الاقتصادي الأفضل من المتوقع للصين ومرونتها القوية، قامت العديد من البنوك الاستثمارية والمؤسسات المالية الدولية، بما في ذلك مورغان ستانلي وغولدمان ساكس وإتش إس بي سي وباركليز وناتيكسيس، بمراجعة توقعاتهم لمعدل النمو الاقتصادي الصيني في 2023.
وفي ضوء ذلك، قال بوب موريتز، الرئيس العالمي لشركة ((برايس ووترهاوس كوبرز))، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه متفائل بشأن التوقعات الاقتصادية للصين، وذلك نظرا إلي قاعدتها القوية للمستهلكين وتقدمها التكنولوجي ومكانتها كأفضل مصدر.
وفي الوقت نفسه، قال بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لطالما كان للصين تأثيرا مذهلا في التعامل مع التحديات. أنا متفائل للغاية بالنتيجة"، مضيفًا أنه من المتوقع أن تلعب الصين دورًا أساسيًا في المساعدات اللازمة لتعزيز نمو الاقتصاد العالمي.
-- الثقة العالمية القوية
ومع الآفاق الوردية للاقتصاد الصيني، قال العديد من الحاضرين في منتدى الاقتصاد العالمي أنهم واثقون في إسهاماته في انتعاش الاقتصاد العالمي وتوفير فرص جديدة للسوق.
وقال الغيص "بعد أن عشت في الصين لما يقرب من 4 سنوات. أثق في الصين. لطالما قلت عندما شك الناس في الاقتصاد الصيني، لا تستهينوا بالصين، فإنها ستعود،" مضيفا "نحن واثقون جدا في الاقتصاد الصيني وقوة القيادة الصينية والصين حكومة وشعبا".
وفي نفس الوقت، تتجه وفود رجال أعمال من الصين إلى الأسواق الخارجية لتعزيز التجارة والاستثمار، وتقديم فرص جديدة للشركات الصينية وشركائها الدوليين.
ومن المتوقع أن تتقاسم هذه الوفود، المسلحة بمقترحات الأعمال والعروض الاستثمارية الوافرة، مكاسب التنمية الصينية والرغبة في تعزيز التعاون العالمي مع العالم.
ومن جانبه، قال ليزلي ماسدورب، نائب رئيس بنك التنمية الجديد، إن نمو الاستهلاك وزيادة ثقة المستثمرين في الصين سيؤديان إلى انتعاش الاستهلاك وتحقيق نمو اقتصادي أقوى، مضيفا أنه مع اقتصادها البالغ حوالي 18 تريليون دولار، تلعب الصين دورًا مهمًا في انتعاش الاقتصاد العالمي.
وأشار ايضا إلى أن الصين ستشهد نموا قويا في السياحة والصناعات الخضراء، قائلا "مع الاستثمار الجديد في هذه القطاعات، فإنها ستُساهم بشكل إيجابي للغاية في النمو العالمي."