بكين/شانغهاي 29 يناير 2023 (شينخوا) شهدت المدن الرئيسية في الصين تعافيا قويا في عدد السياح خلال عطلة عيد الربيع حيث تم إطلاق العنان للطلب المكبوت بعد أن قامت الصين بتحسين تدابير الاستجابة لوباء كوفيد-19.
وأظهرت البيانات الرسمية التي كشفت عنها مديرية بلدية شانغهاي للثقافة والسياحة أن المدينة، المركز المالي في شرقي الصين، استقبلت أكثر من 10 ملايين زيارة خلال العطلة التي استمرت سبعة أيام، حيث وصلت عائدات السياحة إلى 16.64 مليار يوان (حوالي 2.5 مليار دولار أمريكي). كما استقطبت المناطق السياحية الجاذبة الرئيسية في المدينة أكثر من 4.1 مليون زيارة، أي حوالي 90 في المائة من الرقم المسجل خلال عطلة عيد الربيع في عام 2019.
بدورها؛ استقبلت بكين، العاصمة الصينية، أكثر من 7 ملايين سائح خلال نفس الفترة، وحققت دخلا سياحيا بلغ 7.46 مليار يوان، بزيادة 6.2 في المائة و 57.6 في المائة عن العام المنصرم على التوالي. وأنفق كل سائح ما معدله 1047 يوانا في بكين، بزيادة 48.4 بالمائة على أساس سنوي و 4 بالمائة أعلى من الرقم المسجل في عام 2019.
من ناحية أخرى، سجلت المدن السياحية الصينية الرئيسية الأخرى، بما في ذلك شيآن و سانيا و هاربين و تشونغتشينغ، انتعاشا قويا خلال عطلة عيد الربيع التي استمرت سبعة أيام، حيث يتدفق السياح على الوجهات السياحية والمطاعم المشهورة.
فعلى سبيل المثال؛ قال سائح في مدينة شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي في شمال غربي الصين: "انتظرت 40 دقيقة للحصول على روجيامو". ويعد روجيامو، الذي يطلق عليه أيضا الهامبرغر الصيني، نوعا من أطعمة الشوارع المميزة في شيآن، وهي مدينة قديمة تعتبر موطنا للتماثيل الصلصالية للجنود والخيول.
وبالإضافة إلى مناطق الجذب السياحي الشهيرة، شهدت الرحلات الريفية القصيرة في مناطق ضواحي المدن أيضا ارتفاعا كبيرا في السياحة.
وفي نفس السياق؛ استقبلت المناطق الريفية في بكين أكثر من 1.34 مليون زيارة سياحية، بزيادة 54.4 في المائة على أساس سنوي ونمو بنسبة 22 في المائة عن عام 2019. وبلغ إجمالي الدخل التشغيلي من هذه الرحلات 162.9 مليون يوان، بزيادة 18 في المائة على أساس سنوي و 51 في المائة عن المستوى في عام 2019.
كما قال سائح لقبه وانغ: "كنت أخطط للاحتفال بالعام الصيني الجديد بطريقة مختلفة، لذلك جئت إلى هنا مع عائلتي، لتسلق جزء من سور الصين العظيم في قرية موتيانيويه، ومعايشة عادات تقليدية مثل قص الورق ورقصة الأسد، حيث كان الزحام و الصخب في حياة الريف يعيدني إلى طفولتي".
الجدير بالذكر أن عيد الربيع في العام الحالي هو الأول من نوعه خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث لم يتم تشجيع الصينيين على البقاء في أمكانهم خلال العطلة لمنع تفشي وباء كوفيد-19 على نطاق واسع.
واستجابة لذلك، تقوم الحكومات والمؤسسات السياحية المحلية بأنشطة احتفالية، وبازارات مفعمة بالحيوية وتوفير قسائم التسوق، في إطار الجهود الشاملة المبذولة لتعزيز التعافي الذي طال انتظاره جراء الركود الناتج عن كوفيد-19. ويتدفق السياح؛ إما للاستحمام تحت أشعة الشمس على السواحل أو لتحدي برد الشتاء في منتجعات التزلج، مثل زوبعة من الأنشطة المخصصة.
وأظهرت بيانات من وزارة الثقافة والسياحة الصينية إجراء حوالي 308 ملايين رحلة داخلية في البلاد خلال عطلة عيد الربيع لهذا العام، بزيادة 23.1 في المائة على أساس سنوي.
وأضافت أن إجمالي إيرادات السياحة الداخلية التي تحققت خلال العطلة التي استمرت أسبوعا بلغ 375.8 مليار يوان بزيادة 30 بالمئة على أساس سنوي.
وبدوره؛ قال داي بين، رئيس الأكاديمية الصينية للسياحة: "تُظهر البيانات أن الرحلات المتوسطة والطويلة المسافة بدأت تقود اقتصاد سياحة العطلات." وإلى جانب القوة الاستهلاكية للسياح العائدين إلى مساقط رؤوسهم لزيارة الأقارب، فإن جميع العناصر الرئيسية للسياحة الداخلية الصينية مثل حجم السوق وهيكل الاستهلاك والجودة والفوائد الاقتصادية للسياحة خلال عطلة عيد الربيع عادت بشكل شامل إلى طبيعتها.