أعضاء كنيست إسرائيلي يزورون قرية فلسطينية شرق القدس للضغط على الحكومة من أجل إخلائها وسط رفض فلسطيني للخطوة

القدس/رام الله 23 يناير 2023 (شينخوا) زار عدد من أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم (الاثنين) قرية الخان الأحمر الفلسطينية شرق القدس للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل إخلائها، وسط رفض فلسطيني رسمي وشعبي للخطوة.

وقالت الإذاعة العبرية العامة إن عضوا الكنيست (البرلمان) من حزب الليكود داني دانون ويولي إدلشتاين زارا القرية مع نشطاء من الليكود وممثلي عن منظمة "ريغافيم".

ويقع الخان الأحمر شرق القدس على الطريق الواصلة بين جنوب الضفة الغربية ومدينة أريحا، حيث أنشأت إسرائيل في تلك المنطقة تجمعا يعرف باسم "معاليه أدوميم" ومن شأن إخلاء القرية أن يقطع التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة الغربية ووسطها نهائيا.

ويقطن بالخان الأحمر وهو منطقة بدوية نحو 200 فلسطيني في منازل من الخيام والصفيح.

وقال عضو الكنيست يولي إدلشتاين للصحفيين إن العام الماضي "تم بناء أكثر من 5000 مبنى فلسطيني غير قانوني في المنطقة (ج)".

وأضاف "تجنب إزالة القرية بعث برسالة للفلسطينيين مفادها أنهم يستطيعون الاستيلاء على المنطقة والبناء فيها".

بدوره، قال عضو الكنيست داني دانون للصحفيين "جئت اليوم لتقوية حكومتنا استعدادا للرد على المحكمة العليا بخصوص إخلاء المكان"، مؤكدا ضرورة إخلاء القرية فورا.

أما مئير دويتش الرئيس التنفيذي لحركة "ريغافيم" قال إن"رسم خرائط البناء غير القانوني في المنطقة (ج) الذي نقوم به كل عام يثبت أن السلطة الفلسطينية في العقد الماضي تقوم بالفعل بتأسيس دولة في قلب البلاد والحكومة ببساطة تغض الطرف".

وأضاف أن الحكومة الجديدة يجب أن تثبت للجمهور العام الذي انتخبها أنها "حكومة يمينية وطنية حقيقية وأن تضع الحملة الخاصة بالمنطقة (ج) على رأس جدول أعمالها".

وتزامنا مع زيارة أعضاء الكنيست، تظاهر عشرات الفلسطينيين ونشطاء أجانب ومن اليسار الإسرائيلي في القرية ولوحوا بالأعلام الفلسطينية.

وقال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عزام الأحمد خلال التظاهرة إن "الأطماع الإسرائيلية في الخان الأحمر ليست جديدة، فمنذ سنوات طويلة يخططون لمحاصرة القدس، وتقطيع أوصال الضفة الغربية وتقسيمها بين شمالها وجنوبها، عبر إزالة أي تجمع فلسطيني في تلك المناطق".

وأكد الأحمد أن الشعب الفلسطيني صامد في كل تلة وفي كل منطقة يذهب إليها أي من المستوطنين لمنع تحقيق حلمهم باقتلاعنا عن أرضنا.

وحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية هذا التوغل الاستيطاني، في وقت "ينثروا فيه الوعود، ولا نجد لها تطبيقاً على الأرض"، مشددا على أنه "لا أمن ولا سلام في المنطقة دون أن ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

وتقسم الضفة الغربية وبلدات في شرق القدس حسب اتفاق ((أوسلو)) للسلام المرحلي الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، إلى ثلاث مناطق الأولى (أ) وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة والثانية (ب) وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية.

وسيطلب من الحكومة الإسرائيلية تقديم ردا أمام المحكمة العليا على قضية إخلاء القرية من عدمه في الأول من فبراير المقبل، بحسب الإذاعة العبرية العامة.

وتشكل هذه القضية تحديا جديدا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقود تحالفا يمينيا متشددا.

وسبق أن قررت المحكمة الإسرائيلية العليا في مايو 2018 إخلاء قرية الخان الأحمر، ورفضت في الخامس من سبتمبر من ذات العام التماسا لأهالي الخان ضد إخلائهم.

وبالرغم من صدور قرار الإخلاء عام 2018، إلا أنه تم تأجيل التنفيذ أكثر من مرة، حيث أن الحكومة الإسرائيلية السابقة أشارت إلى وجود مفاوضات مع سكان القرية للتوصل إلى اتفاق.