بكين 26 يناير 2023 (شينخوا) بينما تعم الأجواء الاحتفالية جميع أنحاء الصين بمناسبة حلول عيد الربيع، أو رأس السنة الصينية الجديدة، يعمل العديد من الخبراء الطبيين الصينيين في دول أفريقية لمعالجة المرضى المحليين خلال عطلة عيد الربيع، الذي يعد أهم المناسبات الاحتفالية التقليدية في الصين.
أصيب ياسين صالح، شاب من جيبوتي، والبالغ من العمر 26 عاما، بجروح وكسور متعددة في الوجه بسبب حادث مرور وقع مؤخرا. وعلى الرغم من أنه أُرسَل على الفور إلى مستشفى في جيبوتي لتنظيف الجروح وخياطتها، إلا أن الجزء المكسور من وجهه كان لا يزال بحاجة إلى إجراء جراحة. وبناء على تقييمات المستشفى لعملية الشفاء، كان أقرب موعد لإجراء العملية الجراحية 23 يناير، الذي صادف اليوم الثاني من عطلة عيد الربيع.
قرر هو وي، رئيس الدفعة الـ21 من الفرق الطبية الصينية إلى جيبوتي، التخلي عن عطلته وأصر على الذهاب إلى طاولة العمليات بنفسه، قائلا "إنها ليست المرة الأولى التي أعمل فيها في أيام العطلات، ولن تكون الأخيرة."
سارت عملية إصلاح العظام المكسورة في وجه ياسين صالح بسلاسة، وبعد العملية، مثل العديد من السكان المحليين، أعرب ياسين عن شكره بصدق لهو وي على إجراء العملية بنفسه خلال عيد الربيع. وأخبره هو وي أيضا كما قال للأصدقاء الأفارقة الآخرين: "الأفارقة هم أصدقاؤنا، ومهمتنا هي علاج المرضى قدر الإمكان".
منذ توليهم لمهامهم في يناير 2022 حتى الآن، أكمل أعضاء الفريق الطبي بقيادة هو وي فترة ولايتهم البالغة عاما واحدا في جيبوتي وهم "يخدمون بعد مواعيد العمل الرسمية". ومع ذلك، عمل العديد من أعضاء الفريق، مثل هو وي، في مناصبهم خلال عيد الربيع لحماية صحة الشعوب الأفريقية.
ليس ذلك فحسب، ففي توجو والكاميرون ودول أفريقية أخرى، هناك أطباء صينيون أصروا على العمل خلال عطلة عيد الربيع. وقال لي يي فنغ، رئيس الدفعة الـ25 من الفرق الطبية الصينية في توجو، إن هناك أطباء عظام في الفريق الطبي أجروا عمليات جراحية خلال عطلة عيد الربيع، ذلك بالإضافة إلى الأطباء المتأهبين للخدمة وإجراء الجراحات الطارئة في أي وقت.
جدير بالذكر أن التعاون الطبي بين الصين وأفريقيا يتمتع بتاريخ طويل، وقد مرت 60 سنة منذ إرسال الدفعة الأولى من الفرق الطبية الصينية إلى الجزائر في عام 1963. ووفقا لإحصاءات الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، تركت الفرق الطبية الصينية آثار أقدامها في 45 دولة أفريقية، وذهب أكثر من 20 ألفا من العاملين الطبيين الصينيين إلى أفريقيا للمشاركة في أعمال المساعدات الطبية، وعلاج أكثر من 220 مليون مريض في الدول الأفريقية.
من التكاتف لمكافحة الإيبولا إلى الاستجابة المشتركة لكوفيد-19، ومن مشاركة الطب الصيني التقليدي إلى المساعدة في بناء مراكز طبية حديثة ... قد شكلت الصين وأفريقيا نموذجا في التعاون الطبي يشمل إرسال الفرق الطبية والإمدادات الطبية وبناء البنية التحتية وتعزيز تبادل وتدريب العاملين الطبيين وبناء النظام الصحي وغيرها.
بالنسبة لأعضاء الفريق الطبي المنتهية ولايته في جيبوتي، على الرغم من أنهم يتطلعون إلى لم شملهم مع عائلاتهم في أقرب وقت ممكن، إلا أن الوقت الذي لا ينسى في أفريقيا يجعلهم يشعرون بالحزن أيضا، لا سيما العيون الواثقة والوجوه المبتسمة البريئة للسكان المحليين.
وقال قوه جيون، رئيس فرق المساعدات الطبية الصينية إلى أفريقيا إن "على الرغم من أن المساعدات لمدة عام واحد لأفريقيا قصيرة، لكن طالما واصلنا العمل الجاد، فسنكون بالتأكيد قادرين على المساهمة بشكل أكبر في حماية صحة الشعوب الأفريقية."