التعافي التدريجي للسوق الصينية يشجع الشركات الأجنبية على توسيع استثماراتها داخل الصين

5 يناير 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/أظهر تحقيق إخباري قامت به صحيفة "ايكونوميك انفورمايشن دايلي" الصينية، أن العديد من مشاريع الإستثمار الأجنبي الجديدة قد دخلت مرحلة الأشغال مع بداية العام الحالي. بينها مشاريع مقرّات رئيسية لشركات كبرى، وقواعد تصنيع ومراكز أبحاث وتطوير. وأعربت الشركات الأجنبية التي حاورها مراسل الصحيفة المذكورة، عن تفاؤلها بشأن إمكانات السوق الصينية الكبيرة، والآفاق الاقتصادية والسياسات المفتوحة، وعن عزمها مواصلة تعميق وجودها في السوق الصينية خلال عام 2023 من أجل تنمية طويلة الأمد.

خلال عطلة رأس السنة الجديدة، تواصلت أعمال تجهيز وتأثيث الطابق السفلي للمقر الإداري لمشروع ميناء الابتكار العلمي والتكنولوجي الصيني الهولندي بسوتشو. قبل ذلك، أرسلت مدينة سوتشو وفدا للتعاون الاقتصادي والتجاري إلى أيندهوفن بهولندا، حيث قام الوفد بزيارة مجموعة سيوكس الهولندية، التي تمثل الجهة الأجنبية المستثمرة، وأطلعها على تقدّم المشروع.

يغطي مشروع ميناء الابتكار العلمي والتكنولوجي الصيني الهولندي بسوتشو، مساحة إجمالية تبلغ حوالي 77 مو، وينتشر على مساحة بناء إجمالية تقدّر بمايزيد عن 180 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن يتم تشغيل المشروع رسميا خلال العام الجاري.

وفي مدينة هويتشو بقوانغدونغ، تتقدّم أشغال بناء المصنع الجديد لشركة "آي جي سي" اليابانية على قدم وساق. وقال المسؤول عن المشروع لمراسل"ايكونوميك انفورمايشن دايلي"، إن هذا المصنع الرابع الذي تبنيه "آي سي جي" في المدينة. مع تزايد الطلب من العملاء على لوحات "أل سي دي"، قرّرت شركة "آي جي سي" الاستثمار في هذا المشروع بهويتشو. ومن المتوقع أن يدخل المصنع الجديد غمار الإنتاج في الفصل الرابع من العام الجاري.

وفي مدينة قوانغتشو، تستعد مجموعة "زي أف"، الشركة الرائدة في مجال قطع غيار السيارات، الشروع في بناء مصنع جديد في منطقة هوادو. وكانت مجموعة "زي أف" قد وقعت سابقا اتفاقية تعاون استثماري مع الحكومة المحلية لبناء مصنع جديد لإلكترونيات السيارات، وزيادة الطاقة الإنتاجية للمنتجات في مجالات القيادة الذاتية والكاميرات وأجهزة الاستشعار والتركيز على الطاقة الجديدة المركبات والمركبات الذكية المتصلة.

في الأثناء، يوجد المزيد من الشركات ذات التمويل الأجنبي التي بصدد تأسيس مشاريع المقر الرئيسي، وقواعد التصنيع، ومراكز البحث والتطوير في جميع أنحاء الصين. على سبيل المثال، انطلقت عمليات إنشاء المقر الرئيسي لمشروع فاندروير سافيو للبحث والتطوير وآلات النسيج في مدينة ووشي مؤخرا، باستثمارات إجمالية قدرها 160 مليون دولار.

وفي مدينة جيانغين بمقاطعة جيانغسو، تقوم شركة كيفو الأمريكية، التي تعد أحد موردي الملابس الرائدين في أمريكا، بإنشاء مقر رئيسي للبحث والتطوير والمبيعات في منطقة جيانغين للتكنولوجيا الفائقة، باستثمارات قدّرت بـ 159 مليون دولار أمريكي. وفي شنغهاي، افتتحت شركة استي لودر الرائدة في صناعة التجميل مؤخرا مركزها الجديد للابتكار والبحث والتطوير على مساحة 12 ألف متر مربع.

ويرى خبراء، أن وراء اختيار هذه الشركات الأجنبية مواصلة الاستثمار داخل الصين، توجد مكاسب ملموسة لتنميتها طويلة الأمد، إلى جانب تفاؤلها بشأن آفاق السوق الصينية.

في هذا الصدد، قال توشيوكي فوكودا، رئيس مجلس إدارة فرع شركة "آي جي سي" بالصين، إن الشركة بصدد توسيع استثماراتها ومصانعها في مجال شاشات العرض الزجاجية في كل من كونشان وشنجن وهويتشو. وأضاف فوكودا توشيوكي أن الصين تعدّ أهم سوق إستراتيجي لشركة "آي جي سي"، حيث تستحوذ السوق الصينة على 70٪ من الطلب العالمي على شاشات العرض الزجاجية التي تنتجها الشركة. وفي ذات الوقت، تواصل شركة تي سي آل هواشينغ، الشريك الصيني الممول لشركة "آي جي سي"، توسيع أعمالها في مجال شاشات "آل سي دي". وتقوم اساهي أيضًا بمضاعفة جهود انتاج شاشات العرض الزجاجية، للاستجابة لطلبات السوق.

ومن بين الشركات الأجنبية التي تحقق نموا سريعا في السوق الصينية، نجد أيضا شركة "سانبو الباسيفيك" لانتاج الورق بقوانغدونغ التابعة لمجموعة "روايال غولدن ايغل" السنغافورية. وفي هذا السياق، يقول يانغ هوان، المدير العام للشؤون العامة في شركة سانبو الباسيفيك، " منذ عام 2020 إلى الآن،أطلقنا 5 مشاريع في نفس الوقت. وشهدت شركتنا تطوّرا سريعا."

حول رغبة الشركات الأجنية توسيع استثماراتها في السوق الصينية، قال تشانغ في، نائب مدير معهد أبحاث الاستثمار الأجنبي بوزارة التجارة، إن التدفق المستمر لمشاريع الاستثمار الأجنبي عالية الجودة مثل اختيار الشركات متعددة الجنسيات بعد مقارنة شاملة ودراسة، وهو بما يتماشى مع مصالح ومتطلبات التنمية في هذه الشركات. في ذات الوقت، فإن استقرارهذه المشاريع الأجنبية وتطورها داخل السوق الصينية، يلبي أيضًا متطلبات التنمية الاقتصادية عالية الجودة في الصين. مضيفا بأن هذا يأتي نتيجة للتدابير التي اتخذتها الصين من أجل تحسين جودة وكفاءة استخدام رأس المال الأجنبي.

في ذات الصدد، قالت نيه بينغشيانغ، الباحثة في معهد أبحاث وزارة التجارة، إن تحسّن الأسس الاقتصادية للسوق الصينية، وخاصة تحرير القدرات الإستهلاكية يمثل عاملا مغريا بالنسبة للرأسمال الأجنبي للاستثمار في الصين. وفي ذات الوقت، فإن التحسن المستمر لبيئة الاستثمار في الصين، قد عزّز ثقة الشركات الأجنبية للاستثمار في السوق الصينية. وتعتقد نيه بينغشيانغ أنه مع استمرار الصين في تعزيز الانفتاح رفيع المستوى، ستتوفر المزيد من الفرص والمزايا للشركات الأجنبية المستثمرة في الصين. وفي المقابل، ستزداد جاذبية السوق الصينية للاستثمارات الأجنبية.