القاهرة 19 ديسمبر 2022 (شينخوا) أكد الخبير الاقتصادي المصري الدكتور وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، أن مستقبل الاقتصاد الصيني "مشرق للغاية"، وهو يلعب دورا مهما وبارزا في المساهمة في انتعاش الاقتصاد العالمي.
وقال جاب الله، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن "الاقتصاد الصيني اقتصاد إنتاجي يعتمد على قوى محلية وطنية نجحت في استغلال المزايا النسبية للصين من خلال نموذج تنموي وطني يراعي المعايير الدولية".
وأضاف أن الاقتصاد الصيني نجح بامتياز في تجاوز تحديات ذروة فيروس كورنا الجديد "كوفيد -19"، لافتا إلى أنه الآن يتعامل مع واقع جديد مرتبط باستمرار تحديات الفيروس وتفاعلها مع تحديات الحرب الأوكرانية.
وأوضح "هذه التحديات دفعت العالم نحو معدلات نمو أقل من المستهدفات والتوقعات، وهو الأمر الذي خلق تحديات جديدة للاقتصاد الصيني في مجال تحديد مستوى التبادل التجاري الدولي المتاح دون التورط في علاقات تجارية ضارة".
وتابع قائلا "هنا يمكن أن نرصد أن الصين خلال العام المقبل 2023 ستستمر في دفع نمو الاقتصاد الصيني وفقا لضوابط تتركز أهمها على تحديد مدى قدرة الأسواق الخارجية على طلب المنتجات الصينية".
وعقد يومي الخميس والجمعة الماضيين مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي في بكين، حيث قرر القادة الصينيون أولويات العمل الاقتصادي في عام 2023.
وشدد الخبير المصري على أن الصين اتخذت الكثير من الإجراءات الاستباقية التي حافظت بها على مكتسباتها الاقتصادية أهمها وضع ضوابط صارمة لعدم زيادة حجم الاقتصاد المالي بصورة أكبر من قدرة الاقتصاد الحقيقي، فقامت بإجراءات تحد من زيادة المشتقات المالية في قطاعات العقارات والتكنولوجيا، لافتا إلى أن هذه الإجراءات نجحت في عدم حدوث فقاعة مالية تمتد لكافة قطاعات الاقتصاد.
ولفت إلى أن سياسة "صفر-كوفيد" كان لها دور مهم في السيطرة على ذعر الفيروس وضبط حجم العرض والطلب وتسير الحكومة مؤخرا في تحسينها بصورة تدريجية تراعي الكثير من المحددات الصحية والاقتصادية للوصول إلى مستوى النشاط المناسب لتحقيق أفضل النتائج التي تحقق مستهدفات الاقتصاد الكلي.
وأكد جاب الله أن الصين تمتلك تكنولوجيا متقدمة جدا وقاعدة بيانات شاملة ونتائج اقتصادية ساعدتها في تطبيق برنامج متطور جدا للحوكمة الاجتماعية نجحت من خلاله في الحد من الفقر ورفع مستوى معيشة المواطن الصين في إطار من الشفافية والعدالة الاجتماعية.
واستطرد قائلا، "ومع عدالة توزيع ثمار التنمية نجد أن الصين تحرص على تطوير مسار التنمية ليراعي الاعتبارات البيئية لتكون التنمية أكثر استدامة مراعاة للأجيال القادمة، وهي تتعامل في ملف التحول الأخضر بصورة تراعي المسار العالمي لهذا التوجه بحيث يتم تحقيق التحول الأخضر مع الحفاظ على تنافسية الاقتصاد الصيني".
ونوه إلى أن الاقتصاد الصيني يعد الاقتصاد الأكثر تأثيرا على المستوى العالمي، ويساهم بشكل كبير في انتعاش الاقتصادي العالمي بما يحققه من معدلات نمو وبما يضخ من استثمارات ضخمة في الكثير من دول العالم وخاصة الدول النامية.
وأشار إلى أن "الصين تسير في مسارها التنموي وفقا لاستراتيجياتها الثابتة ولا تنجر لمساحات يخليها لها الأخرين، فهي تعمل بثبات وبتدرج وبعمق حقيقي بصورة تكفل لها الاستمرار في مسارها الذي نجحت فيه بالفعل في أن تكون القوة القادرة على التأثير في الاقتصاد العالمي والأكثر قدرة على تلبية الاحتياجات الإنسانية في كل بقاع العالم".
وشدد على أن الصين قادرة على الاستمرار في ذلك المسار وتحقيق نجاحات أكبر خلال العام المقبل والأعوام القادمة.