人民网 2022:12:16.12:00:16
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العلوم والثقافة
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة خاصة: موسيقى المقام العراقي التراثية تجذب مختلف شرائح المجتمع

2022:12:16.10:21    حجم الخط    اطبع

بغداد 15 ديسمبر 2022 (شينخوا) يحظى المقام العراقي بمكانة خاصة لدى مختلف شرائح الشعب العراقي، كون هذا الفن يتميز بنغماته الأصيلة ويعد من أقدم الفنون التراثية التي انتقلت إلى التاريخ الحديث شفهيا عبر الأجيال، مما دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى تسجيله على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

ويقع المتحف البغدادي الذي يضم المسرح الذي تقام عليه فعاليات المقام العراقي في مبنى قديم بالقرب من نهر دجلة، ويقدم هذا المتحف وصفا دقيقا للحياة اليومية الماضية لبغداد من خلال عرض مشاهد من حياة الناس اليومية على شكل نماذج شمعية تمثل مختلف الحرف والأعمال التي كان يمارسها سكان هذه المدينة.

وربما لم يكن من الشائع مشاهدة حفل المقام العراقي التقليدي الذي يحضره الشباب، لكن الحفلة الأسبوعية التي أقامها متحف البغدادي خرقت هذه القاعدة المعتادة، فقد اكتظت قاعة المتحف بالعشرات من الشباب وكبار السن الذين كانوا يتمايلون على نغمات الموسيقى وهم سعداء بارتجال المغني الماهر.

وبمجرد أن أنهى المطرب أداءه الإبداعي، صفق الجمهور وارتفعت صيحات إعجابهم.

والمقام العراقي عبارة عن مجموعة من القصائد المغناة المكتوبة باللغة العربية الفصحى أو باللهجة العراقية والتي تعرف محليا باسم الزهيري.

ويرتبط المقام العراقي ارتباطا وثيقا بمجموعة الأشكال الموسيقية التقليدية المعروفة في إيران وتركيا وأذربيجان وأوزبكستان ومناطق إقليمية أخرى.

وقال باسم العنزي مدير الشؤون السياحية والمتحف البغدادي في أمانة بغداد، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "المقام العراقي هو نتاج حضاري كبير تناقلته الأمم، وقد يكون نتيجة تمازج الحضارات الشرقية في العراق التي أنتجت ما يعرف اليوم بالمقام العراقي".

وأضاف لقد قمنا بحركة تراثية أصيلة تهدف إلى إعادة بغداد إلى مكانتها الطبيعية، ومن ضمن برنامج هذه الحركة الثقافية هو تنظيم عروض المقام العراقي في المتحف البغدادي.

وبين العنزي أن حضور الشباب واطلاعهم على ما هو موجود من نشاطات لفرقة المقام العراقي في المتحف البغدادي وعذوبة الألحان التي تؤدى فيه، جعل الشباب يحنون إلى الماضي ويستمتعون بهذه الأجواء الأصيلة ويحضرون بشكل كثيف وخاصة في يوم الجمعة من كل أسبوع.

وأشار العنزي إلى أن منظمة اليونسكو عندما اعترفت أن المقام العراقي هو جزء من التراث الإنساني العالمي وضمته إلى قائمة التراث غير المادي، وصلت إلى قناعة بأن هذا الفن لا يتقنه إلا العراقيون، وقد أغنوا التراث العالمي بهذه المفردات الجميلة من خلال المزج بين الألحان والأشعار العذبة.

في هذه الأثناء، صعد مطرب المقام سامر الأسمر إلى مسرح المتحف البغدادي مرتديا قبعته البغدادي التقليدية التي اشتهرت في النصف الأول من القرن العشرين والتي تعرف محليا باسم (السدارة).

وقدم الأسمر أغنيته التي نالت إعجاب الجمهور وتفاعل مع أدائه الإبداعي، ورافقته فرقة موسيقية من خمسة عازفين، تستخدم الآلات الموسيقية مثل العود والكمان والطبل والدف الصغير.

ووفقا لبعض الباحثين، يمكن تتبع المقام الحديث أو نظام الأنماط اللحنية التي تميز الموسيقى التراثية العراقية إلى العصر العباسي، بينما يرى آخرون أنه يعود إلى العصر العثماني.

ويرى مختصون في الموسيقى العراقية أن فن المقام استمر على مدى القرون الماضية بسبب استخدامه في بعض الأنشطة الدينية مثل الآذان وتلاوة القرآن وكذلك في التجمعات الخاصة والمقاهي والمسارح وحتى في المنازل خلال المناسبات الاجتماعية، ولذلك فإن المقام يحظى باحترام كبير من قبل الموسيقيين والعلماء، وكذلك من قبل الشعب العراقي بشكل عام.

وقال الأسمر لـ ((شينخوا)) إن المقام العراقي هو نمط من أنماط الموسيقى المتداولة في بلاد الرافدين وقد عرف منذ آلاف السنين في حضارة العراق، وانتشر شرقا وغربا وخير دليل على ذلك هو وجود القيثارة السومرية في المتحف العراقي ببغداد.

وأوضح أن "المقام العراقي يتميز عن باقي المقامات (في دول المنطقة) بأنه متشعب ومرن، ونحن فخورون بأصالة موسيقانا وقوتها وتأثيرها لأن ما كان له أساس قوي يبقى عبر الزمن".

وأُدرج المقام العراقي في عام 2008 على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، لأنه ظل على حاله إلى حد كبير، ولا سيما احتفاظه بأسلوبه الصوتي المميز وطابعه الارتجالي، في حين أن العديد من الأساليب الموسيقية العربية في المنطقة إما اختفت أو أصبحت غربية.

ويعتقد الكثير من العراقيين أن هناك حاجة لحملات توعية لتشجيع الشباب على تعلم فن المقام، مؤكدين أن موسيقى وأغاني المقام العراقي هي التراث الثقافي الأكثر أهمية الذي تمتلكه بغداد حاليا.

وقال حازم اللامي (29 عاما) لـ ((شينخوا)) بعد الحفل، إن موسيقى وأغاني المقام تجعله يشعر بالإثارة ويتذكر عهود بغداد الخوالي.

وأضاف "هذا جميل جدا، المقام يجعلني أشعر وكأنني في عالم آخر، لكن الناس اليوم يحبون الألحان السريعة والرقص"، مبينا "كان أصدقائي يقولون إنني أعيش في الماضي، لكنني أصر على أن هذا هو أصلنا وتراثنا الجميل الذي عمل أجدادنا جاهدين على نقله إلينا".

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×