بكين 28 نوفمبر 2022 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ، محادثات مع الرئيس المنغولي أوخنا خوريلسوخ، اليوم (الاثنين) بقاعة الشعب الكبرى خلال زيارة الدولة التي يقوم بها خوريلسوخ إلى الصين.
ورحب شي بنظيره المنغولي، وأشار إلى أن لقاء الرئيسين مرة أخرى بعد شهرين كما اتفقا، يعكس تماما المستوى العالي للعلاقات بين الصين ومنغوليا.
وقال شي إن البلدين جاران مهمان لبعضهما البعض، مضيفا أن الحفاظ على علاقات طويلة الأمد ومستقرة من حسن الجوار والصداقة والتعاون، يصب في المصالح الأساسية للشعبين. وأكد أن الصين، إذ تتبع مبدأ الصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول، تسعى إلى إقامة صداقة وشراكة مع الدول المجاورة لها، وتولي أهمية كبيرة لتنمية الصداقة والثقة المتبادلة والمصالح المشتركة مع منغوليا.
وقال شي إن البلدين دعما بعضهما البعض في مكافحة كوفيد-19، وعززا الصداقة التقليدية على طول الطريق. وقد أحرزت التبادلات والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات تقدما قويا، ما وضع مثالا جيدا للعلاقات بين دولتين.
وأوضح شي أنه في مواجهة بيئة دولية يتزايد تقلبها وغموضها، فإن الصين مستعدة للعمل مع منغوليا على بناء مجتمع مصير مشترك بين البلدين، موضحا أنه بمقدور البلدين معا تعزيز التنمية طويلة الأجل والمطردة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومنغوليا، وتحقيق فوائد أكبر للشعبين.
وقد تطرق الرئيس الصيني إلى المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني والملامح الخمس للتحديث الصيني. وأشار إلى أنه بينما يقود الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني من جميع المجموعات القومية لدفع تجديد شباب الأمة على جميع الجبهات من خلال مسار تحديث صيني النمط، فإن الصين لن تحقق ازدهارها فحسب، بل ستقدم من خلال تنميتها أيضا إسهامات إلى دول الجوار وغيرها من الدول.
وقال إن الصين ومنغوليا تستطيعان أن تمضيا قدما معا على طريق النهوض والتحديث الوطنيين، وأن تكونا مثالا يحتذى به في السعي إلى تحقيق التنمية المتكاملة والمستقبل المشترك. ومن خلال الجهود المشتركة، يستطيع البلدان تعزيز بناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأكد شي أن الصين ومنغوليا ستحترم كل منهما استقلال وسيادة ووحدة وسلامة أراضي الأخرى، واختيارها مسار التنمية المناسب لظروفها الوطنية. وستدعم كل منهما الأخرى في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية الخاصة بكل منهما. وستعززان الحوار والتعاون بين مختلف الإدارات وعلى جميع المستويات، وستزيدان التعلم المتبادل بشأن الحوكمة.
وأضاف أن الجانبين سيسعيان إلى تحقيق مزيد من التضافر بين مبادرة الحزام والطريق ومبادرة طريق التنمية، وبين مبادرة التنمية العالمية وسياسة التعافي الجديدة في منغوليا، وبين استراتيجية التنمية الصينية ذات الخطوتين وسياسة التنمية طويلة المدى في منغوليا "رؤية -2050". وأوضح شي أن الجهود في هذه الخطوط الثلاثة ستعمل على تعميق العلاقات بين الصين ومنغوليا وتوفير قوة دفع قوية لنموها.
وقال شي إن الصين مستعدة لتكثيف التعاون مع منغوليا في المجالات الرئيسية التي تشمل الاقتصاد والتجارة والطاقة والتعدين والارتباطية، بالتزامن مع توسيع نطاق التعاون في تكنولوجيا المعلومات والمعالجة العميقة للمنتجات الحيوانية. وستبقى الإدارات المختصة في البلدين على اتصال وثيق، وستعمل على فتح قنوات ارتباطية جديدة في وقت مبكر، وستعمل بنشاط على دعم الممر الاقتصادي بين الصين ومنغوليا وروسيا بالإضافة إلى دعم قطاع خط أنابيب الغاز الطبيعي بين الصين وروسيا الذي يمر عبر منغوليا.
وقال شي إن الصين تشيد بمبادرة "المليار شجرة" المنغولية، ومستعدة لإجراء مناقشات مع منغوليا بشأن إنشاء مركز تعاون لمكافحة التصحر. وسيعزز الجانبان التبادلات والتعاون بين الهيئتين التشريعيتين، والحكومتين، والحزبين السياسيين، وعلى المستويات المحلية. وسيعمل الجانبان بشكل أوثق في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتعليم والصحة والسياحة والإعلام والشباب والتبادلات الشعبية، من أجل تعزيز الصداقة بين الصين ومنغوليا وإفادة الشعبين. وستدعم الصين بنشاط بناء مركز رياضي للشباب المنغولي ومشاريع أخرى، كمعالم جديدة للصداقة بين الصين ومنغوليا.
وأكد شي أن الصين ومنغوليا، باعتبارهما دولتين ناميتين في منطقة آسيا-الباسيفيك، تتشاركان مصالح مشتركة واسعة النطاق في الشؤون الدولية والإقليمية. وستعمل الصين مع منغوليا، في تنسيق وتعاون وثيقين، على الدفاع المشترك عن التعددية الحقيقية، ورفض المواجهة بين الكتل، ودعم التضامن والتعاون بين المجتمع الدولي.
وأعرب خوريلسوخ مجددا عن تهانيه على نجاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، وهنأ الرئيس شي مجددا على إعادة انتخابه أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وأكد أن الجانب المنغولي سعيد برؤية الصين قد حققت بنجاح هدفها المئوي الأول، تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. كما أكد أن منغوليا تؤمن إيمانا راسخا بأن الأمين العام شي والحزب الشيوعي الصيني سيواصلان قيادة الشعب الصيني في بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة عظيمة على نحو شامل، وفقَ الخطة الموضوعة.
وقال خوريلسوخ إن منغوليا والصين جارتان دائمتان تربطهما الجبال والأنهار، وهما أيضا جارتان جيدتان وصديقتان حميمتان وشريكتان جيدتان. وأضاف أن الجانبين قدما الدعم والمساعدة لبعضهما البعض خلال الجائحة، واستجابا بشكل مشترك للتحديات العالمية، وهو نموذج شديد الوضوح لمقولة "الصديق في أوقات الشدة هو الصديق الحقيقي". وأكد أن منغوليا مستعدة للعمل مع الصين على زيادة التفاعلات السياسية، ودعم بعضهما البعض بقوة، واحترام اختيار كل طرف لمسار التنمية المناسب لظروفه الوطنية، وتعميق الصداقة شديدة القوة بين البلدين.
وأكد خوريلسوخ مجددا أن منغوليا تتمسك بقوة بسياسة صين واحدة، وهذا التمسك لن يتغير أبدا. وأشار إلى أن الصين دولة محبة للسلام لم تغز قط دولا أخرى عبر تاريخها، بل ساعدت بصدق الآخرين على تحقيق التنمية، موضحا أن مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي اللتين اقترحتهما الصين تسعيان إلى تحقيق السلام والتنمية للبشرية، ومنغوليا تدعمهما دعما كاملا.
وأكد أن منغوليا مستعدة للعمل مع الصين على تعزيز التضافر بين استراتيجيات البلدين، ومتابعة التعاون في إطار الحزام والطريق، وتوسيع وتعميق التعاون في الاقتصاد والتجارة والاستثمار والمعادن والطاقة والبنية التحتية والاستجابة للمناخ والتنمية الخضراء ومعالجة التصحر، ومواصلة بناء الممر الاقتصادي بين الصين ومنغوليا وروسيا.
وقال الرئيس المنغولي إنه في ظل مرور الوضع الدولي والإقليمي بتغيرات عميقة ومعقدة، فمن المهم أن يمضي الجانبان قدما بالقيم الآسيوية، ويدعما السلام والاستقرار والتنمية في آسيا بشكل مشترك. وأوضح أن منغوليا تشيد بجهود الصين في دعم السلام والاستقرار والتنمية في العالم، والنظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة. وتعتزم منغوليا تعزيز الاتصال والتعاون مع الصين في الشؤون الدولية، في جهد مشترك من أجل تعزيز السلام والتنمية في المنطقة.
وأصدر الجانبان بيانا مشتركا حول تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد بين جمهورية الصين الشعبية ومنغوليا، واتفقا على العمل معا على دفع التحديث، ونحو إقامة مجتمع مصير مشترك يتسم بالتعايش السلمي والدعم المتبادل والتعاون المربح للجانبين.
وفي نهاية المحادثات، شهد الرئيسان التوقيع على وثائق تعاون ثنائي تغطي مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والجمارك والتخفيف من حدة التصحر.
قبل المحادثات، أقام الرئيس شي مراسم ترحيب للرئيس خوريلسوخ في القاعة الشمالية بقاعة الشعب الكبرى. وأُطلقت 21 طلقة تحية في ميدان تيان آن من. وصعد الرئيسان إلى المنصة لاستعراض حرس الشرف لجيش التحرير الشعبي.
وبعد المحادثات، أقام الرئيس شي وعقيلته بنغ لي يوان مأدبة ترحيب للرئيس خوريلسوخ وعقيلته بولورتسيتسيغ.
وكان وانغ يي وخه لي فنغ حاضرين في تلك الأحداث.