تقرير اخباري: مونديال 2022: تونس تستعد لمباراتها الثانية وسط منسوب مرتفع من التفاؤل

تونس 23 نوفمبر 2022 (شينخوا) يستعد المنتخب التونسي لكرة القدم لمباراته الثانية التي ستجمعه السبت المقبل مع نظيره الاسترالي لحساب الدور الأول ضمن المجموعة الرابعة من تصفيات مونديال قطر 2022، بمنسوب عال من التفاؤل بإمكانية ضمان التأهل للدور الثاني لأول مرة في تاريخه.

وأعطى التعادل الثمين لمنتخب تونس مع الدانمارك الذي استهل به مشاركته في مونديال قطر 2022، جرعة تفاؤل إضافية لـ "نسور قرطاج" بإمكانية تحقيق نتائج إيجابية، وبالتالي حلم التأهل الذي يُراود الجماهير التونسية.

وساهمت الهزيمة الثقيلة التي مُني بها المنتخب الاسترالي أمام نظيره الفرنسي بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف في ارتفاع منسوب هذا التفاؤل الذي عززه أيضا انتصار المنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني بنتيجة هدفين مقابل هدف.

واتخذ هذا التفاؤل أشكالا مختلفة وسط ارتياح ملحوظ لأداء المنتخب التونسي عبرت عنه الجماهير التونسية التي تابعت مباراته الأولى ضد الدانمارك بشغف كبير.

ووجد هذا الارتياح صدى له في الصحف الصادرة اليوم (الأربعاء) التي أجمعت على أن المنتخب التونسي خاض مباراته الأولى بروح انتصارية مكنته من أن تكون انطلاقته واعدة رغم إهدار العديد من الفرص التي سنحت له طوال التسعين دقيقة من اللعب.

وفي هذا السياق، كتبت صحيفة ((الصحافة)) اليومية تحت عنوان "أداء بطولي.. وتعادل بطعم الانتصار"، أن المنتخب التونسي قدم "واحدة من أفضل المباريات التي خاضها على امتداد مشاركاته الست في كأس العالم".

واعتبرت أن التعادل السلبي مع الدانمارك مكن المنتخب التونسي من "المحافظة على أمله في تحقيق حلم الملايين وهو بلوغ الدور الثاني لأول مرة في تاريخه".

وتابعت "ما قدمه المنتخب في هذه المباراة يجعل هذا الحلم حقا مشروعا، وأملا ممكنا في انتظار التباري ضد المنتخب الاسترالي ومن بعده منتخب فرنسا حامل اللقب العالمي".

من جهتها، وصفت صحيفة ((الشروق)) تعادل المنتخب التونسي مع نظيره الدانماركي بأنه "كان بطعم الانتصار"، لافتة إلى أن منتخب تونس "قدم مباراة بطولية أمام الدانمارك، واقتلع نقطة أولى تفتح باب الأمل للمراهنة على الترشح إلى الدور الثاني".

وفيما اعتبرت الصحيفة أن المنتخب التونسي "دخل المواجهة بعزيمة وروح انتصارية كبيرة"، ذهبت صحيفة ((لابراس)) اليومية الناطقة بالفرنسية إلى القول تحت عنوان "أداء بمرتبة عليا"، انه "منذ ملحمة 1978 لم نشاهد منتخبا تونسيا بمثل هذا الاشعاع في المرحلة النهائية لكأس العالم".

وأردفت "منتخب تونس لم ينتصر يوم أمس لكنه لعب بندية أمام (الفايكينغ) وكان بإمكانه الفوز لو لم يهدر عصام الجبالي الفرصة الذهبية التي أتيحت له في نهاية الشوط الأول".

واختارت صحيفة ((الصباح)) اليومية من جهتها التركيز على الفرص المهدورة، حيث ذهبت إلى القول إن المنتخب التونسي "أضاع الانتصار"، وكتبت "تعادل غير عادل مع الدانمارك .. الفرصة المهدورة".

وأشارت إلى أنه "كان بالإمكان أحسن مما كان لو نجح المنتخب في تجسيم الفرصة المتاحة أمام منافس لم يكن في يومه، وفوت بذلك في انتصار ثمين"، لتستدرك لاحقا بالقول إن "التعادل يبقى مع ذلك ثمينا باعتباره تحقق أمام منافس من الوزن الثقيل".

ولم تخرج آراء رجل الشارع التونسي عن هذا السياق، حيث اعتبر أستاذ التعليم الثانوي فريد بالحاج (40 عاما) في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن المنتخب التونسي قدم مباراة مع الدانمارك وصفها بـ "الرائعة"، لأنها "جمعت بين التكتيك والاندفاع البدني" على حد قوله.

وأقر بأن منتخب بلاده "أهدر فرصة تحقيق انتصار تاريخي"، لكنه اعتبر أنه بالإمكان تدارك ذلك في مباراة السبت القادم مع استراليا من خلال "المزيد من التركيز وايلاء الهجوم الأهمية المطلوبة في الخطة التكتيكية".

وأبدى فريد بالحاج تفاؤلا حذرا، قائلا "نعم بإمكان منتخبنا التغلب على استراليا التي تبدو مكسورة بعد هزيمتها أمام فرنسا، لكن لا بد من الحذر والانتباه لأن المكسور قد يندفع بكل قوة للانتقام ورد الاعتبار"، على حد تعبيره.

ويُشاطر هذا الرأي، الطالب هشام بن علي (24 عاما) الذي أعرب عن خشيته من أن يُحاول المنتخب الاسترالي الفوز على المنتخب التونسي بكل الطرق، ما يعني حسب تقديره "الانتباه إلى تقوية الثقة في النفس لدى اللاعبين، والاهتمام بالدفاع والهجوم على حد السواء".

وأردف قائلا لـ ((شينخوا)) إنه سيحرص مع ذلك على متابعة مباراة السبت القادم، وسيُشجع منتخب بلاده بغض النظر عن نتيجة المباراة، لأن "المهم هو اللعب بندية وبعزيمة الانتصار".

وكان المنتخب التونسي لكرة القدم قد اكتفى بالتعادل السلبي في مباراته الأولى مع منتخب الدانمارك، رغم أنه كان الطرف الأفضل في معظم فترات المباراة، وخاصة في الشوط الأول، الذي أهدر خلاله أكثر من فرصة محققة، بحسب المُحللين الرياضيين.

واعترف مدرب المنتخب التونسي جلال القادري بذلك، حيث قال في تصريحات بعد انتهاء المباراة أمام الدانمارك "قدمنا مستوى مميزا أمام الدانمارك لكن افتقدنا الفاعلية في ترجمة الفرص، وهو ما سنعمل عليه في المباراة المقبلة أمام استراليا".

وأعرب القادري مع ذلك عن سعادته بنتيجة التعادل السلبي أمام منافس كبير في قيمة المنتخب الدانماركي رغم أن "النتيجة المأمولة كانت هي الفوز، وهو ما سنسعى إليه في المباراة المرتقبة مع استراليا"، على حد قوله.