واشنطن 6 نوفمبر 2022 (شينخوا) يلوح شبح حدوث ركود في الولايات المتحدة في الأفق، مع مواصلة مجلس الاحتياطي الفيدرالي حملته في رفع معدلات الفائدة.
وقام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء برفع معدلات الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة للمرة الرابعة على التوالي وسط أسوأ تضخم خلال 40 عاما.
ورغم أن فرص العمل متوفرة والبطالة منخفضة، لكن خبراء الاقتصاد يتوقعون احتمال حدوث ركود في العام المقبل، خاصة إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة بهذه الوتيرة العدوانية.
وأكد تقرير حول وفرة الوظائف نُشر يوم الجمعة على المشكلة. وقال ديزموند لاشمان، الزميل البارز في معهد أمريكان إنتربرايز، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن أرقام نمو الوظائف القوية "تزيد من فرص أن تشهد الولايات المتحدة العام المقبل هبوطا اقتصاديا خشنا في شكل ركود سيء".
ويرجع ذلك إلى أنه كلما زاد نمو الوظائف، احتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع معدلات الفائدة، في محاولة لإبطاء التضخم، وإلى جانب ذلك، الاقتصاد ككل.
وذكر لاشمان أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل فعل ذلك حتى في الوقت الذي تظهر فيه تصدعات في النظام المالي الأمريكي والعالمي، بل وحتى عندما يبدو أن سوق العقارات الأمريكي قد دخل بالفعل في حالة ركود.
وأفاد لاشمان أنه "لخفض التضخم، سيتعين على الاحتياطي الفيدرالي بطريقة أو بأخرى رفع الأجور بوتيرة أبطأ مما هي عليه الآن مما يعني على الأرجح اضطرار الولايات المتحدة إلى الدخول في حالة الركود".
من المؤكد أن رفع معدلات الفائدة من شأنه أن يؤثر سلبا على محافظ المستهلكين بطريقة أو بأخرى، مثل جعل سداد الديون أو الحصول على قرض عقاري أكثر كلفة بالنسبة للأمريكيين.
ولكن على الرغم من العديد من الزيادات في معدلات الفائدة، يواصل التضخم الارتفاع، مما يشير إلى أن هناك طريقا طويلا يجب قطعه قبل أن تستقر الأسعار وترى الولايات المتحدة التضخم البالغ 2 في المائة الذي يعتبر مقبولا.
في الواقع، فإن معدل التضخم الحالي يواصل الصعود فوق هذا المعيار.
وأظهر مؤشر أسعار المستهلكين الذي يحظى بمتابعة واسعة النطاق أن التضخم في سبتمبر انخفض قليلا إلى 8.2 بالمائة على أساس سنوي لكنه ارتفع 0.4 بالمائة على أساس شهري.
في الوقت نفسه، تتزايد دعوات المشرعين للاحتياطي الفيدرالي لوقف الزيادات في معدلات الفائدة، حيث يشعر المنتقدون بالقلق من أنها قد تؤدي إلى ركود. ويشير المنتقدون إلى أنه في حين أن الأسعار مرتفعة، على الأقل هناك وظائف. ويتساءل اقتصاديون ماذا سيحدث ضمن سيناريو حيث توجد وظائف أقل بكثير ولم تنخفض الأسعار بعد إلى مستويات مقبولة؟. هذه وصفة لـ"ركود تضخمي"، أو اقتصاد راكد مع تضخم مرتفع.
ولم يعط الاحتياطي الفيدرالي أي إشارة إلى أنه سيغير مساره.
وقد ضرب كل من التضخم والمخاوف من الركود سوق الأسهم الأمريكية بشدة في الأشهر الأخيرة، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 4000 نقطة منذ بداية العام حتى تاريخه. ويواصل المستثمرون الابتعاد عن سوق الأسهم. وبينما كانت هناك لحظات من الانتعاش، لا تزال الأسواق متقلبة.