16 سبتمبر 2022، بعض الزوار وهم يشاهدون كبسولة العودة لمركبة الفضاء المأهولة شنتشو-13. خه لوتشي / صورة الشعب |
في الآونة الأخيرة كانت هناك دائما تقارير متواترة حول الابتكار العلمي والتكنولوجي. مثل أكمل طاقم رواد فضاء مهمة "شنتشو 14" بنجاح جميع المهام الموكلة إليه للمرة الأولى خارج المركبة، وسجلت صواريخ "لونغ مارش" رقمًا قياسيًا بأكثر من 100 عملية إطلاق ناجحة متتالية، أكملت طائرة الركاب الصينية الكبيرة محلية الصنع C919 كافة الاختبارات اللازمة لها وحصلت على رخصة الطيران المحلية. يعكس الظهور المستمر لإنجازات الابتكار العلمي والتكنولوجي بشكل كامل الميزة السياسية للنظام الاشتراكي الصيني في تركيز قواته على المهام الرئيسية، مما يعزز الثقة العميقة بالنفس لدى الشعب الصيني للسير في طريقه الذي رسمه لنفسه.
إن الصين دولة كبيرة يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة، وبما أنها دولة مترامية الأطراف فبالتأكيد لديها مزايا كبيرة ولكن في نفس الوقت تواجه أيضا صعوبات عديدة. إن تحقيق عملية التحديث في مثل هذا البلد الكبير هي مشكلة عالمية ومشكلة الألفية حتى الآن، إذ يبلغ عدد سكان الدول المتقدمة حوالي مليار نسمة فقط، أي أقل من سُبع سكان العالم. لذلك في جميع مؤشرات التنمية تقريبًا فإن الصين تحتاج إلى بذل جهود أكثر من الدول الأخرى في كل خطوة تخطوها نحو الأمام. مع العلم أنه لا توجد سابقة في تاريخ البشرية لدولة نامية كبيرة ذات مساحة شاسعة وعدد كبير من السكان وتفاوتات إقليمية هائلة أن تحقق عملية التقدم والحداثة بكل سهولة، لهذا وجب على الصين أن تسلك طريقا خاصا بها.
بالعودة إلى زمن ليس ببعيد، فإن الصين خلال رحلة النضال التي خاضتها حققت التنمية فيها نجاحًا كبيرًا، والسبب الأساسي هو أنها وجدت مسار التنمية الصحيح للاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتتبعت هذا المسار بثبات. في 14 أبريل 2021 في مركز هانغتشو الدولي للمعارض، تحدث تشانغ شوه جين سكرتير الحزب في قرية تشنغشي بمقاطعة تشيانغ عن هذه القرية الفقيرة التي لم تكن تتوفر فيها الحاجات الأساسية للأهالي كيف تطورت خطوة بخطوة لتصبح "قرية ميسورة يطيب فيها العيش بمقاطعة تشجيانغ" بدخل سنوي يبلغ عشرات الملايين من اليوانات. لأكثر عن 30 عاماً فقط انتشلت الصين أكبر دولة نامية في العالم نفسها من الفقر وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وبالتالي فإن هذه المعجزة التنموية تثبت صحة المسار الذي تسلكه الصين.
لا يمكن لدولة أو أمة أن تصنع المعجزات إلا إذا كانت لديها ثقة قوية في الأهداف الكبرى التي تسعى إلى تحقيقها. كدولة اشتراكية ذات تعداد سكاني كبير وسوق كبيرة فإن الصين ملزمة بتحمل ضغوطات مختلفة وتحديات شديدة في عملية التحديث التاريخية التي تقوم بها.
يقول المثل الصيني "طالما أن الطريق صحيح، فلا داعي للخوف من طول المسافة". إننا اليوم نقف على أرض شاسعة تبلغ مساحتها أكثر من 9.6 مليون كيلومتر مربع، انتشينا وتشبّعنا بالمعطيات الثقافية التي تراكمت بسبب النضال الطويل للأمة الصينية، هذه الأمة التي تمتلك قوة مهيبة بفضل أكثر من 1.4 مليار صيني، لذلك نحن نتمتع بالثقة الكاملة والحكمة الشاملة للسير على الطريق الصحيح: طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.