غزة 14 أغسطس 2022 (شينخوا) تسببت موجة التوتر الأخيرة بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل في أوجاع قلب الشابة عبير حرب (24 عاما) بعد فقدانها خطيبها إسماعيل دويك (30 عاما) جراء غارة إسرائيلية قبل أن يصبح زوجا لها.
وكانت عبير حرب تنهمك بالتحضير لزفافها إلى خطيبها دويك الأسبوع الماضي ووضع اللمسات الأخيرة لحفل زفافهما وترتيبات الشقة التي سيسكنان فيها بعد زواجهما لكنها فقدت ذلك في دقائق معدودة بعد مقتله.
وقتل دويك في غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلته في مخيم "الشعوت" للاجئين الفلسطينيين وسط مدينة رفح ومنازل مجاورة دون سابق إنذار في العملية التي أدت لاغتيال خالد منصور عضو المجلس العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وقائد المنطقة الجنوبية فيها.
وفي ليلة 6 أغسطس الجاري كانت عبير تحدث خطيبها إسماعيل هاتفيا عن الوضع العام والقصف الإسرائيلي على غزة ثم أغلقا الهاتف وخلال لحظات هزت الغارات الإسرائيلية المنطقة، علما أن بيت الخاطبين لا يبعدا عن بعضهما سوى مئات الأمتار.
وتحرص عبير مع صباح كل يوم بالتوجه إلى منزل الزوجية المستقبلي الذي أصبح "ركام" برفقة والدها، بينما تتداعى في الطريق الضيق الذي تسلكه ذكريات مؤلمة ومفرحة في آن واحد.
ففي نفس الشارع والزقاق كانت تسير عبير إلى بيت الخطيب والزوج المستقبلي، أما اليوم تقف على ركام بيته لتواجه مراراتها مرة بالبكاء والعويل على فقدانه ومرة أخرى بالكلام.
وتقول عبير بصوت خافت بينما تقف على أنقاض المنزل برفقة والدها الذي ما انفك من احتضانها ومواساتها لوكالة أنباء ((شينخوا)) "طلعت روحي" بعد خسارة إسماعيل للأبد وضياع الأحلام التي كنا نخطط لها.
وتتابع عبير أنها رسمت الحياة في مخيلتها مع إسماعيل قبل مقتله، عبارة عن بيت وحياة حلوة كأي زوجين ومناقشة كافة التفاصيل الحياتية الأخرى لكن ما تخيلت في لحظة أنه يصير في هذا المشهد.
ورغم مرور أيام على فقدان خطيبها إلا أن عبير تتمنى عودة الأيام للوراء قليلا لتحظى بموعد عشاء في البيت المدمر برفقة أسماعيل لم تذهب إليه أو رحلة على شاطئ البحر القريب.
واعتبر صلاح عبد العاطي مدير مكتب (الهيئة المستقلة) لحقوق الإنسان في غزة، تدمير إسرائيل بيوت المدنيين على رؤوس سكانيها دون سابق إنذار "جرائم حرب"
وقال عبد العاطي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ادعاءات إسرائيل "قتل مقاومين هذه إدعاءات باطلة فأي عمليات قتل خارج إطار القانون هي جريمة حرب وما جرى في غزة هو عمليات قتل للمقاومين دون أن يكونوا في مواقع اشتباك وجرى إعدامهم خارج إطار القانون".
ودخل اتفاقا لوقف إطلاق النار حيز التتفيذ ليلة الأحد الماضي عند الساعة 11:30 بتوقيت القدس بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي بوساطة مصرية لإنهاء جولة توتر في قطاع غزة استمرت 3 أيام وأدت لمقتل 49 فلسطينيا، وإصابة 47 إسرائيليا.
وجاء التوتر بعد اعتقال إسرائيل لمسؤول كبير في الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية بداية أغسطس الجاري، فيما تعهدت الحركة بالرد على ذلك، مما أدى إلى رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في جنوب إسرائيل على طول الحدود مع غزة.
وتعد جولة التوتر الأشد منذ مايو 2021 إثر قتال عسكري عنيف بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل استمر 11 يوما وخلف أكثر من 255 قتيلا فلسطينيا و13 في إسرائيل وانتهى بوساطة مصرية.
وبحسب وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة فإن التصعيد الإسرائيلي الأخير على القطاع تسبب في تدمير 22 وحدة سكنية كليا و77جزئيا غير صالحة للسكن و1908 جزئيا صالحة للسكن.
وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسماعيل هنية يوم (الجمعة) الماضي موافقة قطر على إعادة إعمار البيوت التي هدمت وذلك من خلال ما تبلغ به من وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن.
بموازة ذلك خيمت الصدمة على وجه المزارع الفلسطيني أحمد أبو لولي بعد تلف محصول العنب داخل أرضه الزراعية التي لم يستطيع الوصول لها على مدار 3 أيام بفعل موجة التوتر الأخيرة.
وداخل الأرض البالغ مساحتها عشرات الدونمات بدأ أبو لولي يقص محصول العنب ويرميه أرضا بعدما تلف بسبب عدم وصول المياه له والاعتناء به لتفوق خسارته 90 ألف دولار.
ويقول أبو لولي بينما يجلس وسط أرضه ومن حوله محصول العنب لـ ((شينخوا)) إن كساد كرم العنب لعدم وصول المياه للأشجار ولو في مياه لم نستطيع الوصول إلى تلك المنطقة بسبب الغارات الإسرائيلية.
وقدرت وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة، قيمة الأضرار والخسائر التي تكبدها القطاع الزراعي في القطاع، جراء موجة التوتر التي استمرت 3 أيام مع إسرائيل مليون دولار.
وقال الناطق باسم الوزارة أدهم بسيوني لـ ((شينخوا)) إن الخسائر توزعت بواقع 300 ألف دولار للإنتاج النباتي و150 ألف دولار لقطاع المياه و150 ألف دولار لقطاع الدواجن و400 ألف دولار كخسائر غير مباشرة تمثلت في عدم قدرة المزارعين والصيادين الوصول إلى أماكن عملهم.