بكين 11 أغسطس 2022 (شينخوا) نشر مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة والمكتب الإعلامي لمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية أمس (الأربعاء) كتابا أبيض بعنوان "مسألة تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد".
لقد اجتذب إصدار الكتاب الأبيض اهتماما عالميا واسع النطاق، حيث قال كثيرون إن الكتاب الأبيض حدد موقف وسياسات الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية لتعزيز إعادة التوحيد الوطني في العصر الجديد، وأظهر إرادة قوية وتصميما حازما على السعي نحو إعادة التوحيد الوطني، كما أظهر أن إعادة التوحيد السلمي لجانبي مضيق تايوان نعمة للمجتمع الدولي وللشعوب حول العالم.
-- إعادة التأكيد على أن تايوان جزء من الصين
قال مشاهد حسين سيد، رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الباكستاني، إنه يعتقد أن الكتاب الأبيض وضّح مسألة تايوان، مؤكدا أنه "قاطع وواضح للغاية".
ولفت إلى أن الكتاب الأبيض يتحدث عن التاريخ والحقائق القانونية، ويفسر كيف أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، قائلا "أعتقد أن الجميع سيقرأ الاستنتاج الصحيح من هذا الكتاب، لأنه يقوم على الحقائق وليس الخيال".
ومن جانبه، قال جوزيف سيراكوزا، المؤلف والأستاذ المساعد للتاريخ السياسي والدبلوماسية الدولية في جامعة كيرتن الأسترالية، إن الكتاب الأبيض الخاص بتايوان دليل مهم بشأن كيفية معالجة مسألة تايوان وحلها.
ومن وجهة نظره بصفته باحثا دبلوماسيا، أعرب سيراكوزا عن اعتقاده بأنه سيكون من المفيد للغاية للمجتمع الدولي، بشكل عام، وللغرب، بشكل خاص، فهم مسألة تايوان بشكل أفضل.
وقال أفتانديل أوتيناشفيلي، رئيس تحرير وكالة أنباء ((نيوزدآي)) الجورجية، إنه في ظل الوضع الدولي المعقد الحالي، قدم الكتاب الأبيض شرحا واضحا لسياسات الصين الرئيسية في دفع إعادة التوحيد الوطني.
وأضاف أنه من خلال الكتاب الأبيض، يمكن للعالم أن يشعر تماما بأقصى إخلاص للصين في سعيها من أجل إعادة التوحيد الوطني السلمي.
وأشار محمد سي بشير، الأستاذ بجامعة الجزائر، إلى أن الحكومة الصينية ملتزمة بشدة بالسياسة الأساسية لإعادة التوحيد السلمي و"دولة واحدة ونظامان" في حل مسألة تايوان، قائلا إنه أشاد بموقف الصين الذي يتسم بالوضوح والثبات.
وقال تانغ تشي مين، مدير دراسات الصين-الآسيان في معهد بانيابيوات للإدارة في بانكوك، إنه قرأ من خلال الكتاب الأبيض القيمة الأساسية للأمة الصينية المتمثلة في السعي إلى التوحيد ومعارضة الانفصال.
وأشار إلى أن التكامل والتنمية بين الجانبين عبر مضيق تايوان جعل المواطنين الصينيين أقرب إلى بعضهم البعض، مضيفا أن الكتاب الأبيض يسلط الضوء على تطلعات الصين الأصلية طويلة الأمد لإعادة التوحيد السلمي.
ومن جانبه، أعرب كوستانتينوس بت. كوستانتينوس، أستاذ السياسة العامة بجامعة أديس أبابا في إثيوبيا، عن إعجابه بالتأكيد على حماية سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها بحزم على النحو المنصوص عليه في الكتاب الأبيض.
وفي معرض إعرابه عن أمله في أن يتمكن الكتاب الأبيض من الوصول إلى نطاق أوسع من القراء، قال كوستانتينوس إن هذا سيساعدهم في فهم أفضل للتاريخ والوضع الراهن لمسألة تايوان، وسيساعد في القضاء على تحيز وسائل الإعلام الغربية بشأن المسألة.
-- مؤامرة الانفصاليين، التدخل الخارجي مآله الفشل
قال المعلق السياسي السنغافوري آنغ تيك سين إن هذا الكتاب الأبيض يشرح بوضوح وتفصيل السبب الجذري لمسألة تايوان ومسار التسوية المستقبلية للمسألة.
وأضاف أن بعض السياسيين الأمريكيين أرسلوا بشكل غير مسؤول إشارات خاطئة إلى القوى الانفصالية التي تسعى إلى ما يسمى "استقلال تايوان" وشجعوا سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني على السعي وراء ما يسمى "الاستقلال"، ما أدى إلى توترات في العلاقات عبر المضيق وهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وأشار المحلل السياسي التونسي الجمعي القاسمي إلى أنه من الواضح أن الولايات المتحدة وقوى خارجية أخرى تدخلت في مسألة تايوان، على أمل تحقيق استفادة لهم من هذه المسألة.
ومن وجهة نظر مشاهد حسين سيد، فإن نشر هذا الكتاب الأبيض في ظل الظروف الراهنة أمر له أهمية عظيمة.
وأشار إلى أن سبب زعزعة الاستقرار والاحتكاكات الحالية في مضيق تايوان يكمن في رغبة الولايات المتحدة وقوى خارجية أخرى في استخدام "ورقة تايوان".
وقال لويس ديلجادو، الباحث في مركز فنزويلا للدراسات المتقدمة في التنمية والاقتصادات الناشئة، إن سلسلة من السياسات المفيدة لتايوان، والتي اتخذتها الحكومة الصينية، وفرت العديد من وسائل الراحة للتبادلات الاقتصادية والتجارية عبر المضيق وعززت بشكل كبير التنمية الاقتصادية ورفاهية السكان في منطقة تايوان.
وعلى الرغم من ذلك، تتواطأ سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي مع قوى خارجية و"تسعى إلى الاستقلال من خلال الاعتماد على دعم أجنبي"، ما تسبب في توترات في العلاقات عبر المضيق.
وفي إشارة إلى الكتاب الأبيض الذي فضح وانتقد بعض القوى الخارجية لمحاولاتها "احتواء الصين من خلال استغلال مسألة تايوان" والأعمال الاستفزازية الخطيرة التي شجعت قوى ما يسمى "استقلال تايوان" الانفصالية، قال ضياء حلمي، الأمين العام لغرفة التجارة المصرية-الصينية في القاهرة، إن الولايات المتحدة وقوى خارجية أخرى سعت إلى إثارة التوترات بشكل صارخ واستفزازي، وحاولت استغلال مسألة تايوان لاحتواء التنمية الصينية.
وأضاف أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، ومحاولة تشجيع القوى الانفصالية الساعية إلى ما يسمى "استقلال تايوان" مآلها الفشل.
كما أدان المحلل السياسي الكرواتي برانيمير فيدماروفيتش الأعمال التي تحاول "استخدام تايوان لاحتواء الصين".
وقال إنه من الحماقة والخطر أن تشجع بعض القوى الغربية القوى الانفصالية، مضيفا أن الصين أظهرت ثقتها في تحقيق توحيد البلاد.
وأشار لي يه مينغ، نائب رئيس جمعية أبحاث تاريخ الحرب العالمية الثانية في سنغافورة، إلى أن العالم بأسره يمكن أن يرى بوضوح أن الجانب الأمريكي يسيء تفسير مبدأ صين واحدة باستمرار ويشوهه ويفرغه، ويستخدم وسائل مختلفة لدعم القوى الانفصالية التي تسعى إلى ما يسمى "استقلال تايوان".
وأضاف أن الكتاب الأبيض يظهر بوضوح تصميم الصين الراسخ على معارضة ما يسمى "استقلال تايوان" والتدخل الخارجي، وأن القضية الكبرى لإعادة توحيد الصين اتجاه تاريخي لا يقاوم.
وقال سودهيندرا كولكارني، الرئيس السابق لمؤسسة أوبزرفر للأبحاث ومقرها مومباي، إنه يعتقد اعتقادا راسخا أن الولايات المتحدة تخلق توترات في مضيق تايوان، وإنه يجب على الصين اتخاذ إجراءات مضادة، مضيفا أن النوايا الشريرة للولايات المتحدة مآلها الفشل، بينما لا يمكن وقف إعادة التوحيد الكامل للصين.
وأشار كافينس أدير، باحث العلاقات الدولية في كينيا، إلى أن منطقة تايوان تتمتع بعلاقات ودية وتقدمية ومفيدة مع البر الرئيسي الصيني منذ عقود، مضيفا أن هناك تكاملا اقتصاديا متزايدا وروابط ثقافية واجتماعية أوثق عبر مضيق تايوان.
-- إعادة التوحيد السلمي نعمة للعالم
وقالت آنا روزاريو ماليندوغ-أوي، نائبة رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية الفلبيني للقرن الآسيوي ومقره مانيلا، إن الصين تمارس ضبطا شديدا للنفس وأظهرت تعقلا في ظل الظروف الراهنة.
وأضافت أن التسوية السلمية لمسألة تايوان ستوفر أساسا سياسيا وبيئة آمنة للسلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وقال بالموكوندا ريجمي، الأستاذ في جامعة تريبهوفان في نيبال، إن الكتاب الأبيض يوضح مجددا سياسة الصين الأساسية لحل مسألة تايوان.
ونظرا للتجربة الناجحة في التاريخ، فإن الجميع لديهم سبب للاعتقاد بأن السياسة الأساسية لإعادة التوحيد السلمي و"دولة واحدة ونظامان" تساعد في الاستقرار والتنمية عبر مضيق تايوان.
وقالت بثينة شعبان، المستشارة الخاصة للرئاسة السورية، إن الشعب الصيني يتحدث بلغة الأخلاق ولغة المشاركة والتعاون بدلا من لغة الهيمنة.
ومن وجهة نظرها، فإن إعادة التوحيد السلمي تتمتع بمستقبل مشرق وتتوافق مع مصالح جميع أبناء الشعب الصيني.
وقال عبد العزيز الشعباني، الخبير السعودي في الشؤون الصينية، إن تحقيق إعادة التوحيد السلمي عبر المضيق نعمة ليس فقط للأمة الصينية وللشعب الصيني، بل للمجتمع الدولي والشعوب في جميع أنحاء العالم كذلك، وهي نتيجة يتطلع المجتمع الدولي لأن يراها.
وبالنسبة للمعلق السياسي السنغافوري آنغ، قال إن ما شعر به في الكتاب الأبيض هو موقف الصين وتوجهها بشأن مواصلة السعي من أجل إعادة التوحيد السلمي بأقصى قدر من الإخلاص والجهود.
وأضاف أن هذا موقف مسؤول تجاه سلام جميع الصينيين، من بينهم سكان تايوان، والشعوب في جميع أنحاء العالم، لافتا إلى أن الكتاب الأبيض حدد مستقبلا مشرقا لإعادة التوحيد السلمي وفقا لمبدأ "دولة واحدة ونظامان".