مقالة : احتضان الصين لأكبر سوق لتجارة الكربون في العالم يعكس التزامها البيئي

شانغهاي 17 يوليو 2022 (شينخوا) وصل إجمالي حجم التداول في السوق الوطنية لتجارة الكربون في الصين إلى 194 مليون طن، وذلك منذ إطلاقها قبل عام واحد، وفقا لإحصاءات أصدرتها بورصة شانغهاي للبيئة والطاقة يوم السبت الماضي.

وأشار خبراء إلى أنه من المتوقع أن تضم السوق، وهي الأكبر في العالم من حيث حجم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المشمولة، المزيد من الشركات من قطاعات كثيفة الانبعاثات، وأن تشهد تداولا متزايدا مع اتجاه الشركات لتحسين وعيها البيئي.

وتم إطلاق السوق الوطنية لتجارة الكربون في 16 يوليو عام 2021، بوصفها خطة هامة للصين لتقليل انبعاثاتها من الكربون وتحقيق هدفيها الخاصين بالانبعاثات -- حيث تهدف للوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 .

وتجارة الكربون هي عملية شراء وبيع رُخص إطلاق ثاني أكسيد الكربون وغازات احتباس حراري أخرى، وتقتصر على مُطلقين محددين لهذه الانبعاثات يتمتعون بهذه الحقوق.

وخلال مؤتمر الصين الدولي لتجارة الكربون الذي عقد يوم السبت الماضي في شانغهاي، قال نائب وزير الإيكولوجيا والبيئة تشاو يينغ مين، إنه على مدار العام الماضي شهدت سوق الكربون في الصين أداء سلسا بشكل عام مع زيادة طفيفة في أسعار التداول، مضيفا أن سعر الكربون افتُتح على 48 يوانا (7.1 دولار أمريكي) للطن في أول يوم للتداول، بينما بلغ مؤخرا حوالي 60 يوانا للطن.

وشملت السوق في العام الأول 2162 شركة لتوليد الكهرباء، تغطي حوالي 4.5 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. واختتمت السوق فترة الامتثال الأولى في يوم 31 ديسمبر عام 2021، مع معدل امتثال بلغ 99.5 بالمئة.

وبحسب الخطة العامة لوزارة الإيكولوجيا والبيئة، فإنه خلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2025 ستغطي السوق الوطنية لتجارة الكربون ثماني صناعات عالية الاستهلاك للطاقة، بما في ذلك توليد الكهرباء، والحديد والصلب، ومواد البناء، والمعادن غير الحديدية، والبتروكيماويات، والمواد الكيميائية، وإنتاج الورق، والطيران مع عدد إجمالي من الشركات الكبرى كثيفة الانبعاثات يبلغ نحو 8500 شركة.

وقال لاي شياو مينغ، رئيس بورصة شانغهاي للبيئة والطاقة، إنه من المتوقع أن تصبح السوق أيضا متعددة المستويات، بينما ستصبح آلية التسعير علمية ومعقولة على نحو أكبر مع نظام السوق القائم.

-- وعي بيئي متنامٍ

وقال منغ بينغ تشان، نائب مدير عام مؤسسة (ساينوكربون للابتكار والاستثمار): "إن التأثير الأكبر للسوق الوطنية لتجارة الكربون يكمن في تحسين الوعي بأهمية الحياد الكربوني بين الشركات عالية الانبعاثات ومديريها".

وأدت السوق الوطنية لتجارة الكربون إلى زيادة معاملات خفض الانبعاثات الصينية المعتمدة، مع قيام الشركات طواعية بخفض الانبعاثات من خلال سبل مثل التشجير أو استخدام تكنولوجيات الطاقة النظيفة.

وتشير إحصاءات بورصة شانغهاي للبيئة والطاقة إلى أنه في عام 2021، بلغ الحجم التراكمي لتداولات خفض الانبعاثات الصينية المعتمدة حوالي 170 مليون طن، بزيادة 1.7 ضعف مقارنة مع عام 2020.

وأوضح منغ أن "السعر المحدد في سوق الكربون يبعث بإشارة جلية مفادها أن الانبعاثات لها ثمنها، وأنه يجب وضعها في الحسبان"، مضيفا أن بعض الشركات تعتبر الانبعاثات المنخفضة على أنها أرباح.

وقال وو ون تشانغ، مدير عام (ستيل هوم)، وهي منصة إلكترونية للمعلومات التجارية لصناعة الصلب، إن أهداف الصين الخاصة بالكربون تعني إعادة تشكيل الصناعة، مضيفا أنه "في المستقبل، سيكون هناك مجال أرحب للتنمية بالنسبة لشركات الصلب التي يمكنها تحقيق انبعاثات منخفضة للغاية وإنتاج صديق للبيئة".

وتستكشف مجموعة (باو وو الصينية للصلب)، أكبر تكتل لصناعة الصلب في العالم، استخدام الهيدروجين لتزويد عملياتها المعدنية بالطاقة، وذلك في أحد مشاريعها الخضراء منخفضة الكربون.

وأكمل المشروع المرحلتين التجريبيتين الأولى والثانية. وستمثل المرحلة التجريبية الثالثة بداية الحصول على القدرة المخططة لتحقيق خفض بأكثر من 30 بالمئة للانبعاثات الكربونية.

وقال شن يي تشو، المدير التنفيذي لشركة (شوهي تك)، وهي مزود خدمات متعلقة بالكربون في صناعة البناء، إنه على الرغم من أن الصناعة لم يتم إدراجها بعد في السوق الوطنية لتجارة الكربون، إلا أن الشركات الرائدة في قطاع العقارات وسلسلة الإمداد الخاصة بتلك الصناعة عززت طلبها للحلول منخفضة الكربون على مدار العام المنصرم.

وبحسب شركة (تيانيانتشا)، وهي مزود معلومات خاصة بالشركات، فإن هناك أكثر من 9800 شركة تقدم خدمات ذات صلة بالكربون في الصين، بينها أكثر من 1800 شركة تأسست خلال الـ12 شهرا الماضية. وهناك أكثر من 800 من هذه الشركات تأسست خلال العام الجاري، بزيادة بنسبة 19.4 بالمئة على أساس سنوي.