رئيس البرلمان الليبي يدعو حكومة باشاغا إلى مباشرة عملها من سرت

طرابلس 31 مايو 2022 (شينخوا) دعا رئيس مجلس النواب (البرلمان) الليبي عقيلة صالح اليوم (الثلاثاء) حكومة فتحي باشاغا إلى بدء أعمالها من مدينة سرت الساحلية، وتقديم الميزانية العامة للدولة للعام 2022 لمجلس النواب خلال الأيام المقبلة.

جاء ذلك خلال اجتماع صالح مع باشاغا وعدد من الوزراء في مدينة سرت شرق طرابلس، وفق المركز الإعلامي لرئاسة مجلس النواب.

وأكد صالح أنه "لا يجوز لمصرف ليبيا المركزي صرف الأموال دون قانون الميزانية العامة"، داعيا إلى "ضمان توزيع إيرادات الدولة بعدالة وشفافية".

وقال إن "المصرف المركزي يجب أن يدار من قبل مجلس الإدارة وليس المحافظ منفردا"، داعيا إلى "وضع رقابة فعالة على جميع الثروات، والعمل على إيقاف إهدار المال العام".

وطالب النائب العام بـ"تحريك دعوى ضد من سولت له نفسه أو تسول له التعدي على مقدرات الشعب الليبي".

وأكد صالح أن "العمل جار على صياغة دستور جديد للبلاد، حيث سيعرض على الشعب للاستفتاء عليه، وصولا إلى انتخابات شاملة في أقرب وقت ممكن".

وشدد على "إنهاء الانقسام عبر التداول السلمي للسلطة، محذرا من أن الاقتتال بات مرفوضا في ظل وجود حلول سياسية تمكن من إجراء الانتخابات في أقرب وقت وإزالة الأسباب التي حالت دون إجرائها".

وفي فبراير الماضي اعتمد مجلس النواب الليبي خارطة طريق جديدة في البلاد تقوم على إجراء الانتخابات في موعد أقصاه 14 شهرا، وإجراء تعديل على مشروع الدستور وعرضه للاستفتاء، إلى جانب إعادة هيكلة المفوضية الوطنية للانتخابات، واختيار حكومة جديدة، والعمل على تذليل العقبات أمام إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وبموجب خارطة الطريق، اختار مجلس النواب، فتحي باشاغا رئيسا جديدا للحكومة لقيادة المرحلة السياسية المنبثقة عن خارطة الطريق وصولا إلى الانتخابات العامة.

وقال باشاغا في كلمته خلال الاجتماع، إن حكومته "ستباشر أعمالها من مدينة سرت"، مؤكدا أنها "ملتزمة تماما بممارسة اختصاصاتها ومباشرة أعمالها دون الالتجاء للعنف ضد أي خصم سياسي"، بحسب المكتب الإعلامي للحكومة.

وأكد باشاغا أن "الحكومة الليبية سعت بكل ما أوتيت من قوة للعمل على تقديم مقترح للميزانية العامة للدولة مراعية فيها الترشيد في الإنفاق".

وأضاف باشاغا "قررنا الدخول إلى طرابلس العاصمة بالطرق السلمية ودون استخدام أي قوة عسكرية إطلاقا، ولكن وجدنا الحكومة منتهية الولاية لا يهمها دماء الليبيين ولا تعير لأمن العاصمة وعصمة الدماء أي أهمية، وتم التحريض والتصعيد العسكري" على حد تعبيره.

وكانت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب برئاسة باشاغا، أعلنت منذ أسبوعين دخولها إلى العاصمة طرابلس "استعدادا لمباشرة أعمالها منها"، قبل أن تعلن المغادرة إثر اشتباكات مسلحة.

وجاءت مغادرة حكومة باشاغا بعد اشتباكات استمرت لساعات بين مجموعات مسلحة مؤيدة له وأخرى مناهضة انتهت بتوقف الاشتباكات وعودة الهدوء للعاصمة.

وعانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، قبل توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر من العام 2020، وتولى سلطة تنفيذية موحدة إدارة أمور البلاد في فبراير 2021.