أفاد موقع وكالة أنباء سبوتنيك الروسية مؤخرًا أن الصين قامت ببناء أكبر بنية تحتية لشبكة النطاق العريض في العالم وأكبر شبكة مستقلة 5G في العالم، تغطي جميع المدن فوق مستوى المحافظة في مختلف أنحاء البلاد.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الصين قد أطلقت خطة بنية تحتية جديدة واسعة النطاق، وأنها ستضاعف العمل على زيادة الاستثمار في البنية التحتية للمعلومات الجديدة مثل الحوسبة السحابية، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والجيل الخامس والإنترنت الصناعية، في إطار خطة طموحة للبنية التحتية الجديدة تصل تقدّر بتريليونات اليوانات.
البنية التحتية الجديدة ليست مشروعًا إنشائيًا قصير الأجل يعتمد فقط على الاستثمار لدفع النمو الاقتصادي، ولكنه أساس جديد لدعم التنمية المستقبلية للنظام الاجتماعي والاقتصادي البشري. وخلال العامين الماضيين، ابتكرت الصين عدة نماذج جديدة لتطوير البنية التحتية، وعملت على زيادة الاستثمار فيها.
تمامًا مثل النفط والمعادن في العصر الصناعي، تعد البيانات مصدر اللثروة، وعاملًا مهمًا للإنتاج بالنسبة للمجتمع البشري في المستقبل. لكننا ما زلنا إلى الآن نفتقر إلى البنية التحتية الكافية لتفعيل امكانيات هذا العامل الإنتاجي. وتشهد البنية التحتية الجديدة تقدما سريعا في مجال إنترنت الأشياء ونقل وتخزين البيانات، وأجرت العديد من المحاولات في مكتبات الخوارزميات وتبادل البيانات ومنصات البيانات الصناعية. وستعمل البنية التحتية الجديدة في المستقبل على تسريع عملية توفير الموارد ورسملة البيانات والاستفادة منها.
وتساعد البنية التحتية الجديدة على إعادة تشكيل القواعد الأساسية لمختلف الصناعات، وتشكّل أساس التحول الرقمي لجميع مناحي الحياة. حيث ستدفع البنية التحتية الجديدة المجتمع إلى التحول نحو العالم الرقمي وتشكيل أنماط جديدة للحياة والإنتاج والحوكمة الاجتماعية. كما ستخضع الزراعة والصناعة والخدمات أيضًا لتغييرات ثورية.
من جهة أخرى، ستسهم البنية التحتية الجديدة في بناء سوق وطنية موحدة، وتشكيل شبكة موارد تجمع ورأس المال والتكنولوجيا والموهبة والبيانات والنقل والطاقة، وتحسين جودة التنمية الاقتصادية في الصين بشكل كامل.
ومن المتوقع أيضا أن تدفع البنية التحتية الجديدة نحو إصلاح نظام وآلية الابتكار العلمي والتكنولوجي، وتحقيق الاعتماد الذاتي علميًا وتكنولوجيًا.
وتواجه البنية التحتية الجديدة في الصين في الوقت الحالي فرص تنمية غير مسبوقة. فمن منظور البيئة الخارجية، تسبب وباء كوفيد-19 في حدوث تغييرات كبيرة في السلسلة الصناعية العالمية وسلسلة التوريد. وفي ظل مثل هذا العصر من التغيرات الصناعية الكبرى، آن الأوان لإنشاء البنية التحتية المستقبلية. أما من منظور البيئة الداخلية، فإن تجاوز حجم الاقتصاد الصيني مستوى 110 تريليون يوان، وتحول التنمية نحو الرقمنة والصناعة منخفضة الكربون، يهيئان الظروف اللازمة لتطوير البنية التحتية الجديدة. وتتمتع الصين بمزايا البيانات الضخمة ووفرة التطبيقات، مما يمهد أسسا متينة لاستكمال تطوير البنية التحتية الجديدة.