غزة / رام الله 15 مايو 2022 (شينخوا) أحيا الفلسطينيون اليوم (الأحد) الذكرى الرابعة والسبعين "للنكبة"، بالتزامن مع توترات وتصعيد مع إسرائيل.
وشارك الآلاف في مظاهرات وفعاليات في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدين على التمسك بحق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 ورفض "ازدواجية المعايير" الدولية لحل القضية الفلسطيني.
ففي غزة، تجمع مئات الفلسطينيين في تظاهرة دعت لها الفصائل الفلسطينية جابت شوارع المدينة، وصولا إلى مقر الأمم المتحدة لإحياء الذكرى تحت عنوان "عودتنا حتمية والقدس عاصمة فلسطين الأبدية".
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد على حق العودة ومفاتيح رمزية لمنازلهم القديمة، فيما جرى إطلاق بالونات في سماء المنطقة تحمل أسماء قرى ومدن هجروا منها.
وقال القيادي بالجبهة الشعبية القيادة العامة لؤي القريوتي، في كلمة الفصائل إن الشعب الفلسطيني ما زال متمسكا بحق العودة والثوابت الوطنية وسيتصدون لكافة المخططات الإسرائيلية، وكافة مشاريع التوطين والتهجير، مشددا على أن "حق العودة هو حق فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم".
ودعا القريوتي إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية المبنية على الشراكة الحقيقية والمتمسكة بالحقوق والثوابت والتي يجمع عليها الشعب الفلسطيني.
وأقيمت معارض فنية وثقافية وتراثية وحملات إلكترونية إحياء للذكرى.
وفي الضفة الغربية نظم وسط مدينة رام الله تظاهرة مركزية بدعوة من اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية تخللها صفارات الحداد وصمت لمدة 74 ثانية، عدد أعوام النكبة.
وانطلقت التظاهرة من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، في رام الله إلى "دوار المنارة"، بمشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والفصائل الفلسطينية.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء ومفاتيح حديدية وخشبية، بالإضافة إلى لافتات كتبت باللغتين العربية والانجليزية، منها "حق العودة خط أحمر لا يمكن تجاوزه" و"كفى 74 عاما من ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية" و"طالت نكبتنا واقتربت عودتنا".
وقال اشتية للصحفيين على هامش التظاهرة إن الأمم المتحدة مطالبة بتنفيذ قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية من بينها حق العودة للاجئين الفلسطينيين والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية.
وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى وجود أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني ينتظرون حق العودة، مشددا على أنه "لا سلام ولا استقرار دون إحقاق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني".
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين فيها أحمد أبو هولي، في كلمة خلال المهرجان "كفى 74 عاما من الظلم والكيل بمكالين، معتبرا النكبة الفلسطينية "جريمة لا يمكن أن تسقط بالتقادم".
وأكد أبو هولي على رفض اللاجئين في كافة أماكن تواجدهم "القبول بالتوطين أو بالوطن البديل والحلول المجتزأة".
ودعا إلى إنهاء الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية باعتبارها أقصر الطرق لبناء الدولة الفلسطينية.
من جهته، أكد نائب رئيس حركة (فتح) محمود العالول، في كلمة على مواصلة النضال من أجل الحرية والاستقلال، مشددًا على أنه "لا يمكن أن نقبل أي شيء إلا حريتنا واستقلالنا وحقوق شعبنا كاملة غير منقوصة".
كما جرى تنظيم فعاليات وندوات في مدن أخرى من الضفة الغربية وداخل المدارس والجامعات لإحياء الذكرى، فيما فتحت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الفلسطينية موجات مفتوحة استمرت عدة ساعات.
وتزامن إحياء ذكرى النكبة مع إعلان وفاة الناشط الفلسطيني داوود الزبيدي البالغ من العمر (43 عاما) متأثرا بجروح في بطنه أصيب بها الجمعة خلال عملية اقتحام للقوات الإسرائيلية لمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، قتل فيها ضابط إسرائيلي وأصيب 13 فلسطينيا.
في هذه الأثناء، ألقى شبان فلسطينيون الحجارة وأشعلوا اطارات السيارات البالية عند مناطق التماس مع قوات الجيش الإسرائيلي.
وقال شهود عيان إن القوات الاسرائيلية أطلقت الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط والقنابل الغازية لتفريقهم مما أسفر عن إصابة عدد منهم.
إلى ذلك أطلقت أكثر من 100 مؤسسة أهلية في الضفة وغزة أوسع حملة توقيع بعنوان "نداء العودة" لمساندة حقوق الشعب الفلسطيني.
ودعت المؤسسات إلى تنفيذ القرار الأممي (194) القاضي بعودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم، وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم، مطالبة الأمم المتحدة بمحاسبة إسرائيل على "جرائمها"، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني إلى حين إنهاء الاحتلال وتمكينه من ممارسة تقرير مصيره.
ويحيي الفلسطينيون في 15 من مايو كل عام ذكرى "النكبة" التي جرت عام 1948 حيث طرد ونزح من الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل حوالي 957 ألف فلسطيني، أي ما نسبته 66 في المائة من إجمالي الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في (فلسطين التاريخية).
وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية عام 2020، 6.4 مليون لاجئ ، بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بمناسبة الذكرى.
وذكر التقرير الذي تلقت (شينخوا) نسخة منه أن 28.4 % من اللاجئين يعيشون في 58 مخيما رسميا تابعا للأونروا، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن و9 في سوريا و12 في لبنان و19 في الضفة الغربية و8 في قطاع غزة.
وأفاد التقرير بأن هذه التقديرات تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، بالإشارة إلى وجود لاجئين غير مسجلين، مضيفا أن العدد لا يشمل من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949، حتى عشية حرب 1967.
وبلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2021 حوالي 14 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو عشر مرات منذ أحداث نكبة 1948، بحسب التقرير.