غزة 23 ابريل 2022 (شينخوا) لاقى قرار إسرائيل منع عمال وتجار غزة من دخول أراضيها صباح اليوم (السبت) ردا على إطلاق قذائف صاروخية من القطاع، تنديدا ورفضا من قبل أوساط وفصائل فلسطينية.
واعتبر رئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين في غزة سامي العمصي الخطوة الإسرائيلية بحق العمال والتجار بمثابة "عقاب جماعي" كونه يحرم 12 ألف عامل يخرجون يوميا للعمل في إسرائيل من قوت يومهم.
وقال العمصي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القرار الإسرائيلي سيؤثر على الاقتصاد الفلسطيني "الهش" في القطاع المحاصر منذ 15 عاما خاصة مع اقتراب حلول عيد الفطر وحاجة تلك العائلات لتلبية متطلباتهم الأساسية.
وأضاف أن القرار يكشف حقيقة أن السلطات الإسرائيلية لم تكن معنية بالتخفيف من واقع العمال في غزة ولا اقتصادهم كما كان يروج للأطراف العربية والدولية، معتبرا ذلك خرقا لتفاهمات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي.
ودعا رئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين الوسطاء للضغط على إسرائيل "لإبعاد العمال عن مخططاتها العنصرية بحق الشعب الفلسطيني، باعتبارهم يخرجون لأجل لقمة العيش وقوت أطفالهم".
وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية غسان عليان في بيان، إن معبر (بيت حانون/ إيرز) بين إسرائيل وقطاع غزة والمخصص لحركة الأفراد سيكون مغلقا يوم غد الأحد أمام العمال والتجار فقط في أعقاب إطلاق الصواريخ من غزة الليلة الماضية.
وأضاف عليان أن المعبر سيبقى يستقبل دخول الحالات الإنسانية وغيرها، مشيرا إلى أن قرار إعادة فتح المعبر أمام العمال والتجار سيتم دراسته وفقا لتقييم الأوضاع الأمنية والعسكرية.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم القرار الإسرائيلي بحق العمال والتجار أحد أشكال "العدوان التي لا يمكن القبول بها".
وقال قاسم للصحفيين في غزة إن القرار هدفه تشكيل حالة ضغط شعبي على المقاومة الفلسطينية ولن ينجح، مؤكدا أن "سياسة العقاب الجماعي دائما أثبتت فشلها" بحق الشعب الفلسطيني.
من جهته اعتبر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر أن منع العمال والتجار من الخروج عبر إغلاق المعبر يهدف إلى "تشديد الحصار" المفروض على القطاع منذ صيف 2007.
وحذر مزهر في تصريح لـ ((شينخوا)) من أن الإجراءات الإسرائيلية حال استمرارها أو مضاعفتها سيكون للفصائل الفلسطينية موقف تجاهها، مؤكدا على الرفض الفلسطيني المطلق للقبول بتجديد الحصار وخنق الشعب الفلسطيني في غزة.
ودعا مزهر السلطات الإسرائيلية إلى إعادة "حساباتها" في إجراءاتها ورفع الحصار المفروض على القطاع، مطالبا المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته تجاه الضغط على إسرائيل للتراجع عن إجراءاتها "الظالمة" بحق غزة.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه بالقوة في عام 2007، وبجانب ذلك شنت إسرائيل عدة عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد القطاع كان آخرها في مايو من العام الماضي استمرت 11 يوما وأدت لمقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 شخصا في إسرائيل.
وأدت السنوات المتتالية للحصار الإسرائيلي إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم بحسب عدة تقارير للبنك الدولي.
وفي السياق ذاته، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن الشعب الفلسطيني "لن يسمح للسلطات الإسرائيلية بمساومته أو ابتزازه أو تجويعه"، مشددة على مواصلة نضاله بكل الأساليب والأدوات المتاحة حتى إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما لاقى القرار الإسرائيلي حالة من الغضب والسخط من قبل نشطاء فلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) واعتبروه في إطار "العقاب الجماعي" كون شريحة العمال تبحث عن قوت يومها ولا علاقة لها بما يجري.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الليلة الماضية إطلاق نشطاء فلسطينيين 3 قذائف صاروخية محلية الصنع من غزة تجاه البلدات الإسرائيلية على دفعتين، مشيرا إلى سقوط قذيفتين قرب السياج الأمني وأخرى داخل القطاع.
وقال الجيش في بيان إنه "تم تفعيل الإنذارات في تطبيق الجبهة الداخلية فقط وفق المطلوب دون تفعيل صافرات الإنذار"، فيما لم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن الإطلاق.
وعلى غير العادة لم يقم الجيش الإسرائيلي بالرد على إطلاق القذائف بقصف مواقع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع منذ عام 2007.
ويمثل إغلاق المعبر أمام نحو 12 ألف تاجر وعامل يدخلون إلى إسرائيل خطوة مفاجئة لسكان القطاع الذين يعيشون وضعا اقتصاديا صعبا، بحسب مراقبين فلسطينيين.
ويتوقع المراقبون تدخل الوسطاء الذين توصلوا إلى تفاهمات تهدئة عقب جولة التوتر الأخيرة في مايو الماضي بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل، وتكثيف اتصالاتهم مع كافة الأطراف خشية من تدهور الأوضاع بعد القرار الإسرائيلي الجديد.
وفي السياق ذاته، أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة بأن قرار وقف دخول العمال من غزة "خطوة غير مسبوقة" بالرد اقتصاديا بدلا من توجيه ضربة عسكرية ضد أهداف لحماس، مشيرة إلى أن الخطوة مؤقتة للضغط على قادة حماس.
وأطلقت خلال الأيام الماضية قذائف صاروخية محلية الصنع من القطاع على إسرائيل بعد عدة أشهر من الهدوء، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع تتبع للجناح العسكري لحماس.
وجاءت التطورات وسط تصاعد التوتر في مدينة القدس بين الفلسطينيين وإسرائيل، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية المسلحة من خطورة استمرار الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والأحياء الفلسطينية في شرق المدينة المقدسة.