بكين 16 أبريل 2022 (شينخوا) يقضي المواطنون في الدول العربية شهر رمضان في ظل جائحة كوفيد-19 للسنة الثالثة على التوالي. وبفضل التطعيم واسع النطاق، أصبح بإمكانهم مواجهة الجائحة هذا العام بطمأنينة أكبر، حيث يلعب اللقاح الصيني دورا هاما في هذا الصدد.
في مكافحة فيروس كورونا، ساعدت الدول العربية والصين بعضهما البعض وعملتا معا باعتبارهما شريكين إستراتيجيين، وكتبتا فصلا جديدا في الصداقة الصينية-العربية. وشهد التعاون الصيني العربي في مكافحة الوباء مستمرا في التعمق، وخاصة أن التعاون بين الجانبين في مجال اللقاحات يشهد العديد من النقاط المضيئة.
فلم يتوقف الأمر على توالي إيصال شحنات من المساعدات المتضمنة للقاحات صينية ومستلزمات طبية ووقائية وإرسال وفود طبية، وإنما شمل أيضا التعاون مع عدد من الدول العربية مثل مصر والإمارات والجزائر في إنتاج لقاحات صينية، وذلك في مسعى حثيث للوقوف إلى جانب الدول العربية في مكافحة الجائحة.
كما أشار عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في يوليو الماضي إلى أنه في مواجهة التفشي المفاجئ لجائحة كوفيد-19، ساعدت الصين والدول العربية بعضها البعض، وقدمت مثالا جيدا يحتذى به في مكافحة الجائحة بشكل مشترك، وفتحت مجالات جديدة للتعاون متبادل المنفعة، مضيفا أن الصين تبرعت وصدرت أكثر من 72 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 إلى 17 دولة عربية وجامعة الدول العربية.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية هذا العام، قدمت الصين أيضا دفعات من اللقاحات الى عدة دول عربية ومنها سوريا وتونس. واُستخدمت اللقاحات الصينية على نطاق واسع في حملات التطعيم التي أطلقت في الدول العربية.
وعلى وجه الخصوص، تعد الصين أول دولة تتبرع بأكبر عدد من اللقاحات كهبة للجزائر، وفقا لما قاله السفير الصيني بالجزائر في كلمة حصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منها في سبتمبر العام الماضي.
فقد قال الدكتور مجدي بدران، أستاذ علم الفيروسات وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن "اللقاحات هي الأمل الوحيد للحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه"، لافتا إلى أن أهم عوامل نجاح اللقاح تكمن في كونه آمنا وفعالا ورخيصا ومتوفرا، وكلها موجودة بقوة في اللقاحات الصينية.
وفي نفس الإطار، ذكر البروفيسور بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين وعضو لجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا، في مقابلة أجرتها معه ((شينخوا)) مؤخرا لدى حديثه عن اللقاح الصيني أن الجزائر تبنته وتستعمله بصفة فريدة من نوعها، مشيرا إلى أنه في إطار التعاون مع الصين لاستعمال لقاح سينوفاك، لقي هذا اللقاح قبولا لدى الجزائريين، ويُستخدم للوقاية المستمرة من كوفيد-19 في الجزائر.
أما المواطن الجزائري فيصل (22 عاما) فأوضح أنه لا شك في أن لقاح سينوفاك الصيني ساهم كثيرا في تراجع عدد الإصابات في الجزائر حيث لم يعد يسجل إلا 5 حالات يوميا وإن هذا التراجع مستمر، قائلا "قبل وصول اللقاح، كنا نرى الكثير من الإصابات، وكثير من الناس في المستشفيات، لذلك ساهم اللقاح في تقليل الإصابات".
وشاطره الرأي المواطن كمال (56 عاما)، حيث لفت إلى أنه "في الفترة الأولى كان اللقاح صينيا. واللقاح الذي حظي بشعبية كبيرة في الجزائر وكان له مفعول كبير هو اللقاح الصيني، وأنا أحد الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح"، مضيفا "لم يعد فيروس كورونا كما كان في السابق، وانخفضت الإصابات بدرجة كبيرة ولم تعد بالشدة نفسها".
وشوهد نفس الترحيب باللقاحات الصينية في العراق، حيث قال بهاء الحديثي (52 عاما)، الموظف بوزارة الثقافة العراقية، لـ((شينخوا)) "نلاحظ خلال ظهور جائحة كورونا أن المواطن العراقي كان متجها دائما إلى اللقاح الصيني وذلك لثقته بهذا اللقاح، وكانت مساهمة الحكومة الصينية في هذا الجانب لها الأثر الكبير في الحد من أعداد الإصابات في العراق".
وعبر العراقي مهند عباس (58 عاما) عن شكره للصين، قائلا إن اللقاح الصيني أثبت جدارته بالنسبة للمواطن العراقي الذي تعاطى اللقاح "وأنا أحد الذين أخذوا اللقاح".
وفي وقت سابق، أعرب حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، عن تقديره لحرص الصين على تقديم المساعدات الطبية، مشددا على أن الدعم الطبي الصيني سيعزز بشكل فعال من قدرات الدول العربية في مكافحة الوباء.
بالإضافة إلى الدول العربية، قدمت الصين إجمالا أكثر من ملياري جرعة من لقاحات كوفيد-19 إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية حتى نهاية ديسمبر الماضي، حسبما أشار عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
كما صرح ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي للتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، وهو شراكة عالمية للقاحات، بأن "الصين قدمت بالفعل مساهمات هائلة للجهود العالمية من خلال تطويرها السريع لعدد من اللقاحات، ومن خلال مشاركتها تلك اللقاحات على الصعيد العالمي".