مبعوث صيني يحذر من تداعيات العقوبات العشوائية بشأن الصراع في أوكرانيا

الأمم المتحدة 29 مارس 2022 (شينخوا) حذر مبعوث صيني يوم الثلاثاء من أن العقوبات العشوائية المفروضة على خلفية الصراع في أوكرانيا سوف تؤدي إلى مشاكل إنسانية جديدة.

وقال داي بينغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا "لقد أصابت العقوبات الشاملة والعشوائية والمتصاعدة بشكل مستمر أسواق الطاقة والغذاء والاقتصاد والتجارة والمال في العالم، وسوف تستمر على هذا النحو، مما سيؤثر على حياة الناس وسبل عيشهم ويؤدي إلى ظهور مشاكل إنسانية جديدة".

وأشار إلى أن الدول النامية التي تشكل غالبية دول العالم ليست طرفا في هذا الصراع، ولا ينبغي جرها إلى المواجهة وإجبارها على تجرع تداعيات الاشتباكات الجيوسياسية والسجال بين القوى الكبرى.

وأوضح داي أن الأمن الغذائي العالمي يتعرض في الوقت الحالي لتحديات خطيرة، الأمر الذي يتطلب الاهتمام اللازم، مضيفا أن العقوبات والحصار الاقتصادي سيؤديان إلى تفاقم نقص المواد الغذائية وتشوهات الأسعار بشكل مصطنع، والمزيد من الاضطراب في إنتاج المواد الغذائية وسلسلة الإمدادات الغذائية في جميع أنحاء العالم، ورفع أسعار المواد الغذائية وفرض أعباء على البلدان النامية.

وقال "ندعو إلى تنسيق دولي معزز لتحقيق الاستقرار في الإمدادات الغذائية وأسعار المواد الغذائية، وتجنب قيود التصدير غير المبررة، والحفاظ على عمل الأسواق بطريقة مستقرة، وضمان الأمن الغذائي العالمي".

في الوقت نفسه، دعا داي الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة التجارة العالمية والوكالات الأخرى إلى المساهمة بنشاط في تنسيق إنتاج الغذاء والتجارة بين البلدان ومساعدة البلدان النامية في التغلب على الصدمات.

وقال إنه مع استمرار الصراع في أوكرانيا، فإن حماية أرواح المدنيين وتلبية احتياجاتهم الإنسانية بفاعلية يعد أمرا لا بد منه. وتدعو الصين إلى احترام القانون الإنساني الدولي لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وحماية المنشآت المدنية، وتوفير ممر آمن للإجلاء وإيصال المساعدات الإنسانية، وضمان الامداد المستمر بالضروريات الأساسية، مطالبا أيضا بتعزيز حماية الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال.

وحذر من المزيد من الضرر قدما في حال استمرار الأزمة وتصاعدها، مؤكدا أن هذا وضع لا يخدم مصلحة أي طرف، مبينا أن الطريقة الأكثر حسما باتجاه وقف إطلاق النار لإنهاء الأعمال العدائية تكمن في الحوار والتفاوض.

وفي هذا الصدد، دعا داي المجتمع الدولي إلى تشجيع ودعم المفاوضات المباشرة المستمرة بين روسيا وأوكرانيا حتى تحقيق نتيجة إيجابية وإعادة السلام.

وقال إن الأمن مسألة لا تقبل القسمة. والسعي إلى الأمن المطلق من خلال تأليب كتلة ضد أخرى يعد بمثابة وصفة لانعدام الأمن، داعيا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي أيضا إلى الدخول في حوار مع روسيا، واستيعاب المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الأطراف، وبناء هيكل أمني إقليمي متوازن وفعال ومستدام، متعهدا بأن الصين ستواصل العمل من أجل تخفيف الوضع وحل الأزمة والقيام بدور بناء.