يقوم عاملان خارج أحد المناجم في مقاطعة منغوليا الداخلية بتصحيح أخطاء في شبكة الجيل الخامس لخدمة التشغيل غير المأهول لشاحنات تفريغ التعدين الكبيرة. مصدر الصورة: شركة تشاينا موبايل فرع منغوليا الداخلية. |
في إحدى منصات إنتاج النفط في حقل شنغلي التابع للشركة الصينية للبيتروكيماويات "سينوبك"، التي تحتوي على 35 بئرًا و14 عاملا، ويبلغ حجم الإنتاج اليومي حوالي 230 طنًا من النفط الخام، يمكن للفني رؤية المنصة بأكملها من خلال مراقبة شاشة كبيرة وبمساعدة 12 كاميرا كروية عالية الدقة، حتى انه يمكن رؤية التفاصيل مثل البراغي الموجودة على بئر النفط بوضوح من خلال التكبير. ويتم تحديث البيانات المختلفة التي تعكس إنتاج آبار النفط مثل ضغط فوهة كل بئر ودرجة الحرارة وقدرة إنتاجه واستهلاك الطاقة في حينه باستعمال الكمبيوتر.
قال يوان ليانغ المسؤول عن الإنتاج وعن الصيانة لهذه المنصة: لقد كان يتم جمع هذه البيانات يدويًا وكان على عمال النفط إحضار المعدات وقراءة العدادات من وقت لآخر. أما الآن، بنقرة واحدة على فأرة الحاسوب، يمكن رؤية المؤشرات المختلفة بوضوح. مضيفا: "من خلال عرض البيانات، يمكننا في الحين معرفة حالة إنتاج بئر النفط سواء كانت هناك مشاكل متعلقة بتسرب المضخة أو عدم كفاية ضخ النفط إلى غير ذلك من المشاكل الأخرى. "
في عصر الاقتصاد الرقمي المزدهر في عصرنا الحالي، بدأت رقمنة الطاقة تتغلغل رويدا رويدا في طرق الإنتاج الصناعي. تشير رقمنة الطاقة إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية لبناء نظام طاقة حديث أكثر كفاءة ونظافة واقتصادًا، بهدف تحسين سلامة وإنتاجية واستدامة نظام الطاقة.
لا تكمن أهمية رقمنة الطاقة في تحرير الناس من العمل اليدوي الشاق فحسب، بل تكمن أيضًا في تحقيق العديد من الفوائد للمؤسسات. في ظل هدف الدولة الرامي لخفض الكربون، سيصبح دور الرقمنة والتحول الذكي في مجال الطاقة بارزا بصورة أكبر.
يمكن أن تساعد التقنيات الرقمية صناعة الطاقة في تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة. على سبيل المثال استنادًا إلى منتجات الاستشعار البصري ومحركات الخوارزمية، ساعدت شركة هواوي في بناء خدمات ذكية لفحص خطوط أنابيب النفط والغاز، مما يجعل دقة تحديد حصول أي خطر يهدد خط الأنابيب تصل إلى 97٪، مما يحسن بشكل شامل سلامة خطوط الأنابيب وجودة الإدارة، ويقلل من تكاليف التشغيل والصيانة ويسرع التحول الرقمي لصناعة النفط والغاز.
قال ليو ون تشيانغ نائب رئيس معهد أبحاث تنمية صناعة المعلومات الإلكترونية الصينية: “تلعب التكنولوجيا الرقمية دورًا مهمًا في استراتيجية ثورة الطاقة، وقد أصبحت القوة الدافعة وراء تحول صناعة الطاقة. حيث يعمل التطوير المتكامل للحوسبة السحابية والإنترنت المحمول والبيانات الضخمة وتقنية البلوكتشان وتقنية الجيل الخامس على تغيير طريقة إنتاج الطاقة وتشغيلها ونقلها. إذ أنه من خلال التمكين الرقمي يمكن تحسين كفاءة الإدارة والإنتاج مما يساعد على تعزيز التحول الأخضر ومنخفض الكربون".
تستخدم مدينة هانغتشو التكنولوجيا الرقمية لدمج 4 أنواع من بيانات الطاقة لكل من الكهرباء والغاز والنفط والفحم، بالإضافة إلى معلومات استهلاك الطاقة لشركات المراقبة الرئيسية وذلك للتحكم بدقة في استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون. يعتقد تسن كهفا، الأستاذ في كلية هندسة الطاقة بجامعة تشجيانغ أن التقنيات الرقمية والذكية ستعزز تحول جانب الإنتاج وخلق نموذج إنتاج أخضر جديد وهذا هو اتجاه التطوير المستقبلي.
أصدر مجلس الدولة الصيني مؤخرًا "الخطة الخمسية الرابعة عشرة لتطوير الاقتصاد الرقمي"، والتي تقترح تسريع التحول الرقمي لقطاع الطاقة وتعزيز الترقية الرقمية للمرافق المتعلقة بإنتاج الطاقة والنقل والتخزين والمبيعات والاستخدام، وتنفيذ البناء الرقمي وتحويل المعدات والمرافق المتعلقة بالعمليات التكنولوجية في مناجم الفحم وحقول النفط والغاز وشبكات أنابيب النفط والغاز ومحطات الطاقة وشبكات الكهرباء واحتياطيات النفط والغاز إلى غير ذلك من المجالات والمعدات والمرافق.
وأشار الخبراء إلى أنه في جميع جوانب صناعة الطاقة مثل الإنتاج والنقل والبيع بالتجزئة والاستهلاك، أصبحت الحاجة إلى الرقمنة أكثر إلحاحًا. في ظل التصميم عالي المستوى والتخطيط الشامل على المستوى الوطني، ستتحرك رقمنة الطاقة تدريجياً نحو التنمية الدقيقة.