القاهرة 19 مارس 2022 (شينخوا) أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم (السبت) تفاصيل اكتشاف خمس مقابر أثرية في حالة جيدة من الحفظ تخص موظفين كبار في عصر الدولة القديمة، الذي يعود إلى أكثر من 4000 عام، وذلك في جبانة سقارة بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة.
وصرح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر مصطفى وزيري، لوكالة أنباء (شينخوا) خلال جولة في موقع المقابر المكتشفة، بأن بعثة أثرية مصرية اكتشفت خمس مقابر منقوشة الجدران في سقارة، بها العديد من الدفنات واللقى الأثرية.
وتقع منطقة سقارة، المدرجة على قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو، على بعد قرابة 15 كيلو متراً جنوب أهرامات الجيزة، وتشتهر بهرم زوسر المدرّج، وهو أول هرم شيد في العصر الفرعوني، وبناه المهندس أمحتب في العام 2700 قبل الميلاد.
وتعد هذه المنطقة، التي اشتقت اسمها غالبا من "سُكر"، وهو أحد آلهة الموت لدى المصريين القدماء، بمثابة متحف مفتوح حيث إنها الجبانة الوحيدة فى مصر كلها التى تضم بين جنباتها مقابر منذ بداية التاريخ الفرعوني وحتى نهايته، كما تضم آثارا من العصرين اليونانى والروماني.
وأضاف وزيري أن المقابر الخمس اكتشفت في جنوب سقارة، بالقرب من هرم الملك مرنرع، الذي اكتشفه عالم المصريات الألماني ليبسيوس في العام 1840، دون أن يستكمل الحفائر.
وتابع المسؤول المصري أن عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو استكمل في العام 1881 الحفائر الخاصة بالهرم، وذكر أن هناك مقبرة على بعد 100 متر من الهرم، ثم توقف.
وأردف أن "أحدا لم يلمس هذا المكان منذ العام 1881"، قبل أن يضيف أنه "الأول من سبتمبر 2021 استأنفنا الحفائر التي أسفرت عن اكتشاف المقابر الخمس".
وتحتوي المقابر المكتشفة على مقتنيات تعود إلى نهاية عصر الدولة القديمة الذي امتد من 2686 إلى 2181 قبل الميلاد، وبداية عصر الفترة الانتقالية الأولى الممتدة من 2181 إلى 2055 قبل الميلاد.
وقال وزيري إن إحدى المقابر تعود لرجل دولة كبير يدعى "إيري"، وتتكون من بئر تؤدي إلى حجرة دفن ذات جدران منحوتة بالعديد من المشاهد الجنائزية.
ورجح أن تخص المقبرة الأخرى، وهي عبارة عن بئر مستطيلة الشكل، زوجة رجل يدعى "يارت"، فيما تخص المقبرة الثالثة شخصا يدعى "ببي نفر حفايي"، وكان يشغل عدة مناصب في الدولة من بينها الكاهن.
بينما تعود المقبرة الرابعة لامرأة تدعى "بيتي"، وهي كاهنة حتحور، إلهة الحب والجمال والموسيقى والرقص والخصوبة والمتعة في تلك الحقبة.
وأوضح وزيري أن المقبرة الخامسة تعود لشخص يدعى "حنو"، الذي يحمل عدة ألقاب منها حامل الأختام الملكية، ونوه بأن "جودة نقوش وألوان هذه المقبرة في منتهى الروعة والجمال".
ويعلو هذه المقبرة "نيشة" من الطوب اللبن، كان يوضع بها "كل ما لذ وطاب"، بحسب وزيري، الذي أكد أن هذه المقبرة تعكس ازدياد نفوذ حكام الأقاليم في نهاية عصر الدولة القديمة.
وعثر داخل هذه المقبرة على تماثيل خشبية في حالة رائعة، وأواني رمزية من البازلت والألباستر تسمى "الزيوت السبعة" الخاصة بعمليات التحنيط.
واكتشفت هذه المقابر بعثة مصرية خالصة تابعة لوزارة السياحة والآثار، وتعمل في سقارة لأول مرة منذ سبتمبر من العام 2021، بحسب مدير منطقة آثار سقارة محمد يوسف.
وأضاف يوسف لوكالة أنباء (شينخوا) أن أهمية هذا الكشف الذي يعود إلى عصر الأسرة السادسة الفرعونية تكمن في قرب المقابر المكتشفة من المقابر الملكية، مما يدل على أن أصحاب المقابر كانوا مقربين من الملك.
وتابع "لقد وجدنا أوسمة منحها الملك لأصحاب تلك المقابر"، مشيرا إلى أن البعثة ستواصل أعمال التنقيب في الموقع لكشف المزيد من أسراره.
وأكد أن "المقابر في حالة جيدة من الحفظ، ولم تمس منذ آلاف السنين"، موضحا أن فريق العمل أجرى العديد من المسوحات الأثرية حتى تم اكتشاف أول مقبرة.
وكانت مصر أعلنت في أكتوبر 2020 اكتشاف 59 تابوتا خشبيا ملونا في سقارة، بداخلها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ، تخص مجموعة من الكهنة وكبار رجال الدولة في عصر الأسرة الـ 26.
وضمت الاكتشافات الأخيرة في سقارة مقبرتين من عصر الأسرة الخامسة للكاهن المطهر "واحتي"، والمشرف علي القصر الملكي "خوي"، وعدد من المقابر الخاصة بالقطط.