تعليق: لا يمكن الحكم على بلد أنه ديمقراطي أم لا إلا من قبل شعبه

الديمقراطية هي السعي الجميل والقيمة المشتركة للبشرية جمعاء، وهي أيضًا حق خاص بشعوب جميع البلدان. خلال عملية سعيها نحو تحقيق الديمقراطية، استكشفت دول العالم أشكالًا مختلفة لتحقيق الديمقراطية، وطوّرت بشكل مشترك حضارة سياسية إنسانية. أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن أشكال تحقيق الديمقراطية غنية ومتنوعة، ولا يمكن الالتزام الصارم بنموذج واحد، ناهيك عن الحديث عن وجود معيار عالمي واحد فقط للحكم.

إن تحديد ما إذا كانت الدولة ديمقراطية أم لا، وما إذا كانت ديمقراطية حقيقية وجيدة أم لا، فهذا يعتمد على ما إذا كان الناس هم سادة البلاد. ليس يعتمد ذلك على ما إذا كان للناس الحق في التصويت فحسب، وعلى ما إذا كان للناس الحق في المشاركة على نطاق واسع؛ ليس فقط يعتمد ذلك على الوعود الشفوية التي حصل عليها الأشخاص أثناء العملية الانتخابية، وإنما مدى الوفاء بهذه الوعود بعد الانتخابات؛ وليس يعتمد ذلك على ما ينص عليه النظام والقوانين فقط، وتعتمد أيضًا على ما إذا كانت هذه الأنظمة والقوانين يتم تنفيذها حقًا أم لا؛ وما إذا كانت القواعد والإجراءات الخاصة بتشغيل السلطة ديمقراطية أم لا، والأهم من ذلك، ما إذا كانت السلطة خاضعة للإشراف الفعلي ومقيدة من قبل الناس أم لا.

الديمقراطية ليست مسألة شكلية، ولا تستخدم للزينة، بل تستخدم لحل المشاكل التي يحتاج الناس لحلها. إن الديمقراطية الشعبية في الصين لا تحتوي فقط على نظام وإجراءات كاملة، ولكن لديها أيضًا ممارسة تشاركية كاملة. يتمتع الناس بحقوق سياسية ديمقراطية واسعة يكفلها الدستور والقوانين، ولا يشاركون في إدارة شؤون الدولة والشؤون الاجتماعية فحسب، ولكن أيضًا في إدارة المشاريع الاقتصادية والثقافية؛ فهم لا يشاركون فقط في استشارة الآراء والاقتراحات بشأن التصميم رفيع المستوى للتنمية الوطنية، ولكن أيضًا في إدارة الشؤون العامة المحلية. من الانتخابات الديمقراطية والمشاورات الديمقراطية إلى صنع القرار الديمقراطي والإدارة الديمقراطية والإشراف الديمقراطي، كل حلقة لها ممارسات ديمقراطية ثرية.

ترتبط الديمقراطية ارتباطًا وثيقًا بالحكم الوطني. يتفاعل تطوير الديمقراطية والحكم الوطني ويعززان بعضهما البعض، حيث يجب أن تؤدي الديمقراطية الجيدة إلى تحقيق الحكم الرشيد وتعزيز التنمية الوطنية والتقدم الاجتماعي. إن تحديد ما إذا كان بلد ما ديمقراطيًا أم لا، وتحديد كيفية تحقيق ذلك بشكل أفضل، لا يمكن الحكم عليه إلا من قبل شعبه.

يمكن للديمقراطية الشعبية للعملية برمتها في الصين أن تنظم العلاقات السياسية للبلد بشكل فعال، وتحقق التنسيق والوحدة بين إرادة ومصالح جميع الأطراف، وتحفيز حماس ومبادرة وإبداع الشعب، وتشكيل ميزة مؤسسية لتركيز الجهود على الشؤون الرئيسية. لقد استغرقت الصين عدة عقود لإكمال عملية التصنيع التي مرت بها البلدان المتقدمة منذ مئات السنين، وبينما حققت الصين تنمية اقتصادية سريعة، حافظت على استقرار اجتماعي طويل الأمد. إن الديمقراطية الشعبية الصينية هي واحدة من "السرّين" بالنسبة للصين لتحقيق معجزتي التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد، وهما أمران نادران في العالم. تظهر الإحصاءات أنه في السنوات الأخيرة، ظل رضا الشعب الصيني عن الحكومة الصينية أعلى من 90٪ كل عام. إن الحكم الوطني الجيد والفعال يعزز باستمرار إحساس الناس بالربح والسعادة والأمن.

فقط من خلال التجذر في أرض البلاد، واختيار شكل ديمقراطي يتوافق مع التنمية الفعلية للبلد وفقًا لخصائصه الخاصة، يمكن أن يكون الأكثر موثوقية وفعالية. عند التعامل مع الديمقراطية في بلدان أخرى، يمكننا التعلم منها ولكن لا يمكننا تقليدها. لطالما حمل الحزب الشيوعي الصيني عالياً راية الديمقراطية الشعبية، واتحد وقاد الشعب الصيني لتصميم الديمقراطية وتطويرها على أساس ظروفهم الوطنية، وفقًا لخصائص الصين والظروف الفعلية للصين، واتباع طريق التنمية الديمقراطية التي تتناسب مع الظروف الوطنية بثبات.

لقد أثبتت الحقائق أن طريق الصين إلى الديمقراطية قد نجح وسار بشكل جيد. لا تسعى الصين إلى تصدير نموذجها الديمقراطي الخاص بها، ولا تقبل أي محاولة من قبل قوى خارجية لتغيير النموذج المؤسسي الصيني. تعزز الصين بحزم إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، وتدعم البلدان في اختيار طريقها الخاص للتطور الديمقراطي بشكل مستقل، وتدعم البلدان في الدفاع عن حقوقها الديمقراطية المشروعة، وتوفر المزيد من الفرص للعالم من خلال تنميتها، وتعزز تطوير الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدلاً وإنصافًا.