رام الله 10 فبراير 2022 (شينخوا) أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم (الخميس) رفض الجانب الفلسطيني القبول بأي حال من الأحوال استمرار الوضع الحالي الذي تحاول إسرائيل من خلاله تكريس "احتلالها وممارساتها العنصرية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967.
وشدد عباس لدى لقائه في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، على أهمية تدخل المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وألمانيا لما لها وزن سياسي كبير للضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها التي تدمر حل الدولتين وتقوض جهود السلام.
وأطلع عباس، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، بيربوك على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ونتائج جلسة المجلس المركزي وأهمية القرارات التي اتخذها المجلس لحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن شكره لألمانيا على دعمها للشعب الفلسطيني من أجل بناء المؤسسات والبنية التحتية في الدولة الفلسطينية، مؤكدا حرص دولة فلسطين على تعزيز علاقات الصداقة مع ألمانيا لما فيه مصلحة للشعبين الصديقين الألماني والفلسطيني.
بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية على التزام بلادها بدعم السلام وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومواصلة الدعم الاقتصادي لدعم الشعب الفلسطيني، بحسب الوكالة الفلسطينية .
وتعد هذه الزيارة الأولى للوزيرة الألمانية إلى الأراضي الفلسطينية، علما أنها التقت في وقت سابق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وبحثا التحديات الأمنية والإقليمية.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن فلسطين تعول على الدور الألماني الفاعل والمؤثر، داعيا ألمانيا لاستعمال علاقاتها مع إسرائيل لإقناعها بالعدول عن موقفها بشأن العودة للمفاوضات والالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة معها.
وأكد المالكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألمانية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله التزام فلسطين بالقانون الدولي وبالشرعية الدولية، وأن ما تريده الوصول إلى سلام عبر الوسائل السلمية ومن خلال المفاوضات والرفض بشكل قاطع استعمال العنف.
وأشار إلى أن المشكلة القائمة حاليا مع الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يترأسها نفتالي بينيت الذي يرفض الجلوس مع الرئيس عباس ولأنها ترفض مبدأ حل الدولتين وترفض مبدأ التفاوض مع الجانب الفلسطيني وتؤكد على حقها في المزيد من البناء الاستيطاني خارج القانون الدولي.
بدورها، أكدت بيربوك موقف بلادها الرافض للتوسع الاستيطاني وسياسة هدم المنازل وتشريد الفلسطينيين، داعية إلى تقوية وتعزيز المؤسسات الفلسطينية للوصول إلى هدف بناء الدولتين عن طريق المفاوضات.
وقالت الوزيرة الألمانية إن حل الدولتين "الخيار الأفضل كي يستطيع الفلسطينيون والإسرائيليون أن يعيشوا جنبا إلى جنب في سلام وأمن، مشيرة إلى أن اللقاءات مع القيادة الفلسطينية بحثت "الطيف الواسع للعلاقات الثنائية بين البلدين وعن عملية السلام في الشرق الأوسط".
وتابعت أنه "دون أمل لا يمكن أن يكون هناك استقرار ولكي يكون هناك أمل نحن لا نحتاج فقط إلى عملية اقتصادية، لكننا نحتاج إلى عملية سياسية ومجددا ما تحدثنا عنه بشكل مشترك".
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.
من جهته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، ألمانيا لتحريك المياه الراكدة في العملية السياسية من خلال الاعتراف بدولة فلسطين من منطلق الإيمان بحل الدولتين والحفاظ عليه من التلاشي.
واعتبر اشتية في لقاء منفصل مع الوزيرة الألمانية في مكتبه بمدينة رام الله أن نجاح عملية السلام بحاجة إلى مرجعيات واضحة متفق عليها وإجراءات لبناء الثقة بين كافة الأطراف، ووسيط نزيه لعملية السلام، بالإضافة إلى إطار زمني واضح متفق عليه.