نيويورك 6 فبراير 2022 (شينخوا) تتسبب موجة انتشار كوفيد-19 المستعرة الناجمة عن تفشي متغير أوميكرون بالمزيد من الوفيات والإصابات في الولايات المتحدة مع مرور كل يوم، مما يغرق البلاد التي ضربها الفيروس في عمق مستنقع الوباء.
ومع استمرار مسبب المرض المميت في إحداث فوضى في البلاد، وما ينجم عنها من استنزاف للمستشفيات، ونقص في العمالة، فضلا عن عدد قليل من الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى، توقع الإعلام الأمريكي وخبراء الصحة الأمريكيون حدوث سيناريو أكثر إثارة للشفقة بكثير في فبراير الحالي.
-- "لحظة مربكة"
ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) يوم الجمعة أن "طفرة أوميكرون جلبت معها موجة قوية وسريعة من الوفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن نسبة الوفيات إلى عدد السكان في البلاد لا تزال تتجاوز ما يُسجل في الدول المتقدمة الأخرى، وهو انعكاس للمقاومة الواسعة النطاق للقاحات والمعززات في الولايات المتحدة.
في الوقت الحالي، يموت أكثر من 2600 أمريكي من جراء كوفيد-19 كل يوم في جميع أنحاء البلاد، وهو معدل ينذر بالخطر ارتفع بنسبة 30 في المائة في الأسبوعين الماضيين. وفي جميع أنحاء البلاد، أودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من 900 ألف شخص، في أعلى حصيلة وفيات حتى الآن في دولة واحدة في العالم.
ووفقا لصحيفة ((نيويورك تايمز))، فإن الأمريكيين يمرون "بلحظة مربكة في الوباء".
وفي حين أن عدد الإصابات الجديدة وحالات الاستشفاء آخذ في الانخفاض، فإن "الوفيات لا تزال تتصاعد والتهديد الناجم عن الفيروس يتحرك، في الوقت الراهن، في عمق خلفية الحياة اليومية للعديد من الأمريكيين"، كما أوردت الصحيفة.
-- كابوس فبراير
ونقلت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) يوم السبت عن تريفور بيدفورد، عالم الفيروسات بمركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، قوله إن واحدا من كل خمسة أمريكيين تقريبا أصيب بمتغير أوميكرون بحلول ذروة منتصف يناير، وهو رقم قد يتضاعف بحلول الوقت الذي تنتهي فيه الطفرة في منتصف فبراير.
ونشر عالم الفيروسات تغريدة على موقع التدوين المصغر (تويتر) قال فيها إن "إصابة (ما يصل إلى) 40 في المائة من السكان بمسبب مرض واحد في غضون 8 أسابيع أمر لافت للنظر".
وأوضح التقرير أنه ليس كل من يصاب يشعر بالمرض، ولكن حتى لو شعر 5 في المائة فقط من المصابين بالمرض، فإن هذه الأرقام لا تزال كبيرة للغاية، محذرا من صورة كئيبة لمعركة البلاد ضد كوفيد-19.
وأشارت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) إلى أنه "في حين أن الإصابات بمتغير أوميكرون قد بلغت ذروتها في العديد من الأماكن، فمن المرجح أن يشهد فبراير أعداد حالات مماثلة نظرا لأن المتغير لا يزال ينتشر قبل أن يهدأ تفشيه، مما ينجم عنه نقص في العمالة من المستشفيات إلى المصانع وتحفيز للنقاش حول القيود التي فرضت بسبب كوفيد-19"، مضيفة أن "حجم وسرعة انتشار متغير أوميكرون يجعلانه مماثلا فقط لوباء الأنفلونزا 1918-1919".
-- دقة الاختبارات
مع إطلاق الحكومة الفدرالية برنامجا لإرسال اختبارات كوفيد-19 المنزلية المجانية إلى الأمريكيين الذين يسجلون عبر الموقع الإلكتروني "COVIDTests.gov"، تم طلب مليار اختبار للتوزيع عبر هيئة البريد الأمريكية. ومع ذلك، فإن الطقس البارد المستمر في معظم أنحاء البلاد قد يكون عاملا سلبيا.
وتوصي معظم الشركات التجارية المنتجة لاختبارات كوفيد-19 المنزلية بتخزين الاختبارات فوق 35 درجة فهرنهايت (حوالي 1.67 درجة مئوية). ونقلت صحيفة ((يو إس إيه توداي)) عن سيندي برينس، وهي عالمة متخصصة بأوبئة الأمراض المعدية بجامعة فلوريدا، قولها إن الكاشف السائل داخل الخرطوشة الذي يأتي مع الاختبارات المنزلية معرض للتجمد، وإذا حدث ذلك، فإن دقة النتائج تنخفض.
فيما قال جيفري بايرد، رئيس قسم الطب المختبري وعلم الأمراض في كلية الطب في جامعة واشنطن، إنه إذا بقي الاختبار في الخارج لبضع ساعات، فهناك احتمالات بأن الاختبار على ما يرام، وإن لم يكن دقيقا كما كان من قبل. وإذا بقي الاختبار في صندوق البريد لمدة يوم أو أكثر، فمن الأفضل استخدام اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي آر) بدلا من ذلك، أو طلب اختبار آخر.
-- تحديث المبادئ التوجيهية
على الرغم من كل احتمالات الوباء، تخطط المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لتحديث مبادئها التوجيهية في 7 فبراير لبعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لتلقي جرعة معززة من لقاح كوفيد-19 بعد ثلاثة أشهر من الانتهاء من السلسلة الأولية من لقاح فايزر-بيو إنتيك أو موديرنا بدلا من الفترة الحالية البالغة خمسة أشهر.
وفي يوم الجمعة، قامت الوكالة بتحديث المبادئ التوجيهية الخاصة بأقنعة الوجه، مشيرة إلى أن ارتداء أقنعة جراحية يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بنسبة 66 في المائة، وأن أقنعة "إن95" و"كيه إن95" عالية الجودة ستوفر فرصا أكبر بكثير لتجنب العدوى.
ومع ذلك، فقد مثل ارتداء أقنعة الوجه نقطة خلاف للتصادم حولها في البلاد منذ الأيام الأولى للوباء. وحتى الآن، ما زال هناك بعض الناس الذين يرفضون ارتداء أقنعة الوجه اعتقادا منهم بأن مسبب المرض غير ضار.