أصدرت وزارة العدل الأمريكية بيانًا مؤخرًا جاء فيه أن 1.1 مليون برميل من النفط الإيراني التي استولت عليها البحرية الأمريكية سابقًا من أربع ناقلات ترفع علمًا أجنبيًا في بحر العرب تم بيعها من قبل الحكومة الأمريكية مقابل 26.68 مليون دولار. كما صرحت وزارة العدل الأمريكية أن هذه واحدة من أكبر عملية "مصادرة الأسلحة والنفط الإيراني" في تاريخ الحكومة الأمريكية، وستواصل استخدام "جميع الوسائل المتاحة" في المستقبل لمهاجمة أي شخص "يحاول إيذاء الولايات المتحدة وحلفاؤها". وعلقت بعض وسائل الإعلام بأن الولايات المتحدة استخدمت بشكل متكرر أساليب التنمر لمصادرة المواد من دول أخرى في الخارج، مما كشف تمامًا منطق هيمنتها والعقلية الأنانية لإعطاء الأولوية لمصالحها الخاصة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تبيع فيها الحكومة الأمريكية النفط الخام الإيراني المُصادر علانية. وفقًا لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية وتقارير إعلامية أخرى، احتجزت الولايات المتحدة في فبراير 2021، ناقلة النفط أكيلياس التي ترفع علم ليبيريا خارج ميناء الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة وصادرت حوالي مليوني برميل من النفط الخام على متنها. وذكرت الولايات المتحدة أن الشاحن حاول إخفاء ملكية هذه الدفعة من النفط الخام ووصفتها بأنها "نفط البصرة الخام الخفيف" المنتج في العراق، واعتقدت الولايات المتحدة أن هذه الدفعة من النفط الخام مرتبطة بفيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني ومنذ أن صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على أنه "منظمة إرهابية" في عام 2019، تصادر الولايات المتحدة النفط الخام وفقًا لـ"قانون مكافحة الإرهاب" المحلي. وقال التقرير إن الولايات المتحدة أعادت "أكيلياس" إلى هيوستن وباعت نحو مليوني برميل من النفط بسعر 110 ملايين دولار، ويتولى حالياً طرف ثالث إدارة هذا المبلغ. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اعتراض الولايات المتحدة للنفط الخام بـ "القرصنة"، متهماً إياها بـ "المخزي جداً أن تقوم الولايات المتحدة بهذا السلوك تحت ذرائع واهية". مؤكداً، أن النفط الخام المصادر يعود إلى القطاع الخاص الإيراني.
أفادت وكالة أنباء مهر الإيرانية أنه في نوفمبر 2021، نجح الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في إحباط محاولة سرقة ناقلة نفط إيرانية عملاقة في خليج عمان من قبل الولايات المتحدة. وقد كانت الأخيرة قد صادرت في ذلك الوقت ناقلة نفط تحمل نفطًا إيرانيًا في المياه وخططت لتوجيه الناقلة إلى جهة مجهولة. واستعادت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني الناقلة ووجهتها إلى المياه الإقليمية الإيرانية.
كما تعرضت الولايات المتحدة لسرقة النفط من سوريا واعتراض الوقود المرسل إلى فنزويلا. وفي سبتمبر 2020، عبرت 30 ناقلة نفط أميركية محملة بالنفط السوري الحدود من سوريا إلى العراق. وأشارت وكالة الأنباء السورية إلى أن النفط سرقته الولايات المتحدة. كما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء أن الجيش الأمريكي مد خط أنابيب إلى العراق و "يسرق" النفط السوري بشكل أساسي كل يوم". وقال وزير البترول والثروة المعدنية السوري بسام طعمة، إن 90٪ من موارد النفط السورية الآن في أيدي الولايات المتحدة وحلفائها، مضيفاً أن "الولايات المتحدة وحلفاءها يستهدفون ثروتنا النفطية وناقلاتنا مثل القراصنة".
ذكرت وزارة العدل الأمريكية في أغسطس 2020، أن الولايات المتحدة اعترضت أربع ناقلات نفط تحمل وقودًا إيرانيًا إلى فنزويلا و "صادرت" ما يقرب من 1.12 مليون برميل من الوقود على الناقلات. وأظهر تقرير من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن هذه الدفعة من الوقود "تم استيرادها" إلى الولايات المتحدة في أكتوبر من ذلك العام. وبحسب التقارير، تم بيع هذه الدفعة من الوقود مقابل 40 مليون دولار أمريكي. وانتقد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بشدة الخطوة الأمريكية، قائلاً:" إن الولايات المتحدة اعترضت ناقلات نفط تنقل الوقود إلى فنزويلا في وقت كانت الأخيرة تعاني من نقص في البنزين، "هذه جريمة عار وقرصنة". "
قال حميد وفاء، مدير مركز الدراسات الآسيوية بجامعة طهران بإيران، إن بعض المعلقين يعتقدون أن السياسة الخارجية لإدارة بايدن ستكون بعيدة عن تكتيكات إدارة ترامب، لكن موقف واشنطن يظهر أن مشاكل الولايات المتحدة ليست مشاكل السياسيين الأفراد، وإنما مشكلة " نظرة هذا البلد للعالم". وقد دعا المجتمع الدولي إلى الاهتمام بالقرصنة الأمريكية والقيام بدور فعال من خلال القنوات الدولية ذات الصلة لمنع حدوث مثل هذه الانتهاكات. وعلقت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية أن الولايات المتحدة تواصل القرصنة المباشرة على العالم الخارجي في محاولة لفرض تغيير النظام في دول أخرى. وهذا يدل على أن واشنطن لا تهتم بالكارثة الإنسانية التي تسببها أفعالها. وإن العقوبات والحصار والقرصنة لن تحقق النتائج المرجوة، بل على العكس من ذلك سوف تضر بالأبرياء فقط.