غوتيريش يناشد قادة لبنان العمل معا لحل أزمات بلدهم

بيروت 21 ديسمبر 2021 (شينخوا) ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء اليوم (الثلاثاء) القادة السياسيين اللبنانيين للعمل معا لحل أزمات بلدهم كما ناشد المجتمع الدولي المضي قدما في تعزيز دعمه للبنان.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها غوتيريش خلال مؤتمر صحفي حول زيارته إلى بيروت.

وأعرب عن أسفه لمعاناة لبنان ومواجهة شعبه تحديات هائلة مبديا قلقه البالغ من تأثير الأزمة الاقتصادية والمالية على البلاد، التي تتسبب بعوز المزيد من الناس إلى المساعدة الإنسانية.

ويعاني لبنان منذ العام 2019 من أزمات سياسية ومالية واقتصادية وصحية ومن تدهور معيشي متصاعد وانهيار الليرة اللبنانية وتآكل المداخيل والمدخرات إضافة إلى تصاعد البطالة والفقر وتراجع قدرات اللبنانيين الشرائية مع ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.

ورأى انه "بالنظر إلى معاناة الشعب اللبناني، لا يحق للقادة اللبنانيين أن يكونوا منقسمين وأن يشلوا البلد".

ومنذ 13 أكتوبر الماضي لم تجتمع الحكومة اللبنانية بسبب خلافات حول قرارات المحقق العدلي بقضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار باستدعاء وزراء ونواب للتحقيق وإصدار مذكرات توقيف بحق اثنين منهم .

ويطالب وزراء "حزب الله" و"حركة أمل" الشيعيين و"تيار المردة" المسيحي بتنحية البيطار بعد اتهامه بـ"تسييس" التحقيق، داعين لتطبيق الدستور بعدم اخضاع الوزراء والنواب للقضاء العدلي ولكن لمحاسبتهم أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

وقال غوتيريش "يتوقع الناس من قادتهم السياسيين أن يستمعوا إلى حاجاتهم وأن يعملوا على تحسين الاقتصاد، بما في ذلك من خلال حكومة ومؤسسات دولة فاعلة، وعبر مكافحة الفساد بشكل فعال".

ودعا القادة السياسيين اللبنانيين لتنفيذ إصلاحات تلبي مطالب الشعب اللبناني في سبيل تحقيق المزيد من الرفاه والمساءلة والحماية والشفافية من أجل إعطاء الأمل بمستقبل أفضل.

وشدد على "ضرورة السماح بالبدء السريع بالمفاوضات الرسمية لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي من دون وضع المزيد من العوائق".

واعتبر أن أهالي ضحايا الانفجار الذي أودى بأرواح أكثر من 200 شخص من 12 دولة في مرفأ بيروت "يستحقون معرفة أجوبة على ما حصل، والعدالة لا يمكن إحقاقها، إلا من خلال تحقيق نزيه وشامل وشفاف".

ورأى أن إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في الربيع المقبل سيشكل فرصة أساسية للناس لإسماع أصواتهم.

وأشار إلى زيارته لمقر قيادة اليونيفيل، مشددا على أهمية التزام الأطراف بتنفيذ القرار 1701 بالكامل والحفاظ على وقف الأعمال العدائية عبر (الخط الأزرق) بين لبنان واسرائيل .

ولفت إلى "أهمية الحد من التوترات بين الطرفين فالصواريخ التي أطلقت من الأراضي اللبنانية والردود التي أتت من إسرائيل في وقت سابق من هذا العام، تذكرنا بالمخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين".

وأضاف "قد يكون لسوء التقدير أو سوء التفاهم عواقب وخيمة والانتهاكات أيضا غير مقبولة".

وشدد على أن استمرار الدعم الدولي للقوات المسلحة اللبنانية أمر ضروري لاستقرار لبنان، داعيا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على مواصلة دعمها للبنان وزيادته، لافتا إلى أن خطة الأمم المتحدة للاستجابة للشؤون الإنسانية ممولة بنسبة 11 % فقط على الرغم من الوضع الدراماتيكي للشعب اللبناني والاقتصاد اللبناني".

وكان غوتيريش قد اجتمع في وقت سابق اليوم مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، وأشاد بحسب بيان لقيادة الجيش بـ "أداء المؤسسة العسكرية في حفظ الأمن والاستقرار في ظل الأزمة الصعبة التي تمر بها البلاد"، مشددا على "دعم الأمم المتحدة للجيش اللبناني، الذي هو العمود الفقري لاستقرار لبنان".

يذكر أن غوتيريش كان قد وصل الى لبنان بعد ظهر (الأحد) الماضي في زيارة تستمر حتى يوم غد (الأربعاء) وأجرى خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين ومع القادة الروحيين ومجموعات من ممثلي المجتمع المدني وزار مدينتي طرابلس وصور بشمال وجنوب البلاد، كما تفقد قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل).