ميقاتى يدعو لتفعيل الحكومة اللبنانية وتعاون الأطراف الحكومية

بيروت 17 نوفمبر 2021 (شينخوا) دعا رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم (الأربعاء) إلى تفعيل عمل الحكومة، معتبرا أن الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية الخانقة تقتضي تعاون الجميع.

ولاتزال جلسات الحكومة معلقة بعد تأجيل اجتماع كان مقرر انعقاده في 13 أكتوبر الماضي إلى أجل غير مسمى بسبب إصرار الوزراء المقربين من "حزب الله" و"حركة أمل" الشيعيين على أن يبحث المجلس التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وتنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار بعد اتهامه بـ"تسييس" التحقيق.

وشدد ميقاتي خلال اجتماع في مقر رئاسة الوزراء ، بحسب بيان صدر عن مكتبه ، على القيام بالمعالجات المطلوبة والتعاون مع البرلمان لإقرار الخطوات الأساسية في إطار التعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وسائر الهيئات الدولية المختصة.

وأشار إلى أن الاجتماعات الوزارية وورش العمل قائمة لإنجاز الملفات المطلوبة وتسيير عجلة الإدارة ، "لكن الأساس يبقى في معاودة جلسات مجلس الوزراء بدءا بالخطوات المطلوبة لحل الخلاف المستجد مع دول الخليج".

وكانت أزمة دبلوماسية قد اندلعت بين لبنان ودول خليجية إثر بث مقابلة متلفزة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي في أواخر أكتوبر الماضي كانت سجلت قبل أسابيع من تعيينه وزيرا في 10 سبتمبر الماضي.

وقال قرداحي في المقابلة إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي منذ سنوات" ، وهو التصريح الذي اعتبرته السعودية "مسيئا"،

واعقب ذلك اعلان السعودية في 29 أكتوبر الماضي، سحب سفيرها من لبنان ومغادرة السفير اللبناني إلى بلاده، وحظر دخول الواردات اللبنانية إلى المملكة احتجاجا على تصريحات قرداحي.

وفي خطوة مماثلة أعلنت البحرين أنها طلبت من السفير اللبناني لديها مغادرة البلاد، قبل أن تحذو الكويت والإمارات حذو السعودية في 30 أكتوبر الماضي، إضافة إلى استدعاء اليمن لسفيرها في بيروت في 2 نوفمبر الجاري.

وشدد ميقاتي على أن "الاتصالات مستمرة لإيجاد حل يعتمد الأسس الدستورية والقانونية"، معبرا عن أمله في استئناف جلسات مجلس الوزراء في أسرع وقت، وأن يقتنع الجميع بأن الحوار كفيل وحده بحل الخلافات والإشكالات، بعيدا عن رفع السقوف".

وقال إن النهوض الاقتصادي يعتبر مسؤولية وطنية شاملة يجب أن يتعاون الجميع في تحملها، مشددا على أن "الاستقرار السياسي والتعاون بين مختلف المكونات الوطنية أمر أساسي ويوازي بأهميته المعالجات والخطط الاقتصادية ".

ورأى " أن الازمات التي نمر بها لن نجد لها مخرجا إلا من خلال الحوار الصادق والمسؤول (..) بعيدا عن الاستئثار أو الهيمنة أو التسلط"، مؤكدا أن "الأولوية للمحافظة على وطننا وكياننا ووحدتنا الوطنية ومعالجة الأوضاع الصعبة التي نمر بها، وتسقط محاولات إزكاء الفتنة التي شهدناها أخيرا وتم وأدها بوعي وحكمة ".

ودعا إلى "تعاون الجميع للحفاظ على مقومات الدولة ومؤسساتها أمنيا وسياسيا،على أن يكون القانون والقضاء فيها هما الصدارة والمرجعية"، لافتا أن "المعالجات الظرفية يمكن أن توفر بعض الحلول ، لكنها لا تؤمن الحل الشامل المطلوب".

ومنذ العام 2019 يعيش لبنان حالة من التوترات المستمرة وسط أزمة اقتصادية ومالية هي الأسوأ في تاريخه أدت لانهيار العملة المحلية وارتفاع معدل الفقر مع تفاقم البطالة والتضخم وتآكل المداخيل والمدخرات وتراجع قدرات اللبنانيين الشرائية وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار مع شح في الأدوية وحليب الأطفال.