تعليق: مضيق تايوان ليس مضيق تسوغارو، وإضفاء الشرعية على مرور السفن الأمريكية الضار أمر مستحيل

تساءلت وسائل الإعلام الغربية بشكل استفزازي خلال المؤتمر الصحفي الاعتيادي لوزارة الخارجية الصينية يوم 20 أكتوبر الجاري، أنه مرت السفن الحربية الصينية والروسية عبر مضيق تسوغارو بين جزيرتين يابانيتين يوم 19 أكتوبر، وكيف تختلف عن السفن الحربية الأجنبية التي تبحر عبر مضيق تايوان. فأدلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية برد رسمي على الفور.

لقد قدم السياسيون والقادة العسكريون الأمريكيون بالفعل حججًا واهية بمنطق منحرف. لكن مراسلي وسائل الإعلام الغربية يتظاهرون بالجهل أيضًا، ويقارنون الوضع المختلف تمامًا بين مضيق تسوغارو ومضيق تايوان. وإنهم يحاولون تقديم دعم الرأي العام للولايات المتحدة في شد السفن الحربية الحليفة للتباهي بالقوة في مضيق تايوان.

وهذا يدل على فساد وسائل الإعلام الغربية.

بالطبع، يختلف الوضع في مضيق تسوغارو اختلافًا جوهريًا عن الوضع في مضيق تايوان. وكما هو معروف للجميع، يقع مضيق تسوغارو بين هونشو وهوكايدو في اليابان، ويتراوح عرضه بين 24 و40 كيلومترًا. وقد اتخذت اليابان إجراءات خاصة لتقليص مياهها الإقليمية في هذه المنطقة المائية من 12 ميلًا بحريًا إلى 3 أميال بحرية، وحددت الجزء الأوسط من المضيق كمياه عامة دولية، من أجل تسهيل عبور سفن دول العالم والسفن الحربية الأمريكية. كما أن الجزء الأوسط من مضيق تايوان ممر مائي دولي، وللسفن التجارية والسفن الحربية لجميع الدول حق المرور البريء.

ومع ذلك، فإن الاختلاف الكبير هو أن الوضع في مضيق تسوغارو مستقر للغاية، ولا توجد خلافات أو أي أخطار خفية للمواجهة بين جانبي المضيق، بينما يعد مضيق تايوان من أكثر المناطق توتراً سياسياً وعسكرياً في العالم اليوم، وجانبي مضيق تايوان في صراع شرس من أجل الانفصال ومناهضة الانفصال.

إن مرور السفن الحربية الصينية والروسية عبر مضيق تسوغارو يتوافق تمامًا مع تعريف القانون الدولي "للممر البريء". وعلى الرغم من وجود نزاعات إقليمية بين الصين وروسيا مع اليابان، إلا أن مضيق تسوغارو بعيد جدًا عن المنطقتين المتنازع عليهما: جزر دياويو وكوريلس الجنوبية (يشار إليها باسم الأراضي الشمالية من قبل اليابان). ولم يستهدف عبور السفن الحربية الصينية والروسية مضيق تسوغارو النزاعات الإقليمية ذات الصلة. وفي الواقع، انتشر بعض المتطرفين في اليابان عبر الإنترنت بعد أن أبحرت السفن الحربية الصينية والروسية عبر مضيق تسوغارو، لكن قلة منهم ربطت المسألة بمسائل جزر دياويو وكوريلس الجنوبية.

الغرض من الولايات المتحدة في شد حلفائها للإبحار عبر مضيق تايوان هو إظهار قوتها أمام البر الرئيسي الصيني، وتحفيز القوى الانفصالية في تايوان. وإن العواقب السياسية لتصاعد التوترات الإقليمية واضحة. علاوة على ذلك، أدى المرور المتكرر للسفن الأمريكية عبر مضيق تايوان إلى زيادة العداء المتبادل بين الجيش الأمريكي وجيش التحرير الشعبي الصيني. ويشكل هذا أحد المخاطر الشديدة لحدوث خطأ في الأداء بسبب الحسابات الخاطئة أو الحوادث.

يحاول بعض الرأي العام الغربي إضفاء الشرعية على الأنشطة الاستفزازية للسفن الحربية الأمريكية في مضيق تايوان من خلال المبالغة في مرور السفن الحربية الصينية والروسية عبر مضيق تسوغارو. لكن، نعتقد أن المجتمع الدولي لن ينخدع. ولا ينقصها الفطنة للتمييز بين نوعي المرور المختلفين. وتوفر مثل هذه المقارنة فرصة للجمهور في العالم ليرى بالضبط ما هو "الممر البريء" وما هو استعراض للقوة والهيمنة باسم "حرية الملاحة".

يجب استكمال قضية إعادة توحيد الصين. ويتشكل تعريف الصين الواحدة من خلال التاريخ الصيني، والمبادئ العامة للسياسة العالمية، والتطلعات القوية لـ 1.4 مليار صيني. ولا يمكن لسلطة الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني إنكار ذلك. كما لا يمكن لواشنطن أن تتلاعب بها. وقد يكون الكفاح في مضيق تايوان متقلبا صعودا وهبوطا، ولكن نهايته حددها التاريخ منذ فترة طويلة. وسيثبت مرور السفن الحربية الأمريكية أنه تهريج في هذه الدراما التاريخية.