تعليق: هل يمكن استئناف المحادثات النووية الإيرانية بسلاسة؟

يبدو أن المفاوضات التي طال تهميشها بشأن الاتفاق النووي الإيراني إلى نقطة تحول جديدة في الآونة الأخيرة، وأعرب ممثلو الأطراف المعنية بالاتفاق النووي الإيراني عن استعدادهم لاستئناف محادثات فيينا. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخرًا، أن روسيا وإيران اتفقتا على استئناف عملية المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني في فيينا في أسرع وقت ممكن. كما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا قالت فيه إن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن أجرى محادثة هاتفية مع لافروف قبل أيام لبحث قضية الاتفاق النووي الإيراني والعلاقات الثنائية، واتفق الجانبان على أهمية أن تستأنف الولايات المتحدة وإيران بسرعة تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني.

اختلافات واضحة لا تزال قائمة

وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإيرانية، صرح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مؤخرًا أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إلغاء تجميد جزء من الأصول الإيرانية الخارجية التي تم تجميدها بسبب العقوبات لإظهار أن الحكومة الأمريكية الحالية مختلفة عن سابقتها ولديها "الإرادة الحقيقية" لإعادة اتفاق شامل حول الملف النووي الإيراني.

صرح الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في أول خطاب متلفز له بعد توليه منصبه في أوائل سبتمبر، أن المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني كانت على جدول الأعمال. وأكد أن الهدف من مشاركة إيران في الحوار هو رفع العقوبات القسرية، وأن جوهر الحوار هو حماية مصالح الشعب الإيراني.

تعتقد صحيفة "فاينانشيال تايمز"البريطانية أنه من بين جميع المشاكل التي يواجهها رئيسي، يعتبر الاتفاق النووي الإيراني من "أكبر المشاكل" التي تحتاج إلى التعامل معها بشكل عاجل. وأشار بعض المحللين إلى أنه من خلال استئناف الاتفاق النووي الإيراني، سيتم حل إدارة الشركات المحلية في إيران، ودوران رأس مالها إلى حد ما، وستتاح لإيران الفرصة لبيع المزيد من النفط وتخفيف الضغط الاقتصادي.

وأشار وانغ جين، أستاذ مشارك في معهد الشرق الأوسط بجامعة نورث وسترن، إلى أن المشاكل التي لا تزال قائمة بين الولايات المتحدة وإيران تتمثل في "من يتخذ الخطوة الأولى". ولا تثق الولايات المتحدة وإيران في بعضهما البعض، وفشل الجانبان في التوصل إلى اتفاق بشأن القضية الرئيسية المتمثلة في "هل إيران تستأنف الامتثال أولاً أم رفع الولايات المتحدة العقوبات عن إيران أولاً". وحلل أن الولايات المتحدة كانت قلقة من التكنولوجيا النووية الإيرانية وتأثيرها في الشرق الأوسط، وبالتالي حاولت إصلاح الاتفاق النووي الإيراني من أجل احتواء نفوذ إيران الإقليمي بشكل شامل. لكن موقف إيران هو الحديث عن القضايا النووية ذات الصلة فقط.

الحاجة الى حوار صادق

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي بعد اجتماع مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الجديد محمد إسلامي في مطلع سبتمبر، إن هذه الزيارة مهمة للغاية، مبينًا أنه يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران العمل معًا لتوسيع التعاون.

وعلقت رويترز أن الاجتماع بين غروسي والإسلامي يمثل تخفيف المأزق بشأن الملف النووي الإيراني إلى حد ما، مما يمهد الطريق لاستئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران في المستقبل.

ويأمل المجتمع الدولي في الاستمرار في استخدام الاتفاق النووي الإيراني كطريق معقول لحل القضية النووية الإيرانية. وأشار وانغ جين إلى أن الاتفاقية النووية الإيرانية ذات أهمية كبيرة، وهي ليست إنجازًا كبيرًا في تعزيز النظام الدولي لعدم انتشار الأسلحة النووية فحسب، ولكنها إنجاز دبلوماسي في الدفاع عن التعددية الدولية أيضًا.

ومع ذلك، يعتقد العديد من المحللين أنه في ظل الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران، لا يزال الطريق إلى استئناف الاتفاق النووي الإيراني يواجه العديد من الصعوبات.

وقال وانغ جين: "أرسل المجتمع الدولي العديد من الإشارات الإيجابية في الوقت الحالي، ولكن نظرًا للفجوة الكبيرة بين مواقف الولايات المتحدة وإيران، لا تزال هناك العديد من الصعوبات في استئناف الاتفاقية." ويعتقد وانغ أن هناك حاجة إلى حوار صادق بين الجانبين الولايات المتحدة وإيران. ويجب على الولايات المتحدة أن تصحح سياستها الخاطئة المتمثلة في "الضغط الشديد" على إيران، وأن ترفع تمامًا جميع العقوبات غير القانونية المفروضة على إيران وإجراءات "الولاية القضائية طويلة المدى" ضد الأطراف الثالثة، وأن تعزز الاستئناف المبكر للمفاوضات وتحقيق النتائج. وفي الوقت نفسه، يجب على المجتمع الدولي أيضًا خلق مناخ أفضل وتوفير المزيد من الظروف للتفاعل بين الولايات المتحدة وإيران.