تحليل إخباري: خبراء: قمة شرم الشيخ تؤسس لعلاقات متينة بين مصر وإسرائيل

القاهرة 15 سبتمبر 2021 (شينخوا) اعتبر خبراء مصريون أن قمة شرم الشيخ التي جمعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت شكلت "دفعة قوية تؤسس لعلاقات متينة بين البلدين".

وأكدوا أن مسار العلاقات بين مصر وإسرائيل يشهد تطورات إيجابية في ظل تعدد مجالات التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بين البلدين، وفي ضوء الوساطة المصرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وزار بينيت أول أمس الإثنين مصر في أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي للبلاد منذ العام 2011.

وعقد السيسي وبينيت اجتماعا في مدينة شرم الشيخ المصرية على ساحل البحر الأحمر، حيث بحثا تطورات العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية خاصة القضية الفلسطينية، وفقا لبيان مصري.

بينما قال بينيت إنه بحث مع السيسي سلسلة من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والسبل لتعميق التعاون بين البلدين خصوصا توسيع رقعة التجارة المتبادلة.

واتفق الزعيمان على مواصلة تعميق التعاون والحوار بين البلدين على كافة الأصعدة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن زيارة بينيت لمصر "دفعة قوية تؤسس لعلاقات متينة بين البلدين بدليل أن الرئيس السيسي وبينيت بحثا تنمية وتطوير العلاقات الثنائية في عدة مجالات من بينها استيراد الغاز".

وبدأت مصر في يناير 2020 في استيراد الغاز من إسرائيل بناء على اتفاقية لتوريد 85 مليار متر مكعب لمصر خلال 15 عاما بقيمة إجمالية 19.5 مليار دولار.

وأضاف فهمي، وهو أيضا رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، أن هناك "جملة من التطورات الإيجابية في مسار العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، وزيارة بينيت لمصر رسالة مهمة تؤكد دعم القاهرة للحكومة الإسرائيلية الجديدة".

وتأتي زيارة بينيت بعد أن تلقى في 18 أغسطس الماضي خلال لقاء مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل في القدس دعوة من الرئيس المصري لزيارة القاهرة.

وتابع أن "العلاقات الثنائية ثابتة ومستقرة ويتم تنميتها من خلال اتفاقية الكويز والتعاون الإقليمي والاتفاقية الأمنية واللقاءات التي تجري (بين البلدين) في مدينتي بئر السبع والعريش بشكل دوري".

ووقعت مصر في ديسمبر 2004 بروتوكولا مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في إطار اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة "كويز"، يسمح للمنتجات المصرية بالدخول للسوق الأمريكية دون جمارك أو حصص محددة شرط أن تتضمن هذه المنتجات مكونا إسرائيليا.

وأوضح فهمي أن العلاقات الثنائية تشهد "تطورا في المجالات المختلفة"، وأشار إلى أن "السيسي قدم مقاربة حقيقية وجادة على المستويين الأمني والسياسي في التعامل مع إسرائيل".

وتابع أنه "على الجانب الإسرائيلي، هناك تقدير كبير لمكانة مصر والرئيس السيسي، ودوره الكبير في تنمية العلاقات".

ورأى أن "عناصر القوة في العلاقات المصرية الإسرائيلية عديدة، وتشمل ملفات كثيرة اقتصادية وأمنية واستخباراتية".

ومن هذه عناصر أيضا "استقرار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل طوال السنوات الماضية"، ما يعكس "توافر الإرادة السياسية والعسكرية والاستراتيجية بين الطرفين والمضي قدما في إنجاح المعاهدة".

ومنذ عام 1979، ترتبط مصر باتفاق سلام مع إسرائيل وغالبا ما تقوم بوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأكد أن "الوساطة المصرية في عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين من شأنها الحفاظ على علاقات قوية بين مصر وإسرائيل، حيث ترغب القاهرة في استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".

وختم أن زيارة بينيت إلى مصر مهمة خاصة أنها تأتي بعد تحرك مصري كبير خلال الأسابيع الماضية، وتأكيد مصر على الحقوق الفلسطينية ولعب دور مرتبط بفكرة حل الدولتين.

وتأتي زيارة بينيت إلى مصر بعد نحو عشرة أيام من قمة ثلاثية بين الرئيس المصري ونظيره الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أكدوا فيها ضرورة إحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

وشاطره الرأي الخبير العسكري اللواء متقاعد سمير فرج الذي اعتبر أن لقاء السيسي وبينيت "تحرك جاد لمصر في إطار حل القضية الفلسطينية".

وقال فرج، وهو مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بوزارة الدفاع المصرية، لـ((شينخوا)) إن "دور مصر ظهر في المنطقة بعد تدخلها في حل أزمة غزة ونجاحها في وقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة بين حماس وإسرائيل، ومن هذا المنطلق تقوم مصر بدور آخر مهم هو محاولة تقريب وجهات النظر بين إسرائيل والفلسطينيين لتحقيق السلام".

ورأى أن "الوساطة المصرية في عملية السلام وملفات الأسرى والتهدئة تحافظ على علاقات قوية بين القاهرة وتل أبيب.. وإسرائيل في حاجة لقيام مصر بهذا الدور في عملية السلام".

وواصل فرج أن "الدور المصري الفعال في تهدئة الوضع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مثل دفعة كبيرة لإسرائيل التي أيقنت أن مصر هدفها الصالح العام للمنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار لها".

ورعت مصر في 21 مايو الماضي اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنهى 11 يوما من قتال أسفر عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 شخصا في إسرائيل.

وأوضح أن "العلاقات بين مصر وإسرائيل مستمرة طبقا لاتفاقية السلام ومستقرة ولا يوجد ما يعكر صفوها رغم تغير الحكومات في إسرائيل، وأعتقد أن الأمور بالنسبة لمصر تحقق أهدافها".

وأكد أن "العلاقات تطورت كثيرا في عهد الرئيس السيسي بين مصر وإسرائيل، خاصة في ظل وجود اتفاقيات تجارية مثل تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عن طريق مصر ووجود إسرائيل في منتدى غاز شرق المتوسط ومقره القاهرة".

أما الدكتور محمد صادق اسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، فرأى أن زيارة بينيت لمصر تأتى في إطار عدة ملفات تمت مناقشتها بين الجانبين في مقدمتها قضية الصراع العربي الإسرائيلي.

وقال اسماعيل لـ((شينخوا))، إن مصر نشطت خلال الفترة الماضية في ملف القضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل من خلال عدة محاور أبرزها أولا: الوصول إلى هدنة في قطاع غزة والسعي إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وثانيا: عودة المفاوضات مرة أخرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خاصة أن بينيت زار أيضا واشنطن وكل هذه الأمور اعتقد أنها تمهد لعودة المفاوضات.

ومن بين هذه المحاور أيضا ملف الغاز حيث تستورد مصر الغاز الإسرائيلي وتقوم بتصديره.

وختم أن "الحفاظ على علاقات قوية بين مصر وإسرائيل أمر مهم جدا من أجل الوفاق العربي مع إسرائيل".