سفير صيني يحث على تتبع قائم على العلم للأصول مع التضامن في مواجهة الجائحة

كوالالمبور 28 أغسطس 2021 (شينخوا) كتب السفير الصيني لدى ماليزيا في مقال نُشر مؤخرا يقول إن مسألة تتبع أصول أي فيروس أثناء أي جائحة ينبغي أن تتمسك بمبدأ العلم وليس تسييس الجهود.

ونُشر المقال، الذي جاء بعنوان "التمسك بالعلم في مسألة تتبع الفيروس"، يوم الخميس في صحف ماليزية بارزة من بينها ((ستار)) و((نيو ستريت تايمز)) و((سينشو ديلي)).

وكتب السفير الصيني أويانغ يو جينغ في المقال يقول إن "الغرض من تتبع أصول الفيروس هو تعزيز الفهم العلمي للفيروسات، والسماح للدول بالتعامل مع الأمراض المعدية الرئيسية في المستقبل".

انطلاقا من تجربة البشرية، فإن تتبع أصول الإيدز، والإيبولا، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والسارس، وإنفلونزا الخنازير 2009 انطوى على مشكلات علمية معقدة عبر تخصصات ومجالات متعددة. وتتبع أصول كوفيد-19 لا يختلف عن ذلك، فالإجابة لا يمكن العثور عليها إلا من قبل العلماء من خلال البحوث، هكذا ذكر المقال.

ويبين القدر المتزايد من الأدلة أن مرض فيروس كورونا الجديد كان كامنا منذ فترة طويلة في المجتمعات البشرية. وأظهرت الأبحاث التي أجرتها المؤسسات الطبية والخبراء الطبيون أنه قد تم اكتشاف كوفيد-19 في أوروبا في وقت مبكر من نوفمبر 2019، وأعربوا عن اعتقادهم بأنه استنادا إلى الوضع العام، فإن الحقيقة الواضحة تفيد بأن كوفيد-19 له أصول متعددة واندلع في أماكن متعددة، حسبما جاء في المقال.

في 5 يوليو، نشر 24 عالما مشهورا عالميا من بينهم عالم فيروسات ماليزي معروف رسالة مفتوحة في مجلة ((ذا لانسيت)) تشير إلى أن كوفيد-19 نشأ وتطور في الطبيعة.

وفي 7 يوليو، نشر علماء من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ورقة مطبوعة مسبقا على منصة تبادل البيانات البحثية الأوروبية ((زينودو))، مشيرين فيها إلى أنه لا يوجد دليل على أن كوفيد-19 نشأ من مختبرات ووهان.

ومع ذلك، تتجاهل العديد من البلدان هذه الأدلة العلمية القائمة. وبدلا من ذلك، يقومون بتسييس الأمر، ويوعزون إلى وكالات الاستخبارات بإجراء تحقيقات لتتبع الأصول، وتشويه سمعة بلدان أخرى والافتراء عليها، حتى بلغ الحد تهديد أمانة منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين والضغط عليهم بكل أنواع الوسائل، وفقا لما ذكره المقال.

وكتب السفير في المقال يقول إن الصين شاركت بنشاط في التعاون في تتبع الأصول مع منظمة الصحة العالمية منذ بداية تفشي كوفيد-19، وشاركت تسلسل جينوم الفيروس في أقرب وقت ممكن.

وذكر المقال أن الصين دعت خبراء منظمة الصحة العالمية لزيارة الصين مرتين لإجراء بحوث تتعلق بتتبع الأصول، وقدمت لفريق الخبراء الدعم الكامل. وزاروا كل موقع على قائمتهم والتقوا بكل فرد طلبوه.

بعد ذلك، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقرير الدراسة المشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية حول تتبع أصول كوفيد-19 والذي خلص بوضوح إلى أن التسرب المختبري لكوفيد-19 "مستبعد تماما".

كما أعربت أكثر من 80 دولة، سواء من خلال رسائل إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أو بيانات أو مذكرات دبلوماسية، عن دعمها لتقرير الدراسة المشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية وعارضت تسييس تتبع أصول كوفيد-19، حسبما جاء في المقال.

وأضاف أن أكثر من 300 حزب سياسي ومنظمة ومركز أبحاث من أكثر من 100 دولة ومنطقة قدموا بيانا مشتركا إلى أمانة منظمة الصحة العالمية، حثوا فيه منظمة الصحة العالمية على إجراء أبحاث تتبع أصول كوفيد-19 بطريقة موضوعية وعادلة.

وأشار السفير إلى أن "الفيروس ليس له حدود ولا يعترف بالعرق. والصين، شأنها شأن الدول الأخرى، ضحية للجائحة".

وقال "مع استمرار تحور الفيروس وتسببه في أضرار، تظل مكافحة الجائحة على رأس أولوياتنا".